سياسة الإمارات؛ بين البراغماتية واستغلال الفرص. الدكتور جميل م. شاهين

سياسة الإمارات؛ بين البراغماتية واستغلال الفرص. الدكتور جميل م. شاهين. 30.03.2022. Firil Center

For Studies. FCFS. Berlin

دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة اتحادية دستورية منذ عام 1971 تضم سبع إماراتٍ سُميت سابقاً بـ “إمارات ساحل عُمان المتصالحة” عقب تأسيس “مجلس حُكّام الإمارات المتصالحة عام 1967، تصالحت فيما بينها وأسست دولة برعاية بريطانية بعد قرار انسحاب العرض البريطاني من مستعمراته، ليُصبحَ دخلُ الفرد فيها الثاني عالمياً بواقع 65 ألف يورو سنوياً، وأعلى منه لدى المواطن البريطاني الذي كان يحتلها، ويتحوّلُ “ساحل القراصنة” كما أسماهُ الإنكليز، إلى أكثر شواطئ العالم تراءً ومقصداً سياحياً، واقتصاداً من أسرع اقتصاديات العالم نمواً، ويكون تصنيفُ التنمية البشرية فيها جيد جداً، ومعدل بطالة دون 4%. و أعلى نسبة أثرياء في العالم؛ 65 ألف مليونير.

لعبتْ الإمارات أدواراً سياسية هامة منذ تأسيسها حيث شاركت في حرب تشرين 1973، وقطعت البترول عن الغرب في أسوأ أزمة عرفتها أوروبا آنذاك، ثم ساهمت بتأسيس مجلس التعاون الخليجي. تراجع دورها السياسي عدة سنوات، لتعود حالياً إلى الأضواء بجولات بين أنقرة ودمشق وتل أبيب، فما الذي تفعلهُ هذه الدولة وأيّ دور تطمح إليه؟

الإمارات وإيران

عقب  قرارانسحاب بريطانيا من المنطقة عام 1968، وقبل إعلان استقلال الإمارات العربية المتحدة، هرعت إيران للسيطرة على جزر الخليج ومنها طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وهي محل خلاف قديم متجدد بين أبو ظبي وطهران.

رغمَ الخلاف واتهام إيران باحتلال الجزر الإماراتية ودعم الحوثيين في اليمن واستهدافهم لأبو ظبي ودُبي بالصواريخ الباليستية التي طوّرتها إيران، إلا أنّ الواقع الاقتصادي والعلاقات التجارية بين البلدين تُبدي العكس تماماً، فالتبادل التجاري السنوي وحسب “عرفان شاكري” رئيس الغرفة التجارية الإيرانية الإماراتية يتوقع أنْ يصلَ إلى 20 مليار دولار حالياً. وحجم الاستثمارات في قطاعات مختلفة بمشاركة 120 شركة، بتزايد مضطرد. بالإضافة للزيارات المتبادلة بين مسؤولي الدولتين، ومنها زيارة وزير التجارة والصناعة والمعادن الإيراني إلى الإمارات، لحضور معرض إكسبو 2020 الذي سينتهي بعد أيام، و افتتاح المركز التجاري لمنظمة التنمية التجارية الإيرانية. وقبلها زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد، في 05 كانون الأول 2021، إلى إيران، التي اعتبرت نقطة تحوّل في العلاقات السياسية بينهما.

ما نراهُ من خلاف سياسي كبير بين الإمارات وإيران، نرى عكسهُ اقتصادياً، فهل سينتصرُ الاقتصاد على السياسة؟

سياسة الإمارات في الانفتاح على الأعداء


الانفتاح الإماراتي وخفض التصعيد لم يقتصر على طهران، بل وصل إلى الدوحة وأنقرة وتل أبيب، وكأنّ أبو ظبي تُنفذّ عملياً ما فشلت به إدارة رجب طيب أردوغان نظرياً “صفر مشاكل مع الجيران”.

أدركت الإمارات أنّ قدراتها العسكرية ستبقى محدودة مهما امتلأت مخازنها بسلاح أوروبي وأميركي حديث، وأية مواجهة عسكرية مع دولة قوية ستكلفها الكثير، ولا بد لها من الخضوع لدولة أقوى إقليمية أو عالمية تحميها، وهذا له تكاليفهُ وتبعيته، لهذا؛ قررت أن تحتفظَ بجيش دفاعي بحت مع سلاح رادع ليبقى مجالها الأسلم والأقوى هو الاقتصاد. وسّعتْ من شراكاتها مع معظم الدول واستثمرت هنا وهناك، خارجة من تحت العباءة السعودية مما سبب منافسة مع الرياض تحولت لخلاف، ظهرت للعلن أحياناً خاصة في اليمن.

التركيز على الاقتصاد مكَن الإمارات من تجاوز أزمة 2008 بأقل الخسائر، وكذلك بعد جائحة كورونا. كما أنّ التخلّص من “البعثرة” العسكرية والحروب العبثية، مع دعم بعض الجماعات أو الدول بالأسلحة حسب المصلحة، هي السمة الحالية. الخلافات مع إيران وتركيا وقطر ما زالت، لكن سياسة تدوير الزوايا عن طريق “المِبرد” الاقتصادي، أفضل من تركها حادّة.

الولايات المتحدة تتركنا لقمة سائغة في فم طهران، فماذا نحنُ فاعلون؟

هذا هو لسان حال ليس الإمارات فقط، بل معظم دول المنطقة، التي اعتمدت على “الشرطي الأميركي” لحمايتها، فخاب أملها وزاد قلقها من إدارة جو بايدن. اجتماع زعماء القاهرة وتل أبيب وأبو ظبي كان هذا أحد أهم محاورهِ. ثم جاء قبل ثلاثة أيام اجتماع وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة ومصر والإمارات وإسرائيل والبحرين والمغرب في النقب، مؤكداً على اتفاق الدول لمحاربة الإرهاب والتعاون الأمني، لكن أيّ إرهاب؟

الوزراء الخمسة أدانوا عملية الخضيرة التي أسفرت عن مصرع ضابطين إسرائيليين مساء الأحد 28.03.2022، وقدموا التعازي لأسر القتلى.. لتأتي عملية “بني براك” شرقي تل أبيب، فتنسفَ هذه الاجتماعات الأمنية وتؤكد عجزاً مخابراتياً إسرائيلياً.

واشنطن حاولت حجز دعم شرق أوسطي ضد روسيا وهجومها على أوكرانيا، لكنها فشلت، فالصورة باتت واضحة وكما تركت أوروبا عاجزةً لوحدها عن مواجهة خطر الدب الروسي، ها هي تتركُ دول الخليج تواجه خطر البرنامج النووي الإيراني، لتتفرّغ لمعركتها الأساسية والمصيرية مع التنين الصيني.

صفقة طائرات إف 35 الأميركية للإمارات أُجلتْ، فاضطرت أبو ظبي لعمل صفقة بديلة مع باريس بطائرات رافال. الأمر نفسه ينطبق على القاهرة التي خذلتها واشنطن بتزويدها بقطع الغيار للطائرات الأميركية في حربها ضد الإرهاب في سيناء.

الشكوك الآن تدور حول إمكانية أن تكون طهران بديلاً لتركيا وهو ماذكرناه في مركز فيريل للدراسات، والأخطر أن تكون بديلاً لدول الخليج من ناحية البترول والغاز بالشراكة مع قطر. وبالتالي ستُطلقُ يد إيران ضد الجميع باستثناء إسرائيل، فماذا هم فاعلون؟

ماذا ستفعلُ الدول العربية، الخليجية خاصّة إذا طلع عليهم الصباح بخبر امتلاك إيران للقنبلة النووية؟

منذ وصول الديموقراطيين إلى البيت الأبيض، قاموا بشطب جماعة “أنصار الله” الحوثية اليمنية من لائحة الإرهاب، عقبَ قرار جو بايدن إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن. جو بايدين نفسهُ ومنذ كانون الأول 2021، وهو يعد الإماراتيين والسعوديين بأنه سيُعيد الحوثيين إلى قائمة الإرهاب، ولم يفعلها. الأمر قد يصلُ إلى “الحرس الثوري الإيراني” فالمتوقع أن يُسحبَ أيضاً من قائمة الإرهاب في خطوة واسعة نحو طهران.

لا تحالفات ولا محاور

سيكون للحرب في أوكرانيا نتائج بعيدة المدى، سواء استمرت طويلاً أو انتهت قبل نشر هذا البحث. فقد أثبتت أنّ سياسة التحالفات والانخراط في محور ضد آخر، لها من السلبيات بقدر إيجابياتها، والذي سيدافع عن الدولة هم جنودها أولاً ومن الغباء انتظار “الشرطي” كي يُحارب عن أصحاب الأرض، لأنه لن يُحارب. بالمقابل؛ استمرار العداء مع قطب أو محور ما، لا يجلبُ الأمن لدولة متوسطة أو ضعيفة، الحلول الديبلوماسية تبقى الأسلم في عالم بينه وبين الجنون الشامل، “كبسة زر”.

هذا ما وجدتهُ الدول الأوروبية وما وجدته الإمارات أيضاً، وستليهم دول كثيرة وقفت من روسيا والولايات المتحدة على الحياد. أبو ظبي تسعى لجمع تناقضات السياسة وإحداث توازن في العلاقات بين الأعداء، فهي التي طبّعت علاقاتها الديبلوماسية مع تل أبيب ويجتمعُ مسؤولوها بحكّام إسرائيل بشكل مستمر، وبنفس الوقت؛ تقيم علاقات تجارية جيدة مع طهران! أليس هذا قمة التناقض؟

كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية، قال: (اتفقت إيران والإمارات على فتح صفحة جديدة من العلاقات بينهما). إذاً العلاقات مع تل أبيب لم تقف حاجزاً بينهما، وربما يمكن للإمارات أن تلعب دور وسيط ثان بين إيران وإسرائيل بمساعدة سوريا.

كيف تعاملت الإمارات مع الحرب في سوريا؟

منذ بداية الحرب في سوريا، انضمت الإمارات العربية المتحدة لباقي الدول العربية والغربية وقطعت علاقاتها الديبلوماسية في شباط 2012، تلبية لرغبة الولايات المتحدة تحديداً. في آذار 2018 أعادت فتح سفارتها في دمشق وقادت حملة لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، لم تنجح في ذلك حتى الآن.

الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي الذي زار دمشق الثلاثاء 09.11.2021، هو نفسهُ الذي ترأّسَ وفد بلادة إلى مؤتمرات “أصدقاء” الشعب السوري في باريس 06 تموز 2012 وفي مراكش المغرب كانون الأول 2012، وقال حرفياً أمام وفود وزعماء 100 دولة شاركت بالمؤتمرات على رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية:
(على المجتمع الدولي أن يُغيّرَ إستراتيجيتهِ إزاء ما يحدث في سوريا في ظل مواصلة النظام السوري جرائمهُ بحق الشعب السوري… كم يجب أن يموتَ من الأخوة السوريين حتى نغيّر إستراتيجيتنا إذاء ما يحدث في سوريا؟)

مضى عبد الله إلى ما هو أبعد حيث طالبَ بتدخل عسكري تحت البند السابع في سوريا: (البعض طالبَ بفرض المزيد من العقوبات، لكن هل ستُغيّر العقوبات من سلوك النظام السوري وتضعُ حداً لجرائمه ومجازره بحق الشعب السوري؟ متى سنكفُّ عن المشاهدة والتحدث فقط؟). وقد نشرنا عن زيارته راجعوا الرابط.

الرئيس السوري بشار الأسد قام بزيارة مفاجئة ومتوقعة بآن واحد لدولة الإمارات في 18 آذار الحالي، التقى فيها بحاكم دُبي الشيخ محمد بن راشد، وولي العهد محمد بن زايد. وزارة الخارجية الأمريكية سارعت لانتقاد الزيارة: (شعرنا بـخيبة أمل وانزعاج عميقين من زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات العربية المتحدة).

الضغوط الأميركية والأوروبية على أبو ظبي، لم تتوقف منذ آذار 2011، وقد نجحت في السنوات الأولى، فقطعت علاقاتها الديبلوماسية ورفع مسؤولو الإمارات من جرعة الهجوم الإعلامي ضد الرئيس الأسد، وقامت أبو ظبي بتمويل الانفصاليين من ميليشيات قسد في محافظة الحسكة، لكنها رغم ذلك بقيت على علاقة خفية بدمشق، ولم تسمح أن تكون منبراً إعلامياً للمعارضة السورية كما فعلت الدوحة والقاهرة والرياض، ومنعت رفع علم الانتداب الفرنسي.

يمكننا القول؛ هناك نوع من التمرد الإماراتي على القرار الأميركي.

ماذا تريد الإمارات من سوريا؟

السبب الرئيسي لعدم انصياع الإمارات التام لأوامر واشنطن، كان وضوح الخطة الأميركية للحزب الديموقراطي منذ عهد باراك أوباما وحالياً جو بايدن بايصال الإخوان المسلمين إلى الحكم في الدول العربية، وربما سيأتي الدور عليها. نجحت الخطة في تونس ومصر وليبيا، قبل أن يُدركَ المصريون وبمساعدة السعودية والإمارات حجم الخطأ الذي ارتكبوه، فانقلبوا على الإخوان. الإمارات كانت أسرع رداً على الأهداف الأميركية الخبيثة، فأعادت علاقاتها مع دمشق لأنها ترفض بشكل قاطع وصول الإخوان للحكم في سوريا أيضاً، وكان هذا بضوء لا هو أخضر ولا أحمر، بل برتقالي من الجمهوري دونالد ترامب ومعهُ البنتاغون المعارض لـ “الإسلام السياسي”.

دمشق استطاعت سابقاً هزيمة المشروع الإخواني، واليوم أيضاً سقط “الإسلام السياسي” على أبوابها بمساعدة موسكو تحديداً، وهنا نقطة التقاء كبيرة مع السوريين ومع الروس.

سوريا على علاقة وطيدة بإيران وكذلك روسيا، فإن حصل اتفاق نووي جديد فستُرفعُ العقوبات عن طهران، لتبدأ بتصدير البترول والغاز إلى أوروبا وتطوير صناعاتها ونمو اقتصادها، مما يعني انفلات المارد الإقليمي من سجنه، لتتصدر إيران المشهد وتصبح سيدة المنطقة، ساحبة البساط من تحت مصر وتركيا والسعودية وإسرائيل. إذا كانت الولايات المتحدة هي الطرف الموافق على ذلك، فهذه الدول لن تفيدنا بشيء، سوريا الوحيدة القادرة على ترطيب الأجواء مع المارد الإقليمي المتوقع.

الإمارات تريدُ إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية لكنها تصطدمُ بمعارضة قطر والسعودية ومصر، نعم مصر. الأهم؛ معارضة الولايات المتحدة. القاهرة والرياض تعتبران ما تقوم به أبو ظبي نوع من المغامرة السياسية التي قد تكلفها الكثير مما لا تسطيعان دفعهُ، لكن الإمارات أثبتت أنها أكثرُ جرأة وتحدياً لواشنطن من مصر والسعودية.

القلق الأميركي من المستقبل يتزايد مع كل يوم يمرّ على الحرب في أوكرانيا دون أن تنكسر روسيا فيه. قلقٌ من فقدانها منصبَ “شرطي العالم” وإطلاق الصين رصاصة الرحمة على هذا الشرطي بعد أن تتجرأ هي الأخرى وتُقلّدَ موسكو. الإمارات لم تضعَ “بيضاتها” في سلّة واحدة كما تفعل بعض الدول كقطر مثلاً، لهذا وضعت بيضة في كلّ طرف، وهذه حنكة سياسية.

فرضيات وتحليلات لأهداف زيارة الأسد للإمارات

كما في كلّ حدث؛ تكثر التحليلات والقراءات لنتبيّن لاحقاً خطأ العديد منها، لهذا نتروى كثيراً في مركز فيريل للدراسات قبل قراءة أيّ حدث هام.

البعض أكد عل امتلاكه معلومات تؤكد أن الزيارة كانت بطلب روسي من الإمارات، كونها جاءت بعد يوم واحد من لقاء وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، بنظيره الروسي سيرغي لافروف، في موسكو التي طلبت من أبو ظبي مساعدة سوريا اقتصادياً، فهل شعرتَ أيها القارئ الكريم بأي تحسّن اقتصادي؟  

آخرون رأوا أنها للطلب من الإمارات لعب دور الوسيط بين دمشق وتل أبيب في مباحثات سلام قادمة، كون أبو ظبي على علاقة خاصة بإسرائيل. وكأنّ الإمارات هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقيم علاقات ديبلوماسية مع تل أبيب؟

هناك فكرة مطروحة حول الجولان السوري المحتل قد تلعبُ الإمارات دوراً مستقبلياً فيها، هي فكرة حتى الآن ولن نطرحها في مركز فيريل للدراسات قبل صدروها رسمياً.

الحقيقة أنّ الإمارات ومعها السعودية وإسرائيل تريد من دمشق أن تكون هي الوسيط بينها وبين طهران، فيما لو تحققت مخاوفها بالتوقيع على اتفاق نووي، وما قد يتلوه من تراجع أميركي في الشرق الأوسط لصالح روسيا وإيران.

الإمارات باستقبالها الأسد جسّت ردّة الفعل الأميركية، وفتحت الأبواب للدول العربية بأن تحذو حذوها مع قليل من “هرمون الشجاعة”. التحرّك العربي لن يحدث سريعاً كالعادة، لأنّ زعماء العرب يخافون اللون البرتقالي ويريدونه أخضراً فاقعاً.

التحرّك نحو دمشق ينتظرُ ما ستؤول إليه الأوضاع في أوكرانيا، فإن انتهت الحرب بانتصار روسي وتحقيق أهداف موسكو، سنرى التراكض نحو سوريا، والجميع يريدُ أن يُشارك في إعادة الإعمار، والعكس صحيح.

بالمقابل؛ تريد سوريا استغلال الفرصة الحالية، عبر أبو ظبي، بأن تستعيد عافيتها كدولة محورية في المنطقة ونقطة تلاقي المصالح المتناقضة والدول المتعادية.

سياسة الإمارات؛ بين البراغماتية واستغلال الفرص

بعد هذا التحليل الذي حاولنا اختصاره رغم وجود نقاط أخرى للبحث، نرى أنّ سياسة الإمارات تتمحور حالياً حول منطقة التموضع القادم في ظلّ التغييرات العالمية القادمة، فتجارب العلاقة مع الولايات المتحدة لم تكن جيدة عموماً وكانت كارثية أحياناً، والأمثلة لا تُحصى. فلا حلفاء ولا أصدقاء لواشنطن بل أدوات تتخلّى عنها في أيّة لحظة، وكابول تشهد.

لاشك أنّ القائمين على السياسة في الإمارات قد قرأوا ماقاله وما فعلهُ William Joseph Casey مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بين عامي 1981 و1987 في كتاب Bob Woodward الشهير The Secret Wars of the CIA 1981–1987، حروب المخابرات المركزية الأميركية السرية، والذي كان مسؤولاً رغم تبرئته عن صفقات أسلحة سرية إلى إيران خلال حربها مع العراق في عهد رونالد ريغن، رغم العداء بينهما. وقوله: (ليس للولايات المتحدة أصدقاء أو حلفاء أو عملاء، بل أدوات للاستخدام). الدكتور جميل م. شاهين. 30.03.2022. Firil Center For Studies. FCFS. Berlin