إعصار ماثيو؛ يؤجل الشرّ الأميركي. مركز فيريل للدراسات ـ برلين





بعد أن ضرب الإعصار Matthew هايتي، مخلفاً 274 قتيلاً، وأضراراً مادية كبيرة تزيد فقراء هذه الجزيرة فقراً، فاقتلع الأشجار ودمر المنازل، يتجهُ هذا الإعصار الآن نحو شبه جزيرة فلوريدا الأميركية برياح تصل سرعتها إلى 215 كلم في الساعة، حسب مراكز الرصد الأميركية.

الإعصار مازال في الدرجة الرابعة من أصل خمس درجات، وهو خطير وكارثي، لهذا أعلن الرئيس الأميركي حالة الطوارئ في فلوريدا وساوث كارولاينا، والاستعداد للأسوأ في أربع ولايات أخرى شمالي فلوريدا، قد يمر بها صديقنا “ماثيو”، مُعرضاً حياة 13 مليون أميركي للخطر، مما أجبرهم على تفريغ محطات الوقود والسوبر ماركت، ومبدئياً تم “نزوح” أكثر من مليون ونصف من سكان شرقي فلوريدا نحو مناطق أقل خطراً، واستدعاء 2500 من الحرس الوطني والاستعداد للإغاثة، بينما فتحت الملاجئ أبوابها.

وحسب خبير الأرصاد الجوية في مركز فيريل للدراسات ببرلين: “الإعصار ماثيو هو الأخطر منذ إعصار “آندرو” الذي ضرب فلوريدا عام 1992 أي قبل 24 عاماً، وفي حالة بقي هذا الإعصار فوق مياه الأطلسي متجهاً شمالاً، فسيبقى كارثياً، وسوف يصل حتى ولاية نيويورك، لكنه عندما يدخل اليابسة سيضعف ويتحول لعاصفة إستوائية.”.

يتابع  خبير الأرصاد الجوية في مركز فيريل للدراسات ببرلين: “إن سرعة الرياح هذه اللحظة، الساعة 9 صباحاً بتوقيت برلين، قرب عين الإعصار هي 250 كلم/ساعة، وليس كما تنقل وكالات الأنباء الأميركية، التي تحاول التقليل من سرعته، وسوف يضرب شواطئ فلوريدا بهذه السرعة، وقد ازدادت قوته بعد أن ضرب جزر الباهاما بسرعة 190 كلم/ساعة.”



لدى سؤالنا عن قدرة الولايات المتحدة على إضعاف هذا الإعصار بناء على برنامج هارب، أجاب الخبير: “مازالت الولايات المتحدة عاجزة عن إيقاف هكذا أعاصير، لكنها يمكن وعبر برنامج هارب إضعافه وجعله من الدرجة الثالثة، وجره نحو اليابسة، ليس أكثر، هذا شرط ألا تكون هناك دول عظمى معادية تفعل العكس، خاصّة وأن الإعصار ازدادت قوته بشكل غير “مفهوم” منذ أن غادر جزر الباهاما!…”.

ما يهمنا في الأمر، أنّ “حبيبنا” الإعصار “ماثيو” قد أخرس البيت الأبيض عن التفكير “مؤقتاً” بتوجيه ضربة للجيش السوري، هو من صنع الله، بغضّ النظر إن كان وراء ازدياد قوته أيادٍ خفية جاءت من الشرق. ومَن كان الله معهُ لا يخشى من صانعي الشرّ.  

مركز فيريل للدراسات ـ برلين . د. جميل م. شاهين. 07.10.2016