أخي الشيخ أحمد بدر الدين حسّون. بقلم المهندس باسل قس نصر الله

الشيخ أحمد بدر حسون والمهندس باسل قس نصر الله

وبدون ألقاب كنتُ وسأبقى أجلّك وأحترمك.

حاولت أن أصمتَ وأبتعد عن الكلام، لكنّ الصور العديدة التي مرّت أمامي جعلتني أحاول أن أقول كلمة حق فيك، حتى وأنا أعرف أنك لا تُحبّذ ذلك.

أخبرتك أنني تلقيت آخر رسالة وردت باسمك، وهي من سفير دولة الفاتيكان في فلسطين، يشكرك فيها على مشاعرك تجاهه في الرسالة التي أُرسلت له بعد استلامه منصبه.

سأعود سنواتٍ عديدة إلى الوراء، واسمح لي أن اتكلم وأكشف بعضاً من الجوانب التي لا يعرفها الجميع. أحتار من أين أبدأ… كيف كنتَ تذهب في حلب خلال أعياد الميلاد لتهنئ كل طائفة مسيحية على حِدة، ولكن ما لا يعرفه الجميع أن الكثير من المسيحيين كانوا يتصلون بي لكي يعرفوا مواعيد زيارتك إلى كنائسهم فيبقوا حتى تختنق قاعة الإستقبال بهم إلى أن تأتي وتتكلم وتهنئهم.

أذكر كيف ذهبت أول مرة عند مثلث الرحمة المطران الياس يوسف مطران الروم الأرثوذكس في حلب، ولم يرد لك الزيارة، فما كان منك إلا أن زرتَه مرة ثانية وأيضاً لم يرد لك الزيارة، وأيضاً زرته مرة ثالثة فبدأ بزيارتك عندما رآك صادقاً، ولكن الناس لا تعرف أنه قبل وفاته خلال إحدى اتصالاتك به في ضيعته بعد أن تمكن منه المرض، لكي تطمأن على صحته طلب منك أن تتكلم خلال جنازته وهو ما فعلتَه.

أتذكر خلال إجتماع في أوسلو مع العديد من المجموعات الدينية المتعددة كيف أذهلتَهم وأسرت قلوبهم.

وفي فيينا عاصمة النمسا، خلال إجتماع وزراء خارجية أوروبا والبلاد العربية، كانت الدعوة موجهة لك “لإغناء الإجتماع” وكانت كلمتك الرائعة، كما اللقاءات المتعددة على هامش المؤتمر والتي أجمع جميع من التقى بك أنك بالفعل “مفتي الإنسانية”، ولكن الكثير لا يعرف كيف جاءت هذه التسمية.

كلمتك في البرلمان الأوروبي، والتي كان لي الشرف بترتيبها، والتي كنتَ أول رجل علمٍ إسلامي يتكلم في هذا البرلمان. هذه الكلمة الرائعة التي طالت مدة 22 دقيقة. أذكر تخوّف رئيس البرلمان وقوله لك أن أطولَ مدة لخطاب قام به هو 7 دقائق، والتي تمت ترجمتها الفورية إلى 27 لغة خلال القائك لها وصفّق البرلمانيون أكثر من 4 مرات وعند انتهائها كان التصفيق طويلاً حتى قال لك رئيس البرلمان الأوروبي بأن هذا التصفيق دليل على نجاحكم وأنكم أسرتم القلوب. عدنا الى سوريا عن طريق مطار باريس وفي قاعة الشرف جلستُ الى الكومبيوتر وبدأت أقرأ ردود الفعل على خطابك، وكان العديد من المواقع قد أطلقت عليك “مفتي الإنسانية”.

فلتسامحني على كشف بعض الأمور وأنت الذي قلتَ لي منذ أيام “ليسامحهم الله”

الآن اقول اللهم اشهد إني بلّغت… أخوك باسل قس نصر الله