الإعلام الألماني؛ كاذب وقذر! Die Gräben in Deutschland können noch größer werden

لا يتعلّقُ الأمر بنقل الإعلام الغربي لصورة مشوّهة عما يجري في سوريا، فهذا أمرٌ معروف، أو شيطنة بوتين وجعله مشابهاً لهتلر، لكنه يتعلّق بنقل الإعلام الألماني لما يجري داخل ألمانيا وتحديداً لقضية اغتصاب وقتل الطالبة Maria Ladenburger، والتي تشغل الرأي العام الألماني، وفتحت أبواب الجحيم على الحكومة الألمانية وإعلامها الرسمي.

وصل مركز فيريل للدراسات في برلين إلى التقرير شبه المخفي عن حقيقة مقتل ماريا ووجدنا: ماريا طالبة طبّ، فتاة طيبة راقية، تقوم بمساعدة اللاجئين مجاناً في مركز لجوء مدينة Freiburg واحدة من أجمل المدن الألمانية في الجنوب الغربي، من ضمن اللاجئين مراهقٌ أفغاني في السابعة عشرة، يعيشُ مع عائلة ألمانية تبنتهُ، وقدّمت له المسكن والغذاء أيضاً مجاناً. بعد عودة ماريا من احتفال في الجامعة على دراجتها الهوائية ليلاً، كان الشاب الأفغاني ويدعى “حسين كاظم” بانتظارها عند مدخل غابة، فقام باغتصابها ثم بخنقها ورميّها في نهر Dreisam، بتاريخ 16 تشرين الأول 2016، بعد اكتشاف الجثة، حققت الشرطة مع 1400 شخص! ورغم أنّ الأفغاني من أصحاب السوابق بالتحرش الجنسي، لكن الشرطة لم تحقق معهُ كونه تحت عمر 18 عاماً. لكن شريط الفيديو الذي قدمتهُ شرطية في قسم الشرطة، أظهر أنّ ملامح المشتبه تنطبق عليه، وبعد أخذ عينة من الـ DNA وتطابقها مع خصلة شعر وجدت على دراجة المغدورة ماريا، ألقي القبض عليه، واعترف بجريمته. كافة الدلائل تؤكد أنه الفاعل بالإضافة لاعترافه، والإعلام الرسمي يقول: “نحن ندين هذه الجريمة، فيما إذا كان هو الفاعل!”.

تمّ التستر على الجريمة، إلى أن تحدثت عنها صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست، هنا هبّ الإعلام الألماني “مُحرجاً” ونشر عن الجريمة، باستثناء محطة ARD الحكومية في برنامج  Tagesschaالذي يستعرض أهم الأحداث اليومية، فلم يتم التطرّق إلى الخبر، علماً أنّ كافة جرائم القتل يتم الحديث عنها، وأخفى الإعلام أنّ المجرم هو لاجئ كي لا يُسيء للحكومة الألمانية، فبدأ انتقاد الإعلام الرسمي الألماني، ليبلغ اليوم ذروتهُ وليصل الاتهام إلى مستوى اتهام الإعلام الرسمي بالكذب والعمالة والانحطاط والقذارة.

وبتتبعنا لردود الشارع الألماني هنا بعض التعليقات: Die wollen doch bewusst verschweigen, dass das ein Flüchtling war.. هم يريدون إخفاء حقيقة أنّ الفاعل هو لاجئ. وأيضاً: Die sind doch gesteuert von oben, direkt aus dem Bundeskanzleramt، إنها الأوامر تأتي من فوق، مباشرة من مكتب المستشارة. التعليق الأكثر تراجيدية: Die Gräben in Deutschland können noch größer werden ستصبح القبور أكبر في ألمانيا!

الانتقاد جاء أيضاً بسبب تصريح المسؤولين الألمان، Ansgar Heveling من الحزب الحاكم CDU، رئيس لجنة البرلمان للشؤون الداخلية، و مارتن دورمان، الناطق باسم السياسة الإعلامية للمجموعة البرلمانية: “جرائم القتل موجودة قبل قدوم اللاجئين، وهي حالات فردية يجب ألا نُعمم على كافة اللاجئين الأفغان. فلماذا نتحدث عن هذه الجريمة ولا نتحدث عن غيرها”!. وقد وصف المعلّقون على كلام المسؤولين الألماني بعبارة: “تصريح قذر”.

وعندما كتب نائب المستشارة غابريل على صفحته: “يجب ألا نسمح باستغلال هذه الجريمة البشعة لإثارة مشاكل وللترويج لنظريات المؤامرة”. جاءت الردود: “كم فتاة ألمانية يجب أن تُغتصب وتُقتل، كي تستفيقوا أيها المسؤولين؟”.

جريمة الاغتصاب والقتل هي الثانية، وبطريقة مشابهة تحدث في مدينة فرايبورغ نفسها، فهل المجرم واحد؟ وهل سيتعلّم المسؤولون الألمان الدرس؟ أو هل سيعترفون بالحقيقة؟ هذه الحقيقة تقول، ومعلوماتنا من الـ bUMF وهي رابطة اللاجئين تحت السن القانونية الألمانية: “في ألمانيا 64 ألف قاصر لاجئ دخلوا ألمانيا دون ذويهم، منذ 1 تشرين الأول 2015، ويعيشون مع عائلات ألمانية، أو في مراكز لجوء.” وحسب نفس المصدر: “40% من اللاجئين القاصرين يُعانون من اضطراب نفسي، ومن صعوبة تعلّم اللغة، رغم أنهم صغار في السن والتعلم أسهل لديهم من الكبار. هؤلاء القاصرين تعرضوا للضرب من قبل أهلهم في بلادهم، أو للتحرش الجنسي، فنشأت لديهم هذه الاضطرابات التي تقود لتكوين شخصية عدائية انتقامية.”.

إذاً؛ ألمانيا ستكون مسرحاً طبياً لحلّ العقد النفسية الجنسية لشعوب الأرض، على حساب فتياتها، مع إعلام كاذب وقذر.

هذه اللحظة تمّ إغلاق صفحة “ويكيبيديا” تحت اسم الفتاة القتيلة Maria Ladenburge، وإخفاء كافة المعلومات عنها!. فأية حرية رأي وأي إعلام هذا!. الرابط:

 https://de.wikipedia.org/wiki/Fall_Maria_Ladenburger

 

مركز فيريل للدراسات ـ برلين. 06.12.2016