هل ستسحب سوريا الجنسية من الإرهابيين السوريين كما تفعل بريطانيا؟

في خطوة شغلت الرأي العام البريطاني والأوروبي، أسقطت وزارة الداخلية البريطانية الجنسية عن المجاهدة Shamima Begum شاميما بيجوم، وهي مراهقة بريطانية انضمت لصفوف داعش بعمر 15 عاماً، عندما فرّت مع “مجاهدتين” أخريين إلى تركيا ومنها إلى سوريا.

الفتاة من أصل بنغالي “بنغلاديش”. تشربت بأفكار إسلامية متطرفة عبر الانترنت وعلى مرآى و “مباركة” وتهليل من والديها، لكنهما ربما لم يتوقعا أن تقوم بهكذا عمل وهي المراهقة. سبق ونشرنا في مركز فيريل عن قصتها وسط تكتم بريطاني آنذاك وادعاءات بنفي وجود مجاهدات النكاح!! لكن الأيام كفيلة بإظهار الحقيقة وكذب مَن يُنكر الوقائع.

شاميما هذه لا تحملُ سوى جواز سفر بريطاني، أي أنها أصبحت الآن بدون وطن، مما يعني أنها ستبقى في سوريا، وهو ما تريده الدول الأوروبية وغيرها ممن جاء منها إرهابيّون: “موتوا في سوريا ولا تعودوا لبلادكم”… راجعوا المقالة.

هذه الإرهابية من ذلك الإرهابي

يتفنن الباحثون عن أعذار وحجج واهية لكل إرهابيّ بأنّه حالة منفردة ولا يُمثل خطاً عاماً، ومنهم والد المجاهدة المدعو عباس حسين… شاميما كانت فتاة مراهقة عادية تعيش في مجتمع غربي، شاهدوا صورتها قبل وبعد. الأب لم يعجبه ذلك، فبدأ يحشو رأس الفتاة بأفكار متطرفة بدعوى حمايتها من “الانحراف الغربي” وتعريفها بالدين… البداية كانت بمرافقتها له في مظاهرات ضد ما يُسمى “إسلاموفوبيا”، ثم توجيهها لمواقع دينية في الإنترنت… هنا بدأ “الانحرافُ الحقيقي”. تعرفت إلى نساء يقمن بتجنيد “المجاهدات” وإرسالهن إلى سوريا، ثم إلى إرهابيّ هولندي واتفقا على اللقاء والسفر للجهاد في سوريا.

الجريمة هي جريمة الأب ومعه السلطات البريطانية التي تسمح بهكذا مواقع إرهابية، كما أنها جريمة الأم الغافلة عن ابنتها.

هي جريمة الخطوط الجوية التركية ومعها المخابرات التركية التي سهلت وصول مئات من المراهقات لجهاد النكاح إلى سوريا، ومعهن عشرات الآلاف من الإرهابيين.  

رغم ذلك؛ الأب رفع دعوى ضد السلطات البريطانية بسبب رفضها عودة ابنته، واتهمها بعدم التعاون!!. شاهدوا الصورة. كما رفع دعوى سابقة ضد الخطوط الجوية التركية.

عام 2015 تركت شاميما منزل أهلها، وكانت في الـ 15 من عمرها، ، وبرفقة مراهقتين سافرن على متن “الخطوط التركية” منمطار غيتويك البريطاني إلى تركيا، ودخلن الحدود السورية بسيارات تركية إلى الرقة وهما المجاهدتان: خديجة سلطانة  Kadiza Sultana 16 عاماً، و أميرة عباس Amira Abase 15 عاماً، الأولى لقيت مصرعها في الرقة راجعوا المقالة. المجاهدات الثلاثة تزوجن من إرهابيين وعشن في كنف داعش ورزقن أطفالاً ومارسن جهاد النكاح باعترافهن.

شاميما رزقت بثلاثة أطفال خلال إقامتها بسوريا، مات إثنان وبقي لديها طفل رضيع، كما لقي زوجها الهولندي مصرعهُ.

رغم كل ما حصل معها وفي لقاءٍ مع صحيفة “تايمز” البريطانية قالت: “لا أندمُ على مجيئي إلى سوريا للجهاد”. لكنها تريد العودة إلى بريطانيا منذ أكثر من سنة وبوجود داعش آنذاك، لماذا؟ تقول شاميما: “لم أعد احتمل القهر والاضطهاد والفساد هنا”.

هكذا كانت شاميما ابنة الـ15 ربيعاً… وهكذا أصبحت ابنة الـ 19 عاماً!!

ما تريدهُ وزارة الداخلية البريطانية ومعها الحكومة هو الطفل الرضيع فقط، وتطالب بنقل حضانته إليها لإيداعه داراً لرعاية الأطفال، أمّا شاميما فعودتها باتت صعبة جداً رغم أنها وحسب قولها، لم تحمل السلاح.

ما الذي تنتظرهُ الحكومة السورية؟

إذا كانت بريطانيا، دولة الحرية والديموقراطية المزعومة، تُسقطُ الجنسية عن مراهقة لم تحمل السلاح، وجاهدت في أرض عدوة لها…

وها هو ترامب يمنع عودة “المُجاهدة” هدى المثنى حاملة الجنسية الأميركية، من مواليد نيوجرسي 1994 لأبوين يحملان الجواز الأميركي أيضاً. المجاهدة من أصل يمني غادرت إلى سوريا عام 2014 وجاهدت هناك، فتزوجت عدة مرات، لاقى ثلاثة من أزواجها الإرهابيين مصرعهم. كما ظهرت وهي تحرق جواز سفرها الأميركي ومعها أربعة مجاهدات أخريات.

Bildergebnis für ‫هدى المثنى‬‎
المجاهدة الأميركية هدى المثنى، يمنع عليها العودة إلى موطنها الولايات المتحدة الأميركية.

مايك بومبيو وزير خارجية ترامب أكد رفض عودتها البارحة الأربعاء، رغم توبتها و “ندمها” وطلبها ذلك ومعها طفل رضيع… وهي كغيرها انخرطت في التطرف عبر الإنترنت الذي تسيطرُ عليه الولايات المتحدة الأميركية وتحت نظر ومباركة الوالدين اللذين كانا سعيدين برؤية ابنتهما تبتعدُ عن المجتمع الغربي “الكافر”… وهذه هي النتيجة.

بعد كل ذلك، ما الذي يمنعُ الحكومة السورية من إسقاط الجنسية عن إرهابيين سوريين، بعضهم حصل على الجنسية التركية. خانوا وطنهم. شاركوا بالقتال ضد الجيش السوري وعلى الأرض السورية. قطعوا الرؤوس. قصفوا المدنيين. سرقوا الممتلكات واغتصبوا و…

هل يحتاج الأمر لدراسة وتمهل وتشكيل لجان أم سيلحقُ بقضية “الخوف” من الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن والسريان والآشوريين والعلويين والسنة من قبل حكام تركيا قديمهم وحديثهم؟!! إلى متى سيبقى القرار رهين الأدراج المقفلة؟.إن كانت الخطوة البريطانية والأميركية غير كافية لبعث روح المبادرة في قرارات الحكومة السورية، فنوَدُّ في مركز فيريل للدراسات أن نُعلمَ هذه الحكومة أنّه هنا في ألمانيا تتم مناقشة خطوة مماثلة لما قامت به السلطات البريطانية، برفض عودة الإرهابيين الذين يحملون الجنسية الألمانية وإسقاطها عنهم. أي سيبقى هؤلاء في سوريا، فهل أنتم سعيدون ببقائهم في “حضن الوطن” أم سيتم منحهم مقاطعة ما تضم “قاطعي الرؤوس” بمباركة من أنقرة؟ مركز فيريل للدراسات.