أردوغان يعود إلى حضن دمشق، عن طريق معرض الكتاب أم أقمشة حلب؟!! فيديو. مركز فيريل للدراسات

 

يقام في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، معرض الكتاب التاسع والعشرون، بمشاركة جيدة مقارنة بالوضع الذي تعيشهُ سوريا.

لن نبخس المعرض والقائمين عليه حقهم، فمن خلال جولات مركز فيريل للدراسات في المعرض، لفتَتْ انتباهنا عدة أمور إيجابية لابد من الإشارة إليها، فهناك تحسّنٌ في أناقة وطريقة العرض، واهتمام أفضل بكتب الأطفال وإقبال كبير على اقتنائها، وجودة في الطباعة، ومَنْ يريد أن يُقارن فليحضر معرض الكتاب في بيروت التي كانت يوماً عاصمة الثقافة العربية، الذي حضرهُ مركز فيريل قبيل عيد الميلاد، ويرى الفارق…

بعد هذه النظرة الإيجابية؛ ننتقل إلى الجانب السلبي، ولن نناقش سوى مسألتين

ارتفاع سعر الكتاب

مقارنة بدخل الموظف تحديداً، فالرواية العادية لا تقل عن ألفي ليرة، بينما يصل سعر بعض الكتب إلى 10 آلاف ليرة مع الحسم!. ماذا لو فكر هذا الموظف بشراء كتابين؟ ربما عليه فقط أن يقلّبَ صفحات الكتاب ويتحرّق لامتلاكه… في واقع الحال سعر الكتاب في المعرض عالمي، ونتمنى ألا يُبرر لنا أحد ارتفاع سعر الورق، فالرواية في ألمانيا والتي مرّ عليها سنة، يصل سعرها إلى 4 يورو مع الحسم، أي يماثل سعرها في سوريا. طبعاً هناك روايات تصل إلى 15 يورو.

سيطرة الكتاب والفكر والتوجه الديني على المعرض، وكأنك يا زيد ما غزيت

لن نقارن معرض الكتاب في سوريا بمعرض فرانكفورت الأكبر عالمياً، ولكن سنستعير بعض الأجنحة من هذا المعرض الكبير، كافة الدول تعرض أفضل ما لديها من كتب ومخطوطات وعلوم واكتشافات، باستثناء أجنحة معظم الدول الإسلامية، فترى مثلاً في الجناح السعودي الكتاب الديني والكتاب السياسي الذي يتحدث عن أمجاد آل سعود.

ذهبنا مراتٍ لمعرض الكتاب في مكتبة الأسد بدمشق خلال الأيام السابقة، حضرنا محاضرات وندوات وحفل توقيع لكتّاب، ولم ننسَ حضور “محاضرة دينية”… فماذا وجدنا؟

لن نطيل الشرح فالصور تتحدث…

المحاضرة الأدبية صالة صغيرة وحضور….

شاهدوا الفيديو في نهاية المقالة

أما المحاضرة الدينية فالصالة والحضور أمر آخر

طبعاً وقف مراسل مركز فيريل في باب الصالة فلا كرسي شاغر

 

طبعاً تباعُ كتبٌ دينية “تحريضية” في المعرض، وكتب لتربية الأمة من خلال أقوال السلف!! ومصدرها الإمارات العربية وقطر و… السعودية…. مازالوا يقتدون في سوريا بالسلف بعد كل الذي حدث. البحث طويل هنا وله منا وقفات قادمة. لكن أقصوصة كتب أردوغان شيخ الإسلام الجليل، لم تمر علينا، والتبريرات كانت قاصرة… اختبار عودة الابن الضّال أردوغان فاشل ولن نجعلهُ ينجح مهما حاولتم، يا مَنْ أجريتم الاختبار!!

قبل المعرض بأيام جاء قرار وزارة الاقتصاد بتخفيض الرسوم الجمركية للمواد الأولية و مدخلات الانتاج، واعتبرت الأقمشة كمدخلات إنتاج لأنها تخضع لمراحل إنتاج كثيرة، أي أخضعتها للمرسوم الجمهوري وخفضت رسومها الجمركية للنصف! أي فتحت الباب واسعاً أمام منافسة الأقمشة التركية تحديداً، وأين؟ في حلب!!

إنّ قرار فتح الباب أمام الأقمشة التركية وعرض كتاب “الشيخ الرئيس رجب طيب أردوغان – مؤذن اسطنبول ومحطم الصنم الأتاتوركي”، وكتاب “تركيا من الخلافة إلى الحداثة – من أتاتورك إلى أردوغان”، وعلى واجهة دار النشر في المعرض، نراهما في مركز فيريل متقاطعان وليس محض صدفة أو خطأ…

إن كان القصد عودة الابن الضال أردوغان إلى حضن دمشق، فالعنوان خاطئ، فالله لم ولن يعفو عما مضى، دماء الشهداء ستبقى تصرخ، ولن يسمح الملايين لسلطان الدم السارق أردوغان أن يُدنّسَ تراب سوريا الطاهر من جديد. مركز فيريل للدراسات ـ برلين 09.08.2017