إرهابيو الغوطة يرتجفون من رؤية أرتال الجيش السوري، فماذا هم فاعلون؟ الدكتور جميل م. شاهين. مركز فيريل للدراسات

مشاهد أرتال الجيش السوري التي وصلت لمحيط الغوطة الشرقية، فعلتْ فِعلها، لتبدأ أصواتٌ بالمصالحة تعلو بين صفوف إرهابيي الغوطة الذين كانوا قبل أيام يتحدثون عن الصمود والنصر!! فما الذي يجري وقد يجري؟…

نظرة سريعة على الغوطة الشرقية

مساحة الغوطة الشرقية حوالي 320 كلم مربع، كانت تحت سيطرة المجموعات الإرهابية. حتى تاريخ إعداد هذا التقرير في مركز فيريل، حرّرَ الجيش السوري 220 كلم مربع، وبقي أقل من 100 كلم مربع تحت سيطرة الإرهابيين، والذي صُنف كمنطقة “خفض توتر” في اجتماع أستانا الأخير، لكنّ الإرهابيين لم يلتزموا بالهدنة وأمطروا دمشق خلال أقل من شهر بـ 1300 قذيفة هاون، حصدت أرواح عشرات المدنيين. ننصحكم بمراجعة التحقيق حول قصف المدنيين في دمشق بالهاون في سياق هذه المقالة. 




هذه الـ 100 كلم مربع تتقاسمها عدة تنظيمات إرهابية تتبع لعدة دول بالولاء والتمويل:

  1. “جيش الإسلام”: ومقره الرئيسي مدينة دوما، ويسيطر على 45% من المساحة السابقة، ويتبع للسعودية مباشرة.
  2. “جبهة النصرة”: تسيطر على 25%/ وتتواجد في عربين وجوبر وحزة وحوش الأشعري، أي القطاع الأوسط. تتبع لقطر وتركيا.
  3. “فيلق الرحمن”: يُسيطر على 25%، ويندمج مع جبهة النصرة بحيث يصعبُ التفريق بينهما، ويتقاسمان ذات المناطق والمدن، ويتبع أيضاً لقطر وتركيا.
  4. “أحرار الشام”: يسيطر على 5% ويتمركز بشكل رئيسي في حرستا وبساتينها، وهو متنقل التبعية بين السعودية وقطر وتركيا.

المعارك بين التنظيمات السابقة دائمة، والخلاف على الزعامة والتبعية بين قطر والسعودية، جعلتهم يتقاتلون دائماً، بحيث أصبحت الغوطة الشرقية عدة إماراتٍ إسلامية متناحرة!!

ماذا يحدث الآن داخل الغوطة الشرقية؟

  • رفع الجاهزية القتالية لدى كافة التنظيمات الإرهابية، الأخبار التي وردت مركز فيريل تفيد بأنّ “جيش الإسلام” بدأ يُسلّحُ حتى الأطفال للقتال، ابتداءً من ابن العاشرة. كما قام بمنع استخدام الهواتف المحمولة لدى مقاتليه، وصادر عدداً كبيراً منها، ومنع أية اتصالات خارج المنطقة.
  • محاولة توحيد صفوف الإرهابيين لقتال الجيش السوري، أيضاً ورد مركز فيريل بأنّ قياديين في “جيش الإسلام” يجرون اتصالات مع جبهة النصرة وفيلق الرحمن لتوحيد الصفوف، وصد أي هجوم للجيش السوري، لكن الخلاف الرئيسي يبقى على الزعامة؛ مَن سيقود العمليات العسكرية؟ وهناك تغيير في لهجة زعماء “جيش الإسلام” فجأة، وحديث عن الأخوة في الإسلام مع جبهة النصرة وفيلق الرحمن، بعد أن قتلوا المئات من الجانبين!! بيان “جيش الإسلام” كان الأكثر وضوحاً، فهو يمثل حالة الرعب ومحاولة التقارب تلك، إذ قال: (تمرُّ الغوطة الشرقية بمرحلة حرجة، تستدعي اجتماع الفصائل وإزالة العوائق ووحدة الكلمة… لا نزال نسعى لإصلاح ذات البين، ولا تزال الشياطين تفسد، وتشيع البغضاء بين الإخوة، وتبثّ الشائعات والأكاذيب. وقد قطعنا في التقارب مع إخواننا مسافات طيبة)…
  • ضيق اقتصادي وغلاء أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، رغم وصول مساعدات غذائية قبل أيام، فقد بيعت ربطة الخبز البارحة بـ 1800 ليرة سورية، وكيلو السكر بـ 12000 ليرة، واسطوانة الغاز بـ 80 ألف ليرة!!

الموقف الدولي من الاستعدادات لتحرير الغوطة

الأهم هو التصريح الروسي الذي صدر على لسان (أليكسندر إيفانوف) الناطق باسم “قناة حميميم”  الذي قال: “ستدعمُ موسكو تحركات القوات الحكومية البرية في منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية، للقضاء على تنظيم جبهة النصرة في حال لم تفلح الوسائل السلمية في تحقيق ذلك”.

حتى الإرهابيين أنفسهم يعلمون أن روسيا موافقة على ما يقوم به الجيش السوري، وهو ما أكدهُ المتحدث باسم “أحرار الشام” في الغوطة الشرقية المدعو “منذر فارس”.

من الطبيعي أن تُعارض الدول الداعمة للإرهابيين، الولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية، تحركات الجيش السوري، فتحرير الغوطة يعني انتهاء الإرهاب المحيط بدمشق، وهذا ما لا تريدهُ، لكنها صامتة إلى حد ما بانتظار حدوث شيء ما، سنتحدث عنه لاحقاً هنا.

تحقيق ذو صلة: كي تعلم ماذا فعلَ إرهابيو الغوطة بمدنيي دمشق، اقرأ التحقيق التالي:

خط الموت من جرمانا إلى العباسيين. إلى متى يستمر قصفُ المدنيين في دمشق بالهاون؟ لماذا تأخر تحرير الغوطة الشرقية؟ مركز فيريل للدراسات

سيناريوهات وتحذيرات عما قد يجري في الغوطة الشرقية

مما لا شك فيه أنّ إرهابيي الغوطة يرتجفون لمنظر أرتال الجيش السوري، لكن هل سيستسلمون هكذا بسهولة؟ في الغوطة الشرقية الآن صراع بين تيارين:

تيار أول: يريد المصالحة مع الدولة السورية ويضمّ زعماء وتجار وأثرياء القرى والمدن غير المقاتلين، وجميعهم من أبناء الغوطة، والذين يريدون تجنيب المنطقة دماراً كبيراً سيحدث. يساندهم عدد من زعماء التنظيمات الإرهابية الذين لم يرفعوا أصواتهم بعد، بسبب الخوف من الاتهام بالجُبن.

تيار ثاني: يريد القتال حتى آخر لحظة، ويضم الإرهابيين من أبناء الغوطة والأجانب خاصة في تنظيم جبهة النصرة.

في جميع الأحوال؛ قرار أن يُقاتل الإرهابيون أو أن يجنحوا نحو الاستسلام، ليس بيدهم،  الأمر يأتي من الرياض والدوحة وأنقرة وواشنطن… والقرار حسب معلومات مركز فيريل حتى اللحظة: (قاتلوا حتى آخر شخص في الغوطة وسوف ندعمكم)… سوف ندعمكم، كيف؟ الدعم بالسلاح والعتاد شبه متوقف مع اطباق الجيش السوري على الغوطة، إذاً… السيناريوهات المتوقعة إثنان لا ثالث لهما: القتال أو الاستسلام وإلى إدلب. إلى إدلب!! هناك آلاف الإرهابيين في واحد من أكبر التجمعات في سوريا، فكم سيكون عدد الذين سيتوجهون إلى إدلب: 10 آلاف؟ يحتاجون لأكثر من 200 باص أخضر، عملية كبيرة جداً…

ماذا سيحدث إذا قرر إرهابيو الغوطة القتال؟

الحالة المعنوية لإرهابيي الغوطة الشرقية في الحضيض، ومعظمهم سيفكر بإدلب وهو يقاتلُ الجيش السوري… قلائل سيقاتلون حتى الموت، لكن الخطورة تكمنُ في أربعة نقاط وهي بمثابة تحذير من مركز فيريل:

  1. العمليات الانتحارية، وهذا أمر متوقع أن تقوم به التنظيمات الإرهابية ضد صفوف الجيش السوري.

  2. قصف دمشق بالهاون وتفجيرات، رداً على هجوم الجيش السوري، لإلحاق أكبر عدد من الضحايا في صفوف المدنيين.

  3. الكيماوي… وهو ما تنتظرهُ وتُخطط له الدول المعادية لسوريا مع إرهابيي الغوطة. مدنيو الغوطة سيتم استغلالهم واتخاذهم دروعاً بشرية لصد الجيش السوري، وتمثيلية قصفهم بالكيماوي لن تكون مفاجئة، وهنا ستستغلُ واشنطن ومعها دول الناتو “مسلسل باب الكيماوي” لإيقاف الجيش السوري و… قصفهِ.

  4. النقطة الأخيرة: إشغال الجيش السوري بمناطق أخرى، مثلاً: هجوم كبير في دير الزور أو إدلب. أو… هجوم إسرائيلي… تل أبيب لن تكون بعيدة عما يجري في الغوطة بكافة الظروف…

أرتال الجيش السوري دبتِ الرعب في صفوف إرهابيي الغوطة، حتى قبل أن تُطلقَ طلقة واحدة، والقادمُ لابد أن يكون تحرير دمشق من الإرهاب وبأية وسيلة… يرى مركز فيريل أنّ مشاركة الجيش الروسي في العمليات ستكون بمثابة رادع قوي لأية اتهامات غربية… جاهزة… مركز فيريل للدراسات. 18.02.2018 الدكتور جميل م. شاهين