الإشاعة أقوى مِنَ الحقيقة. الدكتور جميل م. شاهين. مركز فيريل للدراسات ـ برلين

 FIRIL CENTER FOR STUDIES FCFS BERLIN د. جميل م. شاهين 13.03.2016

الإشـاعة لغوياً: هي الخبـر الكاذب الذي ينتشر ويتكاثر بسرعة، شـاعَ الخبـر: انتشـر وذاع، والرجّـل المشـياع هو ناقـل الخبـر الكاذب.

الإشـاعة

 هي بثُّ خبـر كاذب أو مُبالغ فيه من مصـدر ما لغاية ما، لينتشر بين مجموعة مُحددة، أو يكون عامّاً يشمل مجموعات أوسع، وهكذا ليصلَ إلى المحلية أو العالمية. ولا تختصّ الإشاعة بنوع محدد من الأحداث، فقد تكون إجتماعية، إقتصادية، دينية، سياسية، أو عسكرية.

تلعبُ الشائعات منذ القدم دوراً هاماً في حياتنا، مهما كانت درجة ثقافتنا ووعينا، ولا تقتصرُ على المجتمعات المتخلفة، ففي المجتمعات المتطورة تنتشر الإشاعات أيضاً بما في ذلك هنا في ألمانيا، لكن الفارق هو طبيعة ونوع الإشاعة ودرجة إتقان نسجها. لتُصبح صناعة الإشاعات اليوم عِلماً بحد ذاته، تقوم به أجهزةٌ مُختصّـة، بما في ذلك “قسم الإشاعات في أجهزة المُخابـرات“، حيث تنتجُ المخابرات العالمية سـنوياً آلاف الأفلام المفبركة التي تتحدثُ عن حدث ما يخصّ الشعب، صحن طائر أو زيارة مخلوقات فضائية أو احتلال مدينة ما، أو تتقصد شخصاً بعينـه مُعادٍ لها، بهدف الإسـاءة لهُ.

ذكرَ غوستاف لوبون الفيلسوف والطبيب الفرنسي في كتابه الشهير (سيكولوجية الجماهير 1895) أنّ “الإشاعة أقوى من الحقيقة”. وزير الدعاية النازي Joseph Goebbels وصديق هتلر الأول قال: (اكذب ثم اكذب حتى يُصدقكَ الناس). غوبلنز وظّفَ الإشاعة بشكل ذكي وخبيث طبعاً لصالح هتلر وزيادة شعبيته لدى البسطاء بعيداً عن المثقفين الذين يكرههم، وهو القائل: (كلما سمعتُ كلمة ثقافة، تحسّستُ مسدسي). مختتماً مقولاته بأصدقها: (أعطنِ إعلاماً بلا ضمير، أعطيكَ شعباً بلا وعي). هذا يُلخّصُ الأهداف من الإشاعات الكبيرة ونتائج وجود إعلام بدون ضمير.

يمكن للشائعة أن تهدم بلداً أو تنصرَ جيشاً في معركة كانت خاسرة، ويمكن أن تقضي على سُـمعة شخص أو تقتلُ قائداً، فالثائرة الفرنسية جان دارك، قتلتها إشاعة الهرطقة التي بثها دوق بيدفورد، والطامع بالعرش الفرنسي عوضاً عن ابن أخيه هنري السادس، فعارضتهُ جان دارك المسؤولة عن تتويج غريمه شارل السابع، وبُثتْ الإشاعة بالتعاون مع الإحتلال الإنكليزي، فأعدمتْ حرقاً مرتين.

نظرياً؛ ومع التطور السريع لوسائل الاتصالات، يتوقع المرء تراجعَ تأثير الإشاعة وانتشارها ودفنها في مهدها، الذي حصلَ أنها باتتْ أسرعُ انتشاراً وأكثرُ عدداً، والسبب الحقيقي هو أخلاقي أولاً، فالناس باتت بفضل وسائل التواصل الإجتماعي أكثرُ عشقاً لتناقل الأخبار وأشدّ فضولاً لمعرفة المجهول، بالإضافة للانحطاط الأخلاقي العام، كما أنّ سهولة نقل الإشاعات أصبحت تحتاج لأقل من ثانية كي تصل من أقصاها لأقصاها.

أخطـر الإشـاعات هي التي تكون وراءها سُـلطة الدولة أو رجال الـدّين، هنا لا يمكن مُناقشـةُ صحتهـا، فإن تجرأ أحدٌ وشكك بها، كانت عقوبتـهُ التكفيـر أو السجن وغالبـاً تُكلّفهُ حياته.

خلال الحرب العالمية الثانية قام عالما النفس الأمريكيان؛ Gordon W. Allport, Leo Postman، بدراسة مستفيضة للإشاعة وتأثيرها على الشعوب وأفكارهم ومشاعرهم وسلوكهم، ونشرا عام 1947 كتاب The Psychology of Rumor، سيكولوجيا الإشاعة، خلصا للنتيجة التالية:

“تنتشر الشائعات بشكل أكثر في زمن الحروب والأزمات والكوارث المترافقة دائماً مع الخوف والقلق، خاصّـة عندما  يكون هناك تعتيمٌ إعلاميٌّ وعدم وجود تصريح رسمي حول ما يجري، أو تصريح كاذب على لسان مسؤول حكومي.”

وحول انتشار الشائعة قال العالمان الأمريكيّان: “كلما كان موضوع الإشاعة هاماً وغامضاً كان انتشاره أوسع وأسرع، والعكس صحيح.”

أسـبابُ الإشـاعات:

  1. إشاعات الثرثاريـن: أبسط أنواع الإشاعات، يُطلقها أشخاص دون هدف معين سـوى الفراغ والتسلية وانعدام الوازع الأخلاقي، ويكون للنساء الثرثارات دور أساسي فيها.

  2. أسباب عدائيـة: تستهدفُ شخصاً لتشويه سمعتهِ وتغيير تقييمهُ أمام الآخرين، وتحدث تجاه الأشخاص الناجحين والمشهورين وأصحاب المناصب، كاتهام مسؤول بالاختلاس أو فنان بتعاطي المخدرات أو قائد عسكري بالخيانة.

  3. أسـباب إسـقاطية: يُسقطُ فيها مُروّجُ الإشاعة صفاتـه السـيئة على أشخاصٍ آخرين، فالسـارق يتهم الآخرين بالسرقة، والمُرتشي يتهم زملاءه الموظفين بقبول الرشوة، والمرأة العاهِـرة تتهمُ باقي النساء بالعُهـر. وهكذا.

  4. أسـبابٌ تنبوئيـة: وهي تتحدثُ عن احتمال وقوع حدث في المستقبل، فيُهيّء الشعب لذلك.

  5. أسـبابٌ تجريبيـة: تكون الإشاعة عبارة عن بالون اختبار لدراسة ردة فعل الناس على حدثٍ يتم التحضير لهُ، فيُطرحُ اسم وزير ما، فإن رحبتْ به الجماهير، عُيّنَ بمنصبه، أما إذا ثارتْ فتسارع الدولة لنفي الخبر.

  6. حـرفُ انتبـاه: يُقصدُ منها حرف انتبـاه الناس عن حدثٍ ما، بترويج إشاعة عن أمرٍ آخر، فعندما يعترضُ الناس على ارتفـاع أسـعار المواد الغذائية، يتم التـرويج لقـدوم منخفضٍ جـوي يُعيـد البلاد للعصر الجليدي، وينسون الأسعار.

  7. لفتُ الانتبـاه: ينقلُ صاحب الإشاعة خبراً غريباً لم يُنشر على وسائل الإعلام، والمصدر خاصّ “العصفورة أخبرتني.”. أو يدّعي شخصٌ ما أنه تعرّض للاغتيال وهو يقطفُ وردة من البستان، للفت الانتباه إليه لشعوره بالنقص والدونية والإهمال.

الإشـاعات المُفيـدة:

كلّ إشاعة تضرّ بأناس وتُفيـد أناساً آخرين. فالمفيدة منها وإن كانت تستند لخبر كاذب، قد يكون المقصود منها تجنبُ خطر ما أو رفع معنويات الشعب. لكن أنبّهُ هنا لأمر هام وهو أنّ استخدام إشاعة بقصد رفع المعنويات بدون وجود أساس من الصحة فيها، له نتائج عكسية، فعندما ينشر أحدهم أن الجيش قام بتحرير منطقة ما أو حصلت في المدينة ثورة ضدّ المحتلين والنصر قريب، ثم يتأخرّ النصر أو يكون الخبر كاذباً، يؤدي لإحباط المعنويات تلك ودخول مرحلة اليأس. لهذا: “ليست كلّ إشاعة عن نصر ما، مفيدة.”

الإشـاعات البسـيطة:

هي إشاعات مؤقتـة سريعة لا تستندُ لأيّ أساس من الصحة، تُبنى على خبر مُختلق تماماً، يمكن التحقق من صحته بسهولة، كأن يقول الرجل المشياع: “حدث زلزال في المدينة كذا” أو “تزوجتْ الفنانة فلانة”، فينتقل الخبر سريعاً، ويتم تكذيبه بسرعة أيضاً. وتكون بمعظمها بسيطة التركيب يمكن للأشخاص العاديين خلقها، وهي الغالبة في الإشـاعات الإجتماعية.

الإشـاعات المركبـة:

وهي الأخطر، تستند غالبـاً على واقعة أو معلومـة بسيطة، يتمّ تضخيمهـا وحبكها بطريقة معقدة بحيث يصعب اكتشاف صحتها من قِبل العامة، تنتشر بينهم وقد تدوم فترة طويلة أو تصبـح حقيقـة علمية أو تاريخية.

الإشاعات الدائمـة /الحقيقـة/

إمّـا أن تكونَ إشاعة بسيطة؛ بُنيتْ على حدث عابر تم استغلالهُ وتضخيمهُ ليصبح ثابتاً، مثلاً: شاب يخرجُ مع فتاة مراتٍ قليلة في أماكن عامة، يراهما كارِهٌ، فتصبح القصّـة: “خرجتْ الفتاة من شقة عشيقها”، مع التكرار تتلطخُ سُمعة الفتاة لتصبحَ دائمة.

أو تكون إشاعة مُركبـة؛ بنيتْ على حدَثٍ حقيقي، فتصبـح حقيقة علمية وتاريخية ثابتة رغم أنها كاذبة، والأغرب أن يُعاقبَ مَنْ يخالفها!. فتسود بين الناس وتنحفر في ذاكرتهم بصورة يصعبُ محوها حتى إن تمّ اثبات عدم صحتها، فالجيش الإسرائيلي لا يُقهر، رغم خسارته حرب تشرين وحرب لبنان 2006، مازال كثيرون يؤمنون بهذه الشائعة. مثال آخر: “تمّ قتل 6 ملايين في المحرقة”، إشـاعة اسـتندت إلى خبر صحيح تمّ تضخيمه ومضاعفة العدد مرات، فأصبحتْ اليوم حقيقة تاريخية يتم تدريسها للطلاب، ويُعاقبُ مَنْ يُشكك بحقيقة المحرقة أو عدد الضحايا. 

أمثلة على الشـائعات البسيطة المؤقتـة

  • شائعة كوريا الشمالية ستقصف الولايات المتحدة أثناء مناورات “أولتشي فريدوم غارديان” آب 2015.

  • شائعات المعارضة السورية المسلحة تشتبك مع الحرس الجمهوري في محيط القصر الرئاسي في دمشق. 

  • شائعات حول الرئيس السوري: الرئيس السوري بشار الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر في البارجة الروسية. الرئيس السوري بشار الأسد يفرّ إلى اللاذقية، الرئيس السوري بشار الأسد يفرّ إلى روسيا. اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، 18.07.2012، 21.02.2013، ثم 12.12.2015.

  • شائعة المنخفض القطبي العملاق.

  • شائعة اللاجئين السوريين: معامل المرسيدس في ألمانيا بحاجة لخمسين ألف موظف وعامل سوري. فنزويلا تريد استقبال مائة ألف لاجئ سوري في منازل وشقق سكنية فاخرة. يحصل اللاجئ السوري في ألمانيا على راتب كبير وشقة وسيارة…

أمثلة على الشائعات الدائمة

قد تبثُ جهة ما شائعة عنها، تظهرُ في البداية أنها ضدّها لكن مع مرور الوقت تكون لصالحها، وقد تكون تمهيداً لحدث ما مشابه سيحدث قريباً. شائعاتٌ كثيرة  تمّ إثبات عدم صحتها كلياً أو جزئياً لكنها بقيت محفورةً في ذاكرة الشعوب البسيطة، وتجد مَنْ يُجادل في صحتها. أمثلة سريعة:

  • شائعة أنّ الماسونية تحكم العالم وكل زعيم هو ماسوني

  • شائعة الشعب الألماني كلّهُ نازي وعنصري يكرهُ الأجانب

  • شائعة الصحون الطائرة ومثلث برمودا

  • شائعة أنّ المقام كذا مُقدّس ويشفي من الأمراض المستعصية

  • شائعة أن حوادث 11 أيلول وردت في القرآن التوبة الآية (109)

  • شائعة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل

  • شائعة أن تناول لحم الخنزير يضعفُ إحساس الغيرة عند الرجال

  • شائعة أنّ اليزديين /الأيزيديين/ يعبدون الشيطان

  • شائعة تهويل وتضخيم خطر داعش؛ ووصف إرهابييها بالمدرَّبين جيداً القادرين على احتلال أيّة مدينة، لبث الرعب في صفوف الشعب وتقديم الأسباب لبقاء الجيوش المحتلة لأماكن تواجد داعش. 

أسـباب نجـاح الشـائعات:

تحتاج الشائعة لثلاثة شروط لنجاحها؛ المصدر ووسيلة الانتشار والمتلقـي الذي يُصدقهـا.

المصدر: أول شروط النجاح هو طريقة تركيب الإشاعة ونوعها ومصدرها، بحيث تختصّ بموضوع يهمّ الناس ويراعي ظروفهم ويتطرق لمشاعرهم وأحاسيسهم ورموزهم، ويكون الخبر غامضاً أو أحياناً متناقضاً عن قصد. فشائعة عن الرئيس الأميركي لا تهمّ الشعب السوري، بقدر شائعة عن ارتفاع سعر الكوسا.

وسيلة الانتشار: الإعلام أهم وسيلة لنشر الشائعات. فقد انحرف عن رسالته السامية وأصبح وسيلة لنشر الشائعات وتزوير الحقائق، وسلاحاً فعّالاً يُغيّر مسار الحروب ويثير الشعوب ويقلب أنظمة الحكم، وتلعب وسائل الاتصال الإجتماعية دوراً بارزاً كونها سهلة وبمتناول الجميع. فنشر بوست صغير من قِبل مراهقٍ فيسبوكي عن حدث ما يهمّ الشعب، يجعل المئات من أصحاب الصفحات يقومون بعملية كوبي باحثين عن السبق الصحفي المجاني، وخلال ساعات قليلة يكون الخبر على ألسنة الناس. كما استغل صِغـار النفوس هذه الوسائل، لتشويه سمعة الأفراد بنشر صورهم الشخصية بوضعيات لا أخلاقية بعد تعديل الصورة ببرامج خاصة.

برع الإعلام المعادي لسـوريا في بثّ الشائعات بين صفوف الشعب، بعد أن اكتسبَ نوعاً من المصداقية لسنوات. يمتلك هذا الإعلامُ قدرات هائلة مادية وأصحاب خبرة. بالمقابل نجح الإعلام السوري أحياناً في دحض الشائعات وفشل في الكثير من الحالات، لكنّه بقي مُقصّراً وعاجزاً عن مجاراة الإعلام المعادي، وأهملَ بدون سبب واضح، كشف الحقائق للشعب السّوري وتركه حائراً ولقمة سائغة بأفواه الغير، بينما بقيت الشائعات غامضةً تنطفئ لوحدها، وهو أسلوبٌ خشبي قديم عفى عليه الزمان.

مُتلقـي الشائعات: يجب أن يكون النّاس الذين سـيتلقون الشائعات جاهزين نفسياً لتصديقها، خاصة في أوقات الأزمات حيث يكون الناس قلقين أو خائفين، ويسهل خداعهم، سواء كانت هذه الشائعات تتلاءَم مع تمنياتهم وآمالهم فترفعُ روحهم المعنوية، أو تكون مخيبة لآمالهم فتحبطهم وتصيبهم باليأس.

من أهم ميزات الشعوب التي يسهلُ انتشارُ الشائعات فيها؛ البساطة والسطحية وانخفاض المستوى التعليمي والثقافي وإيمان الناس بالمعتقدات والخرافات. حبها للثرثرة والقيل والقال. البطالة وكثرة أوقات الفراغ. استخدام وسائل التواصل الإجتماعي كالفيس بوك والشعبي كالمقاهي والحانات. انتشار القلق والخوف.

انتشرت الشائعات في سـوريا خلال سـنوات الحرب بصورة مضاعفة عما قبل. تمّ بثّ القلق والرعب وتغيير آراء وأفكار وعقائد شرائح واسعة جداً من الشعب السوري.

القضـاء على الشـائعات:

يحتاج القضاء على الشائعات لتضافر جهود الأفراد في الشائعات الشخصية وانسجام الدولة مع الشعب وثقته بها، في الشائعات الكبرى. ويحتاج الأمر لإعلام قوي قادر على الإقناع، منفتح متطور غير مهمل لأحاسيس ومشاعر الشعب. كما أنّ مسؤولية الأهل والمدرسة هي التربية والأخلاق والوعي والعلم، والترفع عن نقل الكلام والإساءة للآخرين.

إنّ انتفاء شرط واحد من شروط الشائعة يقضي عليها، في الحالتين، الفردية والعامة، علينـا إن سـمعنا شـائعة ما، عمل التالي:

  • مصدر الشائعة وناقلها: هل هو موثوق، معروف، صريح؟ هل الشخص الذي نقلها لنا ذو أخلاق حميدة، قليل الكلام غير مهذار؟ هل تتمتعُ الوسيلة الإعلامية بالمصداقية؟

  • تكرار الشائعة: هل حدثت قبل؟ كم مرة توفيت المطربة صباح، وفي كل مرة كان الخبر يملأ وسائل الإعلام، والناس تصدق، لكنها عندمـا توفيت فعلاً، شككت نفس الناس بالخبر!

  • غاية الشائعة: تحليل بسيط يوصلنا لغايتها، هل الهدف نبيل؟ هل الهدف بث الرعب بين الناس؟ هل الهدف رفع سعر مادة استهلاكية ما أو زيادة شرائها؟

  • طبيعة الشائعة: هل هناك تناقض فيها؟ هل هي متناغمة الأحداث؟ أين هو مكمن الغموض فيها؟ ما هو الدليل على صحتها؟ فإن قيل مثلاً: “تشهد مدينة الرقة ثورة عارمة ضد داعش، حيث تم قتل.. وتحرير ووو..”. الخبر جميل حتى الآن، ما هو الدليل؟

  • محاربة الشائعة بنفس طريقتها: شعارها “باقية وتتمدد”، على طريقة المخرج نجدت أنزور بفيلمه “فانية وتتبدد”.

لا تعتبر الصور وحتى أفلام الفيديو دليلاً على صحة الخبر نهائياً، فهناك مئات أفلام الفيديو والصور المفبركة لأشخاص عاديين أو مشهورين وحتى رؤوساء دول، مثلاً: تعرض الفنان “هاني حسين” لتهديد عن طريق “فيس بوك”، حيث قام أحد الأشخاص بإرسال صورة له، وأخبره أنه لديه فيديو يحتوي على مشاهد جنسية له مع شخص آخر”شاذ جنسيا”، مهددًا إياه بأنه سوف يقوم بنشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي على أنه هو صاحب الفيديو. الفيديو والصور هي لشخص شبيه تماماً بالفنان هاني حسين.

الشـائعات سـلاحٌ خطيــرٌ، فتعلمـوا كيف تنزعــوه من جذوره. مركز فيريل للدراسات في برلين. FIRIL CENTER FOR STUDIES FCFS BERLIN الدكتور جميل م. شاهين ـ برلين 13.03.2016