وزير أوقاف أم زعيم في داعش؟ فيديو

وزير أوقاف أم زعيم في داعش؟ مركز فيريل للدراسات. شاهدوا الفيديو في نهاية المقالة.

عدد القراءات 217609. تاريخ النشر 08.12.2020

لسنا في مركز فيريل للدراسات بواردِ الدفاع عن مُعتقد أو عقيدة أو طائفة أو حزب، لكننا سندافع بالتأكيد عن سوريا كوحدة متكاملة أرضاً وحضارةً وشعباً، وهذا مبدؤنا الذي عنه لا نحيد.

أتحفنا وزير الأوقاف السوري عبد الستار السيد بتاريخ 04 كانون الأول 2020بخطبة جمعة طائفية عنصرية إقصائية. الخطبة تلك كانت في جامع خديجة الكبرى بطرطوس وعلى الهواء مباشرة، وعنوانها (الرد على طروحات ما يسمى الأمة السورية).

خطبة عنصرية طائفية إقصائية

تحدّث الوزير المذكور بطريقة طائفية عنصرية هازئة من كل ما هو غير عربي وغير إسلامي، ناسخاً آلاف السنوات من تاريخ سوريا وحضارتها، واصفاً باقي القوميات والحضارات والطوائف والأديان بأنها “مُتفرّق وضئيل”. لو أنّ ما قالهُ عبد الستار صدرَ عن أميرٍ داعشي أو من جبهة النصرة، لما استغربنا، أما أن يصدر عن صاحبِ كرسيّ لاصق في الوزارة السورية، فهذا ما يدفعنا للتساؤل؛ إلى متى سيبقى الحبلُ على غاربهِ؟

(في منطقتنا عقيدتان أساسيتان هما العروبة والإسلام، وكلّ ما سواهما مُتفرّقٌ وضئيل. الأساس هو الإسلام في هذه الدول والمجتمعات) عبد الستار السيد.

لم يسمع عبد الستار بأنّ في سوريا قوميات وحضارات وأديانٌ أخرى سبقت الإسلام والعروبة بآلاف السنين. لم يسمع بأنّ سوريا كانت مهداً لـ33 حضارة ودولة عبر التاريخ.

(كلّ الحروب التي تمت وتتم منذ المغول والتتار إلى حروب الفرنجة إلى الإستعمار الفرنسي والبريطاني إلى الاحتلال الأميركي… إلى الحرب على سوريا وإلى وإلى، كل ما يجري يستهدفُ الإسلام والعروبة) عبد الستار السيد.

هل نسيتَ احتلالاً استمر أربعة قرون يا سيادة الوزير المعتدل؟ لماذا تناسيتَ عملية التتريك ومحو العروبة التي قامت وتقوم بها الدولة العثمانية البائدة والحالية؟ يبدو أنك تعتبرُ الإسلام العثماني نموذجي تقوم باستنساخهِ في سوريا…

(شو هاي الأمة السورية؟ هل سمعتم بالأمة السورية؟) عبد الستار السيد.

هذا حديثُ وزير وليس عنصر في داعش أو جبهة النصرة

(أصلنا فينيقيّون أصلنا سريان أصلنا كذا) عبد الستار السيد. فجأة يقفز إلى الأكراد فيخلط شعبان برمضان (المشكلة الكردية).

(لا يمكنُ الفصل بين العروبة والإسلام، ومَن يستهدف العروبة يستهدف الإسلام واللغة العربية) عبد الستار السيد.

دمج العروبة بالإسلام، وانتقاد أحدها يعني انتقاد الآخر، هو مبدأ تكفيري بحت لا يختلف عن طريقة داعش والقاعدة، وهنا لا يصح أن نُعيبَ على الوهابيين والإخوان والإرهابيين في شيء قبلَ أن نُعيبَ على وزير الأوقاف السوري.

اسمع يا عبد الستار

خطبتكَ فتنة لأنها تُنكرُ وجود قومياتٍ وحضاراتٍ قبل القومية العربية في سوريا. خطبتك فتنة يا عبد الستار لأنها تُنكرُ وجود ديانات أخرى قبل الديانة الإسلامية في سوريا، يبدو أنك لم تسمع بالصابئة واليهود واليزيديين والمسيحيين؟

هؤلاء الذينَ أسميتهم “مُتفرّق وضئيل” هم الأصل، ومَن لا أصل له لا رباطَ على لسانه. السريان والآشوريون والكلدان نفّذت بهم معشوقتك تركيا مئات المجازر وتم تهجير وأسلمة معظم مَن بقيَ حيّاً، لهذا تناقص عددهم.

في العصر الحديث يا عبد الستار؛ ناصيف اليازجي صاحب مجمع البحرين ونار القرى، المسيحي الذي كان يحفظ القرآن آية بعد آية، والذي حارب عملية تتريك وترجمة القرآن إلى اللغة التركية. بطرس البستاني هو أولُ مَن ألف موسوعة عربية وقاموساً عربياً ودار معارف عربية. الأب لويس نقولا اليسوعي صاحبُ اللغات السبع، ألّف “المُنجد” وتاريخ الأدب العربي. مارون حنّا عبود صاحب الستين كتاباً في الأدب العربي… هؤلاء هم الـ “ضئيل” يا كثير.

هل حدّثوك عن جبران خليل جبران ونسيب عريضة وأنطوان صقّال وميخائيل نُعيمة وعبد المسيح حداد وإيليا أبو ماضي وإلياس القدسي وندرة حداد وحنّا مينا وماري معمر وجورج سالم ووو…

يقول العظيم جبران خليل جبران : “لو أن موتي سيفعل شيئاً عظيماً من أجل سوريا، فلتأخذ سوريا حياتي”. من رسائله لماري هكسل صفحة 177 توفيق صايغ. ويقول أيضاً في رسالة إلى أميل زيدان: “أنا من القائلين بوحدة سوريا الجغرافية وباستقلال البلاد تحت حكم نيابي وطني”.

معظمُ هؤلاء العظماء آمنوا بالأمة والحضارة السورية، ورغم ذلك حافظوا على اللغة العربية وصانوها وألّفوا بها مئات الكتب والقواميس والمراجع، ولم يُهاجموا القومية العربية، هل تعلم لماذا يا عبد الستار؟ لأنهم عظماء…

العروبة ضرورة وليست مصيراً يا عبد الستار

مَنْ يؤمن بالأمة السورية لا يتعارضُ إيمانه هذا مع العروبة… صعبة عليك؟ سأبسطها لك. العروبة موجودة قبل الإسلام لهذا الربط بينهما سلاحُ الطائفيين والإقصائيين. أتعلم أنّ طرفة بن العبد وامرؤ القيس وعدي بن زيد العبادي والنابغة الذبياني وجرير بن عبد المسيح الضبعي والزير سالم الذي شوهتم سيرته بمسلسلاتكم الكاذبة، كل هؤلاء كانوا عرباً مسيحيّون آمنوا بالعروبة قبل الإسلام.

هل سمعتَ بالملكة ماويا العربية التي سكنت خناصر؟ أسمعتَ بمملكة الغساسنة ومملكة بصرى وفيليب العربي؟

لا نؤمنُ في مركز فيريل للدراسات بوجود رابطٍ بين العرب والإسلام أو العروبة والإسلام، الأمران بالنسبة لنا منفصلان تماماً، فهناك عربٌ من كافة الأديان والاعتقادات، نحترمها جميعاً مهما كانت. لكننا لا نسمحُ بوصف العرب والعروبة بصفاتٍ سيئة، العربُ، وبحيادية تامة، كانوا أصحاب حضارة وقوة وممالك، وصلوا بها إلى حدود فارس ومصر وآسيا الوسطى في العصر الذي أسميتموهُ جهلاً وتزويراً بالعصر الجاهلي.

بالمقابل؛ لا نسمحُ بإنكار وجود باقي الحضارات والقوميات والأديان، والذي يحترمُ نفسه، يحترم التاريخ ويبتعدُ عن التعابير “الشوارعية” (شو هاي الأمة السورية)!!!

الأمة والحضارة السورية موجودة وهي الأصل، شئتَ أم أبيت يا عبد الستار… العروبة امتداد للأمة السورية وعمقٌ استراتيجيٌّ لها وليس العكس. في سوريا نشأت عشرات الممالك والحضارات غير العربية.

عندما غزا العرب سوريا هل كانت خالية؟ أجب عن هذا السؤال يا عبد الستار… أين ذهب سكانها؟ تبخروا أم ابتعلتهم أفواه الغزاة؟ السريان موجودون قبل أجدادك يا وزير يا معتدل وكذلك الفنينيقيّون والآشوريون والكلدان والسومريون وووو… حتى الأرمن كانت سوريا ضمن مملكتهم قبل الميلاد…

حضارة سوريا عمرها 12000 عاماً، ولن تستطيع أنتَ وأمثالك مسح هذا التاريخ بخطبة طائفية عنصرية مقيتة، يا مَن صدعت رؤوس العباد باعتدالك…

سوريا واحة زهور متنوعة فوّاحة، وفيها أشواك أيضاً. إن كنتَ تنوي وتُخطط لإقامة دولة دينية طائفية عنصرية في سوريا تكون “مرجعها”، فهذا لا يُعطيكَ الحق بتزوير التاريخ وإقصاء الآخر ومحو الأصل. أنتَ يا وزير يا معتدل؛ كتابٌ مفتوح وباللغة العربية، كتابٌ بات إغلاقهُ بل إتلافهُ حاجة مُلحّة… مركز فيريل للدراسات. 08.12.2020