إلى منظمي مسيرة برلين ـ حلب: “يطعمكم الحج والناس راجعة”. مركز فيريل للدراسات ـ برلين

 

إلى منظمي مسيرة برلين ـ حلب: “يطعمكم الحج والناس راجعة”

تحت الاسم الخادع “نشطاء أوروبيين”، وبمبادرة من صحفية بولونية مغمورة تعيش هنا في برلين، وتبحثُ عن اسم لها بين الكبار، اسمها لن يذكرهُ مركز فيريل للدراسات كي لا يُحقّقَ لها مرامها. ينوي هؤلاء النشطاء ممارسة هواية “المشي”، من برلين إلى حلب، نعم هي ليست مزحة، هم ينظمون تظاهرةً سيراً على الأقدام من العاصمة الألمانية إلى أقدم مدينة في التاريخ، وفي 26 من كانون الأول بعد 19 يوماً، ولستُ أدري هل لدى منظمي الماراثون الطويل فكرة عن الجغرافيا؟ وهل عرفوا المسافة التي ينبغي أن يقطعوها، والبلدان التي سيعبرونها؟ وبما أنّ المسير سيكون شتاءً، فيجب أن “يُسمّكوا” الثياب، ولا ينسوا المظلات التي تقي من الأمطار والشمس الحارقة عندما يصلون، إن شاء الله…

يشكو الأوروبيون من سذاجة تصل إلى حد الغباء، فهم يصدقون أول خبريصلهم، ولا يحاولون أن يسمعوا سوى جهة واحدة، وأول خبر وصلهم كان من أصحاب الخوذ البيضاء الملطخة بدماء السوريين، فصدّقوا كل ما قاله أصحاب السوابق الإرهابية، وهدف المسيرة بات: “إيقاف غارات الطيران السوري على حلب المحاصرة”. مركز فيريل للدراسات في برلين استقصى عن الخبر والتقى عدداً من “النشطاء”، ووصل إلى التالي:

  • أكد حتى الآن 1003 شخص مشاركتهُ في هذا المارثون، معظمهم أوروبيون، مع عدد لا يتجاوز 80 شخصاً من سوريا وعدة بلدان إسلامية وعربية. بتقصّينا للمشاركين السوريين وجدنا كمثال: محمد ح. لاجئ سوري من مدينة حلب، رُفضت إقامته بسبب شكوك حول كونه مقاتل سابق في جبهة النصرة، وينوي العودة إلى حلب قبل أن يُطرد. إحسان ن. لاجئ سوري من حلب أيضاً، قاتل مع المعارضة السورية وادعى أنه ممرض، متطرف إسلامي. مصطفى ط. تركي مقيم في ألمانيا من حزب العدالة والتنمية التركي.
  • لم نستطع التأكد من الراعي الرسمي لهذا “النشاط”، لكننا وجدنا أن هناك تنسيقاً مع السلطات التركية، لتسهيل دخولهم عبر لواء اسكندرون المحتل باتجاه محافظة حلب شرقاً، ودعم من قنوات إعلامية خليجية تُروّج لرياضة المشي، بينما لم نجد أيّ دعم حتى الآن من السلطات الألمانية، سوى الترخيص بالتجمع.
  • لن نذكر المسافة التي سيقطعها هؤلاء سيراً على الأقدام كما أكدوا، وهنا “نتحدى” أن يفعلوها ويثبتوا أنهم ذهبوا سيراً على الأقدام، أما متى سيصلون إلى حلب، إن وصلوا، فالله أعلم.
  • هذه هي آخر ورقة يرميها مَنْ يقف وراء هذه المبادرة، فعندما فشلت الدول العظمى والصغرى والجيوش الجرارة، بإيقاف تحرير حلب من الإرهابيين، بقيت هذه المحاولة الأخيرة، فليستغلوا الأوروبيين وليرموا بهم في التهلكة، لِمَ لا.
  • إلى كل مَن يدعم أو يُشارك في هذه الحفلة “العبيطة”، اسمعوا الأخبار، حلب تحررت بسواعد رجال الله. وعليكم أن تُغيّروا وجهتكم، فتزيدوا المسافة أو تُقصّروها، ما رأيكم بـ “المسيرة من برلين إلى أنقرة”. أو “المسيرة من برلين إلى الرياض”؟ لإيقاف حمامات الدماء في تركيا والسعودية، وعند وصولكم إلى السعودية يمكنكم الانعطاف نحو الغرب والقيام بـ”الحج”، سواء كانت الناس راجعة أو غير راجعة.

مركز فيريل للدراسات ـ برلين. 07.12.2016