باب الحارة ونظرية المؤامرة الدكتور جميل م. شاهين

عدد القراءات 409819 تاريخ النشر 17.06.2016باب الحارة“؛ ليس مجرد مسلسل بأجزاء لا تنتهي، وشخصيات تموت ثم تعود للحياة، وأخطاء لا تعدّ ولا تحصى في السيناريو والإخراج، وليس مجرد قطعة حلوى يسيل من أجلها لعابُ الممثلين. هو ظاهرةٌ تخطتْ المعقول ودخلت عقول القطيع، فساقتهُ عبر أضخم مؤسسة إعلامية خليجية. أعرض عليكم النقاط التالية وأترك لكم الحكم:

  • المسلسل بتقييم فني: ضعيف السيناريو والإخراج والحبكة القصصية. ليس فيه موضوعية أو قصّة تُقدّم عبرة، وكل جزء تقريباً، يتم فيه تغيير الكاتب والمخرج وعدد من الممثلين، فتتغيّر معهم أحداث وتحذف شخصيات وتضاف أخرى، ويكفي أن نعلمَ أنّ عدة حوارات تمّ ارتجالها أمام الكاميرا من الممثلين. رغم ذلك فالمسلسل ومنذ عام 2006 هو الأكثر جماهيرية، ومن خلال مشاهداتي، لم أرَ مثقفاً يهدر وقته في مشاهدة مشهد من هذا العمل “الخارق”. إذاً المقصود أن يكون مشاهدوه من البسطاء السذج وهم يشكّلون نسبة مرتفعة من الشعوب العربية، فهل يدلّ هذا على سطحية المشاهد العربي؟

  • الرجـل السوري في المسلسل هو الآمر الناهي، الزكرتي القبضاي، حامل الخنجر، المستبد متعدد الزوجات، والغبي الذي تستطيع زوجته عند حلول الظلام أن تسحبه من “رسنه” للفراش كالبعير، فينسى أنه كان قد تشاجر معها في الصباح، أي الرجل هو الذكر الحيواني ليس أكثر.

  • المرأة السورية في المسلسل هي نعجة، جاهلة غير متعلمة، همها الأول الزواج وانجاب الأطفال وتقشير البطاطا والنميمة والخنوع لكبشها ويا تاج راسي. أعظم الأخطار في حياتها هو الطلاق، كما أنّ طاعة المرأة للزوج مطلوبة شرعاً، ورضى هذا “الإله” عنها من أحد الأسباب التي تؤدي لوصولها للجنة، هذه هي صفات المرأة “الصالحة”! وتمشي النعاج وراء الكبش. أما أبشع جريمة فهي خروج المرأة بالقرعة، لأنّ عورة المرأة أصبح شعرها، والحجاب أهم من العلم وبالتأكيد أهم من الأخلاق..، لأنّ أسفل الشعر لا يوجد شيء صالح للاستخدام حسب رؤية الكاتب والمخرج.

  • الرجل والمرأة السورية المتعلمة والمثقفة شخصية ثانوية ليس لها وجود. علماء الدين وفقهاء الشام ورجال الفكر والأدب والشعر والعلم، المدارس والجامعات والمكتبات والمسارح والملتقيات الأدبية والعلمية التي كانت تعج بها دمشق، كلها غير موجودة، وحتى عندما عرض مشهد السينما جاء تافهاً. وأنا أعذر المخرج والمنتج والممثلين وقبلهم الكاتب على جهلهم وثقافتهم الضحلة، وبالتأكيد لم يسمعوا بأنّ

جامعة دمشق هي أول جامعة في الوطن العربي تأسست عام 1903 بكلية الطبّ، ومنها تخرجت أول طبيبة في الوطن العربي الدكتورة السورية لوريس ماهر، أيّ أنّ جامعة دمشق أقدم من كافة دول الخليج.

باختصار:

المسلسل قصدَ تشويه المجتمع السوري عامداً متعمداً. وهذا أقل الأخطار، ولننتقل الآن لملاحظات أعمق:

  • _أدرعي_ينصح_المسلمين_بقراءة_آية_الكرسي_بعد_الوضوء
  1. المسلسل عُرِضَ على كتّابٍ سوريين كبار ضمن لجنة رقابة وتقييم شـكّلها وزير الإعلام السوري، واجتاز المسلسل الامتحان بنجاح!!! بينما تُرفضُ مسلسلاتٌ أخذت عن قصص وروايات عالمية من قبل نفس هيئة الرقابـة، ربما لأنّ هذه المسلسلات أعلى من مستوى ثقافتهم ووعيهم وإدراكهم… 

  2. المسلسل تحت الرعاية الخاصّة لقناة آل سعود.

  3. المسلسل يُشاهدهُ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الذي كتب على شريط فيديو أثناء تناول الإفطار: “بعد الإفطار وقبل باب الحارة، رغم تبديل معتز، إليكم تحية خاصّة مني ومن جنود جيش الدفاع الإسرائيلي المسلمين”. 

  4. الفتاة اليهودية تكره ما يفعلهُ الصهاينة في العشرينات، وكأنها تنبأت بقيام الدولة الصهيونية بعد عشرين عاماً! فهل هذا تمهيد لفكرة ما؟

  5. هاجم المسلسل مدينة حلب من خلال الشرطي الحلبي، فلماذا حلب الآن؟

  6. الجميع يهاجم المخرج والممثلين والكاتب، هؤلاء صغار يلهثون وراء المال، وأطفال لا يعرفون بماذا يلهون… عليكم بمَنْ وراء انتاجــه.

الذي أنتج المسلسل ومرره عبر الرقابة وساهم بنشره، جاء بخلاط كهربائي وضع فيه الصهيونية مع الداعشية، فولـــِد “باب الحارة”. الكاتب: د. جميل م. شاهين ـ برلين 17.06.2016