أول اشتباك جوي بين الطائرات الروسية والأميركية فوق سوريا. مركز فيريل للدراسات ـ برلين

في حادثة هي الأولى من نوعها منذ 46 عاماً، حصل اشتباكٌ غير مسلح بين الطيران الحربي الروسي والأميركي في سماء سوريا، حدث ذلك يوم السبت الماضي 18 حزيران، عندما اقتربت طائرتا سوخوي 34 روسيتان، من قاعدة لتدريب المسلحين الذين تصنفهم الولايات المتحدة “معتدلين” جنوب التنف، ويشرف عليها الجيش الأميركي، قرب الحدود الأردنية السورية. فتصدت لهما طائرتان أمريكيتان من نوع إف18، وحذرتا الطائرتين الروسيتين وطلبتا منهما الابتعاد، لكن السوخوي 34 ورغم التحذير قصفتا القاعدة فقتلتا عدداً قليلاً من المسلحين، ثم ابتعدتا. وقد علم مركز فيريل للدراسات في برلين أنّ القاعدة يتدرب فيها 220 مقاتلاً على يد ضباط أردنيين، والطائرات الأميركية أقلعت من قاعدة الأزرق الأردنية.

بعد أقل من نصف ساعة، عادت الطائرتان الروسيتان وقصفتا القاعدة، فقتلتا عدداً كبيراً من المقاتلين الذين جاؤوا لمساعدة الجرحى واسعافهم، فتصدت لهما الطائرتان الأمريكيتان دون اشتباك، وجرى اتصال مباشر بين الطيارين الروس والأمريكيين طالبين عدم القصف والابتعاد. رفض الروس الابتعاد ونفذوا قصف القاعدة مجدداً أثناء الاتصال، وطلب الروس من الأمريكان الخروج من الأجواء السورية.

أكدت الخبر صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية، وأضافت: “هذه أول مرة يفعلها الروس، وسلوكهم كان تحدّياً فاضحاً للأمريكان. وما فعله الروس هو خرق لاتفاق الهدنة، كون المجموعات المسلحة التي يتم تدريبها في القاعدة، موقعة على الهدنة.”.

على الفور تمّ فتح خط ساخن بين وزارتي الدفاع في موسكو وواشنطن لتفادي أيّ تطور خطير في الوضع العسكري بين الجيشين الأميركي والروسي في سوريا، وللمرة الثالثة وفي تحدّ واضح، عادت الطائرتان الروسيتان وقصفتا القاعدة للمرة الثالثة. وقد بثت وزارة الدفاع الأمريكية شريط فيديو يظهر القصف الروسي للقاعدة، وصرح قائد جيوش المنطقة الوسطى الأميركي أن الطيران الأميركي تجنّبَ أي احتكاك مباشر من الروس.

آخر اشتباك جوي بين الروس والأميركيين حصل عام 1970 فوق أرمينيا، عندما أسقط الروس طائرة أميركية فوق أرمينيا.

د. جميل م. شاهين. مركز فيريل للدراسات ـ برلين 20.06.2016