مخطط الاغتيالات والتفجيرات في بيروت وبغداد قيد التنفيذ. الدكتور أسامة إسماعيل. الولايات المتحدة الأميركية.

مع بدء إجراءات الكونغرس بمحاكمة ترامب وإجراءات عزله التي يقودها الديمقراطيون، حذّر خبراء من تدهور صحته العقلية، داعين اللجنة القضائية بمجلس النواب إلى الأخذ بعين الاعتبار الحالة العقلية الخطيرة لترامب. ونقل عن مجموعة من الخبراء والأطباء الأمريكيين قولهم في بيان موجه للجنة: “نتكلم في هذا الوقت بالذات لأننا مقتنعون، مع اقتراب وقت عزله المحتمل، أنّ دونالد ترامب مرشح سيصبح أكثر خطراً وقد يشكل تهديداً لأمن بلدنا”. كما حذروا من عواقب وخيمة نتيجة “عدم القدرة على تقييم الجوانب النفسية لعزل الرئيس”. يُناشدُ التقرير الكونغرس بأن يأخذ مؤشرات الخطر هذه على محمل الجد، بغية الحد من“نزوات  ترامب التدميرية”.

حسب صحيفة نيويورك تايمز، زوّدتها أجهزة المخابرات الاميركية بتقارير سرية غير منشورة سابقاً، حول مصادرة البحرية الاميركية في بحر العرب لشحنة من أجزاء من صاروخ جديد إيراني الصنع كانت مرسلة إلى اليمن. لم تأتِ طهران على ذكر أية معلومة حول هذا الحادث، ولم تعلن الولايات المتحدة عنه بل أبقته للاستخدام عندما تريد وهاهي تسربه لصحيفة نيويورك تايمز .وقد لمس المتتبعون لتفاصيل مايدور في تلك الجبهة نشاطا مكثفاً إستثنائيا في ميدان الإعلام الموجه والمضلل والمهدد، فرفع درجة الحرارة في الميدان الإعلامي هو عملٌ مواز لرفع درجة الحرارة في ميدان القتال، حيثُ تم التركيز على ما يلي: 

‎الإيحاء بأن اليمن تسلم فعلا هذه الصواريخ الخطيرة، والتي تهدد أمن الملاحة والتجارة الدولية ودول الجوار .

‎أنّ إيران أدخلت إلى العراق صواريخ قادرة على الوصول إلى القدس إن أُطلقت من أماكن معينة في العراق، وألمحت الصحيفة إلى أن هذا تهديد لأمن الولايات المتحدة بشكل مباشر .

‎حسب نيويورك تايمز أيضاً؛ قامت محطات تلفزيونية ببث برامج مطولة ومصورة حول هذه الصواريخ الإيرانية، وركزت بشكل خاص على فيلق القدس وقائده قاسم سليماني. يتضح من هذا التركيز أن مايهم الإدارة الاميركية كأولوية هو العراق، وفيه مكمن الخطر على وجودها العسكري في منابع النفط شمالاً وجنوبا، وهذا يفسر زيارة المسؤولين الاميركيين لشمال العراق وشحنات الأسلحة والذخائر من كيان الاحتلال الإسرائيلي المباشرة لإنفصاليي الشمال العراقي. يُفسّرُ ما سبق محاولة جر الاحتجاجات الشعبية لتظهرها وكأنها فقط ضد الوجودالايراني والحشد الشعبي، وليست ضد الفساد الكبير والمسؤولين الذين تدعمهم واشنطن.

‎خلصت البرامج التلفزيونية الموجهة والمبرمجة إلى التركيز على ما أسمته “منافذ إيران” في المنطقة وضرورة إعتبارها خطرا مباشرا لابد من ازالته!! المنافذ التي ركزت عليها الإدارة الاميركية هي: الحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان وسوريا، وأنصار الله في اليمن. تحاول الإدارة الاميركية بث نوع من الوضوح حول تحركاتها باستخدام الإعلام وبتصريحات تتضمن مواقف متعارضة ومتناقضة. مثلاً: صرح ترامب ضمن هذا التصعيد أنه سيرسل 14 ألف جندي للشرق الأوسط، لم تلبث وزارة الدفاع أن أعلنت في اليوم التالي أنها لن ترسل جنودا للشرق الأوسط، وقام ترامب بZصدار تغريدة يقول فيها أنه تم سحب كافة القوات من سوريا، ولم يتبقَ سوى قوة لحماية آبار النفط “وكأنه نفط أبيه”. ثم جاء التصريح بنيتها إرسال 7 آلاف جندي!

لحقت أوروبا بواشنطن بعد إنتهاء قمة الناتو فأصدرت بياناً حول البرنامج الصاروخي الإيراني رفضته طهران، أوروبا والتي يبدو أنها تنتظر رفع إيران نسبة تخصيب اليوروانيوم لمستوى أعلى، كي تطالب بتطبيق عقوبات عليها. من جهتها أصرت طهران على الاستمرار ببرنامجها الصاروخي، وأنها ملتزمة بالاتفاق النووي، مُطالبةً الطرف الآخر بالالتزام به، بينما صرح وزير الخارجية الروسي لافروف: “يسعى الناتو للهيمنة على العالم بما فيه الشرق الأوسط… لدى روسيا القدرة على الدفاع وإفشال المخطط الأمريكي”. كل هذا تم في ظل حديث روحاني عن استعداد طهران للتفاوض مع واشنطن إن هي ألغت العقوبات، وبرسائل سرية من واشنطن لطهران حول التفاوض .

‎تأتي زيارات مسؤولين عُمانيون لطهران ضمن إطار وساطة بين الطرفين، كما سيقوم روحاني بزيارة لليابان، الوسيط الرسمي.

تسخين إعلامي واحتكاك عسكري، بالمقابل هنالك حيوية ناشطة لبدء مفاوضات بين طهران وواشنطن. لذلك لا نتوقع إرتفاع حرارة الميدان العسكري بين إيران وواشنطن بشكل مباشر كيف؟

البديل الأميركي واضح، حدّدت واشنطن المنافذ والنقاط والبحث يدور الآن حول كيفية ضرب هذه المنافذ :
‎في العراق؛ ضرب الحشد. في لبنان وسوريا ضرب حزب الله. في اليمن ضربُ أنصار الله .

التنفيذ سيتم بواسطة العدو الإسرائيلي وحلفاء واشنطن، بينما تلعبُ دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات دوراً رئيسياً في  تمويل وحرف الاحتجاجات الشعبية عن أهدافها، واستخدامها ضد محور المقاومة كما تدفع هذه الدول ثمن السلاح المرسل لإنفصاليي الشمال العراقي والسوري والعشائر في منطقة الجزيرة السورية، ومحور أعداء حزب الله في لبنان .

‎ ستلجأ تل أبيب للاغتيالات والتفجيرات باستخدام عملائها وما أكثرهم، وستحاول زيادة إشتعال المنطقة. الردّ يجب أن يكون مباشراً وعلى محور المقاومة أن ينقل المعركة إلى فلسطين المحتلة دون تردد، وهذا سيشل الكيان الصهيوني ويؤثر على ما يجري في الخليج. إحتمال ضرب إيران نتيجة ذلك وبشكل شامل ضعيف، لأنّ هذا يعني حرباً شاملة وأول ما سيسقط هي دول الخليج وما سيترتبُ نتيجة ذلك من نتائج سياسيقة وعسكرية وإقتصادية تؤثر على العالم. عمليات الاغتيالات والتفجيرات أصبحت قيد التنفيذ، وما جرى في إيران خلال الأيام الماضية هو المقدمة، وقد تمتد إلى بغداد ودمشق وبيروت. إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. شبكة آرام برس.