الإنسان على أقرب مسافة من الشمس

مهمة علمية خطيرة تقوم بها المركبة الفضائية Parker Solar Probe. المركبة غادرتنا لاستكشاف الشمس والعواصف الشمسية، وسوف تقتربُ منها لمسافة هي الأقرب لمركبة فضائية حتى الآن. الاقتراب يعني خطر حقيقي لاحتمال حدوث عاصفة شمسية مفاجئة وهي على هذه المسافة. 

وكالة الفضاء الأميركية NASA أطلقت مركبتها الفضائية من قاعدة Cape Carnaveral  في فلوريدا صباح الأحد.  ستصل Parker Solar Probe إلى قرب الغلاف الجوي الخارجي للشمس، وبدقة لمسافة 6,2 مليون كم، مما يسمح للعلماء باستكشاف الشمس بشكل غير مباشر وبواسطة طريقة لم تكن ممكنة من قبل.

المركبة يحميها درع حراري يمكنها من تحمل الحرارة حتى 1370 درجة مئوية، وستمرّ في طريقها قرب كوكب الزهرة في تشرين الأول 2018، لتصلَ إلى هدفها قبل نهاية العام. وستبقى في تلك المهمة 7 أعوام تقترب وتبتعد عن الشمس وترسل المعلومات المطلوبة.

مما ستدرسهُ المركبة هو العواصف الشمسية التي تؤثر بشدة على الأرض، فعاصفة شمسية قوية ستؤدي على الأقل للتشويش على الأقمار الصناعية وقد تعطلها نهائياً، وهذا يعني انقطاع الاتصالات والنقل الفضائي وحركة الطائرات… وانقطاع التيار الكهربائي على الأرض، وتعطل المنظومات والأجهزة الأرضية التي تعمل بواسطة الأقمار الاصطناعية.

المركبة وعلى مدى السنوات التي ستمضيها ستدرس عشوائية أو انتظام هذه العواصف زمنياً، وقوتها وارتباطها بالنشاط الشمسي.

بقي أن نعرف أن حرارة سطح الشمس بين 5500 و6000 درجة وحرارة نواتها نتيجة الانفجارات النووية تصل إلى 15 مليون درجة، وتبعدُ عن الأرض 150 مليون كم. المركبة طبعاً غير مأهولة وبلغت كلفة المشروع Parker Solar Probe وصلت إلى 1,5 مليار دولار والمشروع يتم العمل فيه منذ عام 1958… مركز فيريل للدراسات.