خدعة صفقة القرن. القرون تنمو في رؤوس العرب.

عدد القراءات 1096085، تاريخ النشر 06 آذار 2018. عندما نشر مركز فيريل للدراسات تفاصيل صفقة القرن للمرة الأولى، كانت التعليقات عاطفية حماسية. الحقيقة أنّ هذه الخطة لن تُنفذ بين ليلة وأخرى، بل على مدى 30 عاماً.

نُكرر؛ الصفقة يتمّ تمريرها مرحلة بمرحلة على مدى 30 عاماً، ما تمّ إنجازهُ حتى اللحظة ونحنُ في آذار 2018:

تيران وصنافير ستُمنحُ هدية مصرية إلى السعودية، فماذا فعل المُتحمسون؟

القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، فماذا فعل المتحمسون؟

حتى ما تبقى من أرض فلسطين تمّ تقطيعه لكنتونات تفصل بينها مستوطنات، تحت عيون زعماء العرب الأشاوس

الجولان أرض إسرائيلية فماذا فعل المتحمسون؟

لا شيء سوى الصراخ والاحتجاج و… فشروا. متى سيكف هؤلاء “المُغيبون” عن الصراخ والعويل والثرثرة، إلى العمل الجاد بينما صفقة القرن تسير رغماً عن أنوفهم؟!!

تناقلت وسائل إعلام نصوصاً “قزمة” لصفقة القرن، منها نقل العاصمة الإسرائيلية إلى القدس، وإقامة دولة فلسطينية تشمل حدودها قطاع غزة والمناطق (أ، وب) وأجزاء من المنطقة (ج) في الضفة الغربية. تقديم 10 مليارات للسلطة الفلسطينية إلخ. هذا كله غير صحيح، هي صفقة القرن ويتم فيها بيعُ كامل فلسطين وشراءُ سيناء!! كيف؟

إلى التفاصيل من مركز فيريل للدراسات والمصادر من وسائل الإعلام الأميركية والألمانية والإسرائيلية، بينما العربُ نائمون، وعندما يصحون، نحو سوريا يهرولون، وضد شعبها يُجاهدون!.

  • وزيرة الشؤون الاجتماعية الإسرائيلية غيلا غامليئيل، وخلال زيارتها للقاهرة نهاية تشرين الثاني 2017، قالت: (سيناء أفضل وأنسب مكان لإقامة دولة فلسطينية).

  • دونالد ترامب: (من حق المسلمين بالصلاة في المسجد الأقصى)! أي أنهم ضيوف على القدس.

  • الكاتب الألماني Rainer Hermann، وفي صحيفة frankfurter allgemeine، بتاريخ 16 كانون الأول 2017: (إقامة دولة فلسطينية في سيناء بدلاً من الضفة الغربية وقطاع غزة، يمثل أساس “صفقة القرن” التي تتحدث التسريبات عن إبرامها بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وأطراف عربية من جهة أخرى) وقد تحدثنا عن ذلك في مركز فيريل للدراسات هنا في برلين. حيثُ أشار الكاتب إلى أنّ الرئيس السيسي يقوم بتفريغ سيناء بحجة محاربة الإرهاب!!

تصل مساحة صحراء سيناء، ورغم أن اسمها صحراء لكنها قابلة للزراعة لأن أرضها ترابية، إلى 60088 كم2، فيما تصل مساحة فلسطين إلى 26,990 كم²، ويسكن في فلسطين المغتصبة 7 ملايين إسرائيلي و5 ملايين فلسطيني أي أن المجموع 12 مليون نسمة.

تتم دراسة موضوع صفقة القرن، التي لم يُكشفُ عن تفاصيلها، فيما كشف الجنرال الاميركي ماك ماستر رئيس الأمن القومي في البيت الابيض، أن مساحة سيناء هي 60 ألف كلم2 والسلطات المصرية تهمل هذه الأرض، ولا يقطنها سوى مليونين و200 ألف مواطن أكثريتهم من الشعب الفلسطيني، يعيشون في مدينة رفح والعريش ومدن فلسطينية على حدود غزة، وأنّ بالإمكان إقامة دولة فلسطين في نصف سيناء وتوطين 9 ملايين فلسطيني في المخيمات وكامل الضفة الغربية وكامل إسرائيل 1948، بمساحة تراوح 30 ألف كلم2.




تفاصيل صفقة القرن

  • البرنامج الدولي لصفقة القرن هو قيام السعودية وعبر ولي العهد محمد بن سلمان، بإطلاق المشروع ثم تأييده من قبل مصر ودول الخليج. يكلف مشروع إقامة دولة فلسطين في سيناء 2500 مليار دولار. والخليج العربي بكامله من الكويت إلى السعودية إلى قطر إلى دولة الإمارات المؤلفة من 14 إمارة، خاصة إمارة دبي الغنية بالسيولة، قادر على تقديم 1500 مليار دولار. كما أن الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة قادرون على تقديم 700 مليار دولار، بينما تقدم اليابان وكوريا الجنوبية 300 مليار دولار.

  • يعمل الرئيس الأميركي ترامب بشكل دؤوب على إتمام صفقة القرن، ولا تستطيعُ السعودية والأردن وسوريا ولبنان والخليج ومصر، معارضة ذلك، بل سيوافقون على هذا المشروع، والكلام للجنرال ماك ماستر الذي قال أيضاً: سيقبل الفلسطينيّون بالانتقال من مخيمات اللاجئين الضيقة، إلى مساحات واسعة في سيناء، وعبر تقديم 2500 مليار دولار وجمعهم من العالم كله، يمكن إقامة دولة فلسطين خلال 3 سنوات في نصف سيناء، أي 30 ألف كلم، أي أكبر من كامل مساحة فلسطين المحتلة سنة 48 وكامل الضفة الغربية التي تم احتلالها سنة 1967 إضافة إلى قطاع غزة، فيما يبقى من سيناء 30 ألف كلم خاضعة لمصر. يُذكرُ أنه في العام 1932 لم تكن سيناء ضمن خارطة مصر، وكان الانتداب البريطاني عبر امتداده لفلسطين ينتدب منطقة سيناء بكاملها، وفي عام 1937 قام الانتداب البريطاني بضم سيناء إلى مصر.

  • بإتمام صفقة القرن، ينتهي الصراع في الشرق الأوسط من خلال إعطاء الفلسطينيين دولة كاملة في سيناء، وصرف 2500 مليار دولار، حيثُ تقوم الشركات الدولية الكبرى الصينية والأميركية والأوروبية والكورية والهندية، بإقامة المدن وشق الطرقات وإنشاء الأبنية والمدارس والجامعات والمستشفيات، ومشاريع تحلية مياه البحر عبر مولدات نووية تكفي لأكثر من 20 مليون نسمة، إضافة إلى إقامة مولدات كهرباء ضخمة تكفي أيضا لأكثر من 20 مليون نسمة، وسيبقى حوالي 350 مليار دولار لأول حكومة فلسطينية يتم تشكيلها بعد قيام دولة فلسطين، وهكذا تنطلق هذه الدولة من موازنة هي 350 مليار دولار وهذه الموازنة هي بحجم الموازنة السعودية وأكبر من موازنة الكويت، وقطر مجتمعة. كما أن ميزانية إسرائيل التي تصل الى 180 مليار دولار ستكون نصف موازنة الدولة الفلسطينية!. وسيعمل الاتحاد الاوروبي المؤلف من 27 دولة، على تبني المشاريع الزراعية والاستثمارية والصناعية، ويتم إلغاء مبدأ العودة للفلسطينيين إلى فلسطين، ويتم إعطاء منازل جاهزة إلى الفلسطينيين الذين يريدون مغادرة فلسطين المحتلة سواء فلسطين 48 أم فلسطين الضفة الغربية وغزة، إضافة إلى خدمات صحية وتعليم مجاني وأمور كثيرة لنزع الفتيل المتفجر في الشرق الاوسط منذ وعد بلفور 1917 قبل 100 سنة.

  • يتابع الجنرال ماك ماستر: لن تُعارض السلطات المصرية هذا المشروع، لأنها ستحصل على مساعدات مالية مقابل إعطاء هذه المساحة من سيناء، كما أنّ السعودية ستدعم الاقتصاد المصري والأردني مقابل موافقتهم على إقامة الدولة الفلسطينية تلك.

  • يقولُ أخيراً الجنرال ماك ماستر المسؤول عن الأمن القومي في البيت الأبيض، أن دول الخليج المستعدة لتقديم 1500 مليار دولار، ستدفعُ هذا المبلغ لأنه سيقضي على النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان تحت عنوان مقاومة إسرائيل، فبعد قيام الدولة الفلسطينية، لن يكون لإيران أيّ دور، وبالتالي فان دول الخليج التي قدمت المليارات لصدام حسين كي يقوم بحربه طوال 8 سنوات ضد إيران، بعد مجيء الثورة الإيرانية الإسلامية وإسقاط شاه إيران، وحكم الإمام الخميني فإنها قادرة على تقديم 1500 مليار دولار كي تنتهي من التدخل الإيراني في الخليج والشرق الأوسط، لأنه لن يكون لإيران بعدها حجةٌ للتدخل وادعائها بدعم المقاومة ضد “اسرائيل”. لدى سؤال الجنرال ماك ماستر عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، أجاب أن الأردن سيكون مسؤولاً عن المقدسات الإسلامية وتأمين زيارتها، ومع حلول السلام سيسمح للجميع بزيارة مدينة القدس والمقدسات الإسلامية.

  • بالنسبة للمقدسات المسيحية فهو يرى أن الكنيسة الأرثوذكسية في اليونان قد باعت حتى الآن أكثر من 500 دونم من الأراضي لمنظمات يهودية، وقامت بتأجير 800 دونم لمنظمات يهودية دينية أخرى. وتم عليها بناء مستوطنات يهودية في القدس. وبالتالي لا يبقى إلا كنيسة واحدة هي كنيسة القيامة، والاتجاه المسيحي الدولي هو زيارة الفاتيكان وليس زيارة القدس!!.




 

إنها خدعة القرن

نحذر، في مركز فيريل للدراسات، شعبنا الفلسطيني ومحور المقاومة أنه بعد أن تقوم هذه الدول بالتوقيع على بنود خدعة صفقة القرن، والتي سينمو بموجبها في رؤوس المتآمرين على سوريا وفلسطين، مائةُ قرن، حكاماً وشعوباً نائمة تتبع حكامها كالقطيع، فإن الولايات المتحدة ودول الخليج وأوروبا ستتنصل وتتهرب من التزاماتها بإقامة (الدولة الفلسطينية المزعومة في سيناء) بحجة الافلاس والعجز المالي، وبالتالي سيتوه الشعب الفلسطيني في صحراء سيناء المقفرة،  ولا نستبعد أن تقوم المنظمات الإخوانية الخائنة لسوريا، بإنشاء قواعد لداعش وغيرها، لتصدير الإرهاب الى الصين وروسيا، وأيضاً لأفغانستان لضرب إيران ودول محور المقاومة. لكنّنا على يقين بأنّ عقولاً واعية تُدركُ ما يُحاك وسوف يكون لها ردّ قوي بمكان ما.

 

 اسمها  خدعة القرن، لذلك علينا ألا ننسى أننا في صراع وجود بين العرب والآراميين (السريان) والكنعانيين  والمصريين من جهة، وبين الاستعمار الذي يحاول منع سوريا الطبيعية الموحدة من التلاقي مع مصر، وإنشاء كيان عسكري واقتصادي وحضاري قوي وموحد، فكيان الاحتلال الإسرائيلي وجد من أجل ذلك، وليس من لإيجاد حل لليهود… هذا الكيان وجد لضمان تدفق نفط وغاز الخليج وثروات المنطقة إلى القوى الاستعمارية، بحيث تكون المنطقة رهينة لتحقيق أحلام روتشيلد وروكفلر ومورغان والماسونية العالمية لاستعباد شعوبنا وتدمير حضارتنا الممتدة منذ آلاف السنين.

ختاماً؛ بعد كل ما حدث من خيانة عناصر من حماس لسوريا، وتآمر الحكام العرب على سوريا وفلسطين ولبنان والعراق واليمن، ونوم الشعوب العربية العميق الأشبه بالغيبوبة في دول الحكام المتآمرين، فإني أكاد أجزم بأن القرون بدأت بالنمو في رؤوسهم جميعاً. إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. سيريا- إن (شبكة ارام بريس الاخبارية). الدكتور أسامة اسماعيل، الولايات المتحدة الأميركية. 06.03.2018.

تفاصيل أوسع في الفيديو