مَنْ نفّذَ الهجوم على الكلية الحربية في حمص؟ مركز فيريل للدراسات Dr. Jameel M. Shaheen Firil Center For Studies. 08.10.2023 يُقام سنوياً، وفي ذكرى حرب 06 تشرين الأول 1973، احتفالٌ بتخريج دفعة جديدة من خريجي الكلية الحربية في مدينة حمص. وهذا ما حصلَ هذه السنة 2023، لكنّ الاحتفال هذه المرة تحوّلَ من فرحةٍ لذويي الخريجين إلى مأساة كبيرة نتيجة هجومٍ إرهابيّ، ذهب ضحيتهُ العشرات من العسكريين والمدنيين مناصفةً.
نظرياتٌ وتحليلاتٌ واتهاماتٌ
دائماً وبعد أيّ حدث تكثرُ التفسيرات والنظريات ومعظمها لا يخضعُ لأيّ تحليل منطقي أو علمي، وتكونُ لاتهام جهةٍ ما بدافعٍ مُسبق. الاتهامات تلك باتت مُكررة وطبعاً مملة ظنّاً من مُردديها، من كافة الأطراف، أنّ التكرار يزرعُ فكرة دائمةً عن الجهة المقصودة بالاتهام.
بدأت التفسيراتُ مباشرةً من قِبل “المعارضة” السورية، مؤكدة “مقتلَ” وزير الدفاع السوري ومُشيرةً بإصبعِ الاتهام إيران ثم المخابرات السورية، والغاية هي حرفُ الأنظار عمّا يجري في السويداء وبعض المدن الأخرى. ودليلهم أنّ الطائرات المُسيرة لا يمكن أن تجتاز مسافة كبيرة. سنبحثُ في الأمر بمركز فيريل بعد قليل وبتوضيح هذه النقطة “الخطيرة” حسب رأيهم.
القيادة العامة للجيش السوري اتهمت بدورها تنظيمات إرهابية بالوقوف وراء الهجوم مع دول أجنبية معروفة، حسب وصف البيان العسكري. أيضاً سنناقشُ هذا الاتهام “الضعيف” بعد قليل.
الاعتداء كبيرٌ، فهلْ كان إخفاقاً أمنياً؟
العملية الإرهابية حصدت أرواح العشرات والرقم بارتفاع مستمر ، وقد تجاوز 100 شهيد نصفهم مدنيّون من أهالي طلاب الكلية، بينهم حوالي 40 طفلاً وإمرأة. بالإضافة لإصابة أكثر من 200 آخرين بعضهم بحالات حرجة.
هي ضربة دقيقة كبيرة مُخطط لها مُسبقاً وبعناية وحرفية، وفوق ذلك، رغم ذلك كانت متوقعة… نُكرر؛ متوقعة. حسب مركز حميميم، مركز المصالحة، فإن الجيش الروسي أصدر تحذيراً من هجوم بالمسيرات قبل 48 ساعة، وهذا نصّ التحذير الصادر عن نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، الأدميرال فاديم كوليت Vadim Collet: (تستعدُّ جماعات إرهابية نشطة في محافظات إدلب وحلب واللاذقية لشنّ هجمات على مواقع عسكرية. البيانات التي تلقاها المركز من وكالة المخابرات السورية أظهرت أنّ جماعتَي “الحزب الإسلامي التركستاني” و”أنصار التوحيد” تستعدان لتنفيذ هجمات على قواعد عسكرية روسية وسورية عبر استخدام طائرات مسيّرة محلية الصنع، وستستخدمُ أنظمة إطلاق صواريخ متعددة طويلة المدى. إنّ قيادة المجموعة الروسية والقوات المسلحة السورية، ستتخذان الإجراءات الاستباقية اللازمة من أجل منع الاستفزازات المسلحة للإرهابيين).
قبلَ هذا التحذير الروسي المستند إلى بيانات المخابرات السورية، وجدنا تصريحاً آخر صادر عن المخابراتي المُخضرم Sergei Jewgenjewitsch Naryschkin رئيس شعبة المخابرات الخارجية الروسية SWR قال سيرغي قبل يومين من الهجوم الإرهابي: (تقوم الولايات المتحدة الأميركية بمساعدة مسلحين على تنفيذ هجماتٍ إرهابية في سوريا، تطالُ الأماكن العامة والمؤسسات الحكومية السورية).
إذاً كانت هناك تحذيراتٌ مسبقة من الجيش الروسي، استندت لمعلومات المخابرات السورية، فهل تمت حماية الحفل بشكل كافٍ؟ الجواب وحسب معلومات مركز فيريل، نعم وضمن الإمكانيات العسكرية المتاحة، الحماية الأمنية براً وجوا كانت جيدة. كانت هناك طائرتان على الأقل تحلقان في أجواء حمص، مع استنفار في القوى الأمنية على الأرض. هنا يأتي السؤال: كيف اخترقت الجهة الإرهابية هذه التحصينات بما في ذلك شبكة الرادارات؟ الجواب بسيط:
بنفس الطريقة التي اخترقت فيها الطائراتُ المُسيرة دفاعات الناتو في أوكرانيا، ودفاعات روسيا ووصلت عدة مرات إلى موسكو. الحقيقة أنّ الحرب في أوكرانيا أثبتت أنّ:
الطائراتُ المُسيّرة أخطر سلاح يُهدد أقوى دول العالم عسكرياً
سؤال طازج: ماذا يمكننا أن نُسمي ما يحصلُ الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من دخول مئات المقاومين ثكناتٍ إسرائيلية وتدميرهم دبابات وأسر جنود وقتل آخرين، وقصف تل أبيب؟ هذا ليس اختراقٌ وفشلٌ مخابراتي وأمني إسرائيلي فقط، بل فضيحة عسكرية، مهما كان الردّ الإسرائيلي عنيفاً ومُدمراً.
مَنْ قام بتفجير الكلية الحربية في حمص؟
هو أكثر سؤال تتم الإجابة عليه اعتباطياً في وسائل الإعلام، وكلٌّ حسبَ انتمائه. إجابتنا ستناقش كافة الاحتمالات مهما كانت، ونقولُ احتمالات لأنّ الذي يؤكد قيام جهة بذلك دون دليل شخصٌ جاهل، ولنبدأ أولاً باتهام الدولة السورية بذلك.
الدولة السورية لحرف الأنظار!
ماذا ستستفيد الدولة السورية من ذلك؟ الإجابة لدى مَنْ اتهمَ: حرفُ الأنظار عن الوضع المعيشي السيء وعمّا يجري في السويداء، ورسالة لأهل الساحل بألا يحاولوا الخروج في مظاهرات ضد الدولة…
ما يجري في السويداء يحتاجُ لوقفة طويلة، وهو موضوع دقيق والخوض فيه لن يكون سهلاً، الأوضاع المعيشية سيئة جداً والتظاهر “نظرياً” حقٌّ مشروع، لكنّ الخروج عن الأهداف غير مشروع.
بجميع الأحوال، المظاهراتُ لا تُسقطُ دولة، وما فشلت به مظاهرات الـ 2011، لن تنجحَ به غيرها. وللمعلومات ومن خبرة مركز فيريل بالمظاهرات في كافة دول العالم، بما في ذلك الأوروبية والأميركية والعربية: كثيرٌ من الحكومات تُشجعُ على التظاهر وحتى التخريب، أتعلمون لماذا؟ لأنها إفراغٌ لشحناتٍ نفسية متراكمة. ماذا فعلت مظاهراتُ فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والعراق وسوريا والهند؟ هل أسقطتْ قانوناً واحداً؟
لكلّ مَنْ يتحدث عن الديموقراطية والمظاهرات وحرية التعبير وقلب الحكومات، إسأل عن Hartz-IV-Demonstration وهي مظاهراتٌ بدأت في ألمانيا بتاريخ 28 آب 2004، وعمّت كافة المدن الرئيسية بما في ذلك برلين العاصمة، ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا بطريقة ما، والنتيجة؟ ربما ستستجيب الحكومة بسبب ارتفاع التضخم لبعض مطالب متظاهري 2004. الذين سيحتفلون بمرور 20 عاماً على بدء تظاهرهم في لايبزغ…
التفجير رسالة لأهل الساحل لتحذيرهم من الخروج بمظاهرات، الجواب ورد قبل قليل، ولن نستغرب خروج مظاهرات في مدن أخرى ضدّ الدولة، بسبب الوضع المعيشي الأسوأ عالمياً. هذه المظاهرات لن تؤدي لأكثر من تغيير مسؤول كبير واستبداله بآخر نسخة طبق الأصل. الذي يُحدثُ تغييراً حقيقياً ليست المظاهرات… بالتأكيد ليس العمل المُسلح ولا التواصل مع الأعداء التاريخيين.
إيران وروسيا وراء التفجير؟
من أسس التحقيق في جريمة، حصر التهمة بالمستفيد. ماذا تستفيد إيران أو روسيا من هكذا عمل إجرامي؟
إيران موجودة في سوريا بنفوذ كبير ومعها روسيا، والدولتان ليستا من صنف الملائكة وتساعدان سوريا من أجل مصلحتهما أولاً وثانياً، وتتقاسمان جزءاً كبيراً من الكعكة السورية. إذاً؛ ماذا تستفيدان من هذا العمل، على فرض أنّهما وراءهُ؟ تطوّر إيران التقني في مجال صناعة المسيرات لايكفي لاتهامها، هناك عشرات الدول التي تُصنّعها بتقنياتٍ أحدث وأكبر من إيران، وتتواجد في سوريا. لن نذهبَ بعيداً؛ في 29 كانون الثاني 2023 هجوم بالمسيرات استهدفَ وسط أصفهان والمفاعل النووي، جرى من داخل إيران بمسيرات من نوع سنتحدث عنه بعد قليل، يمكن شراؤه بسهولة عبر الإنترنت. نجحت الدفاعات الإيرانية بإسقاط طائرة واحدة من أصل ثلاثة. ذكرنا عندما نشرنا الخبر على صفحة مركز فيريل آنذاك أنّ ما حصلَ اختراق مخابراتي وعسكري كبير، واختبار لقدرة الدفاعات الجوية الإيرانية من قِبَل دولة وليست مجرد مجموعات مسلحة. المُرجح أنّ تل أبيب هي المسؤولة بطريقة ما في حرب مستمرة بين الطرفين، تتوزع ساحاتها على كافة دول المنطقة.
من مصلحة روسيا وإيران أن يكون الوضعُ مستقراً في سوريا لزيادة استثماراتهم الاقتصادية والعسكرية والسياسية، وليس بدافعِ “الأخوة” ورأفةَ بالسوريين كما يقولُ بعض المستفيدين. هكذا عملية إرهابية ستنعكسُ سلباً على تلكَ المصالح.
المجموعات الإرهابية وراء الهجوم؟
هذا ما ورد في بيان الجيش السوري “السريع” ولن نقولَ المتسرّع كونه جاء بعد الهجوم بدقائق. ربما امتلكَ كاتبو البيان معلوماتٍ مؤكدة لهذا قالوا ما قالوه لكن بطريقة غير واضحة، نقولها بحيادية طريقة غير موفقة وتقليدية لا تبتعدُ عن بيانات المسؤولين “إعلامياً”.
بالمقابل؛ تسارعَ المئاتُ من “المحللين الاستراتيجيين” وخبراء الطائرات المسيرة لنفي هكذا احتمال، بحجة عدم امتلاك المجموعات تلك لطائرات يمكنها التحليق لمسافة تزيد عن 20 كم.
وكأنّ المخابرات التركية والأميركية والإسرائيلية والفرنسية غير موجودة لتقديم المعونة والتوجيهات ومعها “الإحداثيات”. ما لا يعلمهُ مَنْ يُصدّق عدم امتلاك المجموعات الإرهابية لهكذا تقنيات، أنّهُ بإمكانِ أيّ مواطن شراءَ طائرة مسيرة عبر الإنترنت. في تركيا “الشقيقة” مثلاً، يمكنُ الحصول على طائرات من نوع Quadrocopter من إنتاج Watts Innovations نوعُ احترافي متوفّر في الأسواق وشبكات الإنترنت بأسعار تبدأ من ألف دولار. تطيرُ بسرعة 111 كم/سا بحمولة 2,3 كغ “متفجرات” مع كاميرا ديجتال FPV Kamera (Digital) وجهاز توجيه وتحكم EchoSky، لمدة 45 دقيقة على الأقل. مع تعديلات أو بنسخ أغلى ثمناً تصلُ حتى 20 ألف دولار، وببطارية إضافية، تصل الحمولة التفجيرية إلى 7 كغ ومدى الطيران إلى 98 دقيقة لمسافة 120 كم.
سبقَ وهاجمت المنظمات الإرهابية أهدافاً سورية وروسية بمُسيّراتٍ قِيلَ أنها بدائية، لكنها قطعت مسافة تتراوح بين 40 و60 كم على مدى السنوات الماضية، من غربي محافظة إدلب حتى قاعدة حميميم وجنوبها، وبحمولةٍ عدة كيلوغرامات من المواد المتفجرة.
لا يُمكنُ رصدُ المُسيرات على الرادار
استضافت إحدى القنوات العربية “الشقيقة” ما قالت عنهُ خبيراً عسكرياً، أتحفَ المشاهدين بخبرته الواسعة بالقول: (كيف قطعت تلك المسيرات عشرات الكيلومترات ولم تكتشفها الرادارات! هذا يُثبتُ أنها لم تأتِ من مناطق المعارضة)!
طبعاً هذا كلام غير دقيق وقائلهُ كاذبٌ أو جاهل عسكرياً ولا يجوز لقناة فضائية تحترمُ عقول مشاهديها استضافته. يستطيعُ الرادار كشفَ الصواريخ والمقاتلات والطائرات المدنية والعسكرية، ولكنه يعجزُ إلى حدّ كبير عن كشف “الدرونز” صغير الحجم، وهذه أهم نقاط ضعفه وتُسمى Radar Cross Section أي المقطع العرضي للرادار، وهو مقياس قدرة الهدف المرصود على عكس إشارات الرادار نحوَ مستقبِل الرادار، يعتمدُ ذلك على عدة عوامل منها كثافة الطاقة المُنبعثة من الهدف وشكله وطول الموجات والمادة المصنوعة والطلاء، والأبعاد الهيكلية للهدف وهنا تكمنُ نقطة الضعف السابقة، لهذا: كلما كان مقطع الرادار أكبر، زادت قابلية اكتشاف الجسم، والأجسام الصغيرة قد يُفسرها على أنها طيور.
من أفضلِ أنظمة الدفاع الصاروخية في العالم، وفق التصنيفات الغربية هو S-400 Triumf الواضح من اسمه أنه روسي، ومعهُ نظام Pantsir بجزئيه، هذه الأنظمة الدفاعية متعددة المدى تستخدمها روسيا في أوكرانيا، يمكنها رصد الأجسام بكافة أحجامها ضمن معظم المستويات حتى المنخفضة. رغم ذلك، لم تستطع التصدي لكافة طائرات الدرونز “البدائية” الأوكرانية. أمّا مَنْ يرى أنّ أنظمة الدفاع الأميركية أو الإسرائيلية أفضل، فعليهِ أن يحصي عدد الصواريخ التي تنهال على تل أبيب مخترقة ما يُسمى القبة الحديدية.
وقع الهجوم بعد مغادرة وزير الدفاع علي محمود عباس
وقع الهجوم بعد مغادرة وزير الدفاع علي محمود عباس حفل التخرّج بعشرين دقيقة. صحيح وهذا أمرٌ ملفتٌ للانتباه، لكنه ليس بدليلٍ كافٍ على إدانتهِ، لأنه وحسب معلومات مركز فيريل كان مقصوداً بالهجوم لكن لسبب “ما” ربما يكون “هاتف” غادر الحفل قبل نهايتهِ، عِلماً أنّ الجهات التي اتهمت وزير الدفاع بالتخطيط لهذا العمل، هي نفسها التي نقلت عقب الهجوم الإرهابي مباشرةً وبغبطة نبأ “مقتل وزير الدفاع السوري”.
الهجوم كان من التنف؟ المسافة كبيرة ليس على المُسيرات، إنما على المهاجمين وسيتم رصدهم لطول الفترة الزمنية، رغم ذلك يبقى احتمال قائم مع احتمال كون داعش مسؤولة عنه أيضاً، وهذه لن تكون لوحدها، بل بمساعدة الجيش الأميركي وعصابات قسد لوجستياً حتى ضفة الفرات الشرقية، ثم ينحصر الأمر بتزويد الإرهابيين بالإحداثيات وتوجيه المسيرات.
رأي مركز فيريل للدراسات حول الجهة المسؤولة عن الهجوم الإرهابي
طبقاً للمعلومات والأخبار الواردة وتحليل المعطيات على الأرض، فإنّ مَنْ قام بالعملية لا يحتاجُ لإطلاق المُسيرات من مئات الكيلومترات، وعلى الأغلب جاء بها إلى منطقة قريبة من حمص “الوعر” حيث الكلية الحربية، ويُمكنُ نقلها بسهولة طبعاً. للمعلومات؛ تتسعُ حقيبة سفر عادية، دون 30 كغ، لأربع مسيّرات مع المتفجرات، لهذا قلنا أنّ المُسيرات أخطرُ سلاحٍ حالياً.
السؤال الهام هنا: كيف عبرت هذه “الحقيبة” الحواجز الأمنية المنتشرة في المنطقة على الأقل؟ نعود للفساد وكونها (حواجز أتاوة) وليست حواجز أمنية، ومَنْ يقرأ هنا يُدرك حواجز الأتاوة تلك.
مصدر المسيرات ومخطط الهجوم الإرهابي، الاحتمال الأكبر عن طريق المخابرات التركية، بالتنسيق مع مخابرات غربية أخرى بينها الفرنسية، والمُنفذ هو الحزب الإسلامي التركستاني ومعه كتيبة المهاجرين، والتنظيمان إرهابيان يتبعان بطريقة أو بأخرى جبهة النصرة وبالتالي تنظيم القاعدة، ويتلقيان الدعم المباشر من تركيا، ويحتلان أجزاء من محافظتي إدلب وشمال شرق اللاذقية.
ختاماً
بوجود تحذيرات مخابراتية سابقة للحفل، كان الأجدر تأجيله أو إلغاؤهُ درءاً للمخاطر.
نقطتان رئيسيتان نمرّ بهما سريعاً في نهاية هذا المقال:
الأولى وقد تطرقنا لها في زيارة الرئيس السوري للصين، وملخصها حسب معلومات مركز فيريل للدراسات ومن بكين تحديداً، أنّ وضعاً أمنياً هشاً وفساداً منتشراً، سيؤجل وربما يلغي أي مشروع أو “اتفاق” صيني.
النقطة الثانية:
احذروا لأنّ: المحافظة على وضع أمني هشّ ودولة مقسمة، يتطلبُ المزيد من “التفجيرات” والاختراقات الأمنية والغارات الصهيونية وبرعاية “عربية” من الأشقاء، ومساعدة الفساد الداخلي خاصة “حواجز الأتاوة”. إنّ تحرّك المقاومة الفلسطينية الأخير واختراقها قواعد “الجيش الذي لا يُقهر” بدعم إيراني مباشر ومن الحزب عبر سوريا، سيُعطي مبرراً لتل أبيب لنقل معركتها إلى دمشق، طالما أنّ الأرض السورية باتت مسرحاً لتصفية الحسابات. مركز فيريل للدراسات. 08.10.2023