العدوان العربي الغربي الأكثر فشلاً. 13 دولة شاركت بالعدوان. الدكتور جميل م. شاهين

من الخطأ القول أنه عدوان ثلاثي، فعدد الدول التي شاركت في العدوان على سوريا أكثر من 13 دولة: الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، إسرائيل، تركيا، قطر، السعودية، الإمارات، الأردن، قبرص، الكويت، البحرين… لكل دولة دورها. فالسعودية مثلاً؛ موّلت هذه الضربة والصواريخ انطلقت من قاعدة الظهران، والأردن فتح أجواءه للطائرات والصواريخ ومعها قاعدة الأزرق، وتركيا فتحت قاعدة أنجرليك لتنطلق منها الطائرات…

من ناحية أخرى، كافة الدول المؤيدة لهذه الضربة تعتبرُ مشاركة، ومنها اليابان وكندا وأستراليا، ودول الناتو دون استثناء بما في ذلك تركيا.

الضربة باختصار

عند الرابعة فجراً بتوقيت دمشق، استهدفت الصواريخ: من البوارج والطائرات والقواعد العسكرية للناتو، عدةَ مواقع للجيش السوري، منها مركز البحوث في برزة وموقع للحرس الجمهوري والدفاع الجوي شمال وغرب دمشق في الديماس والكسوة، ومستودعات للأسلحة قرب حمص…  

لم يتم القصف من المتوسط، بسبب مرور الصواريخ ضمن مجال الدفاعات الروسية في حميميم، بل جرى من البحر الأحمر.

حتى اللحظة لم يصلنا معلومات عن شهداء، هناك عدة جرحى بينهم مدنيون، والخسائر أقل من المتوقع بكثير.

الضربة جاءت بصواريخ توماهوك وصواريخ أرض-أرض وجو-أرض من البحر الأحمر والطائرات والقواعد. الطائرات أقلعت من قبرص وقاعدة العديد جنوب الدوحة وقاعدة أنجرليك في تركيا، إسرائيل والسعودية والأردن فتحت المجال الجوي لهذه الطائرات والصواريخ.

عدد الصواريخ التي قصفت المواقع السورية 103 صاروخاً، أسقطت الدفاعات السورية أكثر من 71 صاروخاً بالدفاعات النارية والالكترونية، وهناك معلومات وردت مركز فيريل أن حرفَ بعض الصواريخ تمّ بطريقة “التهكير” الإلكتروني.

ماذا فعلتْ روسيا لصدّ العدوان؟

من حق السوريين التساؤل أين هي روسيا؟

ما يُمكننا تأكيده من مركز فيريل أنّ الولايات المتحدة لم تُبلغ روسيا بالضربة، بل تركت الأمر للرئيس الفرنسي ماكرون، من خلال اتصال هاتفي مع الرئيس بوتين. وبالتالي (القيادة السورية كانت على علم بالضربة بشكل عام عن طريق موسكو، لهذا كانت الخسائر قليلة). في هذه الحالة لا يتم إبلاغ موسكو بالتوقيت بدقة أو بالمواقع التي سيتم ضربها. الذي وصل مركز فيريل من موسكو أنّ الرئيس الفرنسي أكد، وبناءً على تحذيراتٍ روسية، عدم استهداف مواقع سياسية أو عسكرية رئيسية، مثل قيادة الأركان أو القصر الجمهوري أو مطار المزة… إذاً الضربة كانت “حفظ ماء الوجه” حتى هذا لم يحصل…

الجيش الروسي كان يُزوّد الدفاعات السورية باحداثيات الصواريخ المعتدية، وصواريخ إس 300 ستكون خلال أسابيع تحت تصرف الجيش السوري.

الدفاعات السورية استخدمت أنظمة دفاعات روسية حديثة لحرف مسار الصواريخ، والظاهر أنه تم استخدام نظام بانيستر الروسي، خاصة الصواريخ التي استهدفت مواقع الجيش قرب مصياف وحمص، وهذا سبب جنوناً لدى بريطانيا والولايات المتحدة.

الدفاع الروسية: البوارج الفرنسية والأميركية والبريطانية لم تشارك بأي قصف من المتوسط.

تم إسقاط كافة الصواريخ الـ 8 التي أطلقتها طائرات تورنادو البريطانية، وهذا أكبر فشل لبريطانيا في تاريخها العسكري.

وزير الدفاع الأميركي James Mattis أكد أن القصف أنجز أهدافهُ، وهذا غير صحيح، وخيبة الأمل أصابت تل أبيب أكثر مما أصابت واشنطن.

التصريح الروسي بأنه لم يدخل أي من الصواريخ المجنحة، التي أطلقتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على مواقع سورية، منطقة مسؤولية الدفاعات الجوية الروسية التي تحمي القاعدتين في حميميم وطرطوس، هو كلام عام، وروسيا كانت فعلياً ضمن المعركة. فالتصدي للصواريخ التي كانت تستهدف قاعدة الضمير الهامة، كان بنسبة 100%، ولم يصل أي صاروخ للمطار. وحسب وزارة الدفاع الروسية: (الدفاعات الجوية السورية التي تصدت للهجوم الثلاثي هي منظومات إس-125 وإس-200 و”بوك” و”كفادرات”، التي صنعت في الاتحاد السوفيتي قبل أكثر من 30 سنة). القصف تم بطائرة B-1B أقلعت من قاعدة التنف، ولا يمكننا التأكد هل أقلعت من التنف أم من قاعدة الأزرق في الأردن!! وقد أكد مصدر مركز فيريل في الأردن أنّ طائرات حربية أقلعت فجر اليوم من قاعدة الأزرق (موفق السلطي).

أسقطت الدفاعات السورية بعض الصواريخ الحديثة للناتو بالشيلكا، و 2K12 Kub المصنوعة قبل 36 عاماً!! وهذه قمة الإهانة العسكرية لجيوش الناتو.

الضربة فاشلة بامتياز، فهل هي مقدمة؟

كما ذكرنا سابقاً ونشرناه البارحة عن قصف مطار الشعيرات، وكان مركز فيريل للدراسات أول من نشر عن اختفاء صواريخ ترامب في نيسان 2017، من تداعيات خيبة أمل الدول المعتدية، تصريحات من صقور الإدارة الأميركية وصلتنا من واشنطن أنّ الضربة لم تحقق أيّ شيء ملموس، ولابد من تكرارها، وهي ضمن استراتيجية مستمرة تجاه سوريا. أما الإعلام الإسرائيلي فقد ذكر أن النتيجة كانت صفراً… 

الذي يزيد احتمالات أن تكون هذه الضربة مُقدمةً لضربات تالية، هو استمرار تدفق القطع الحربية للناتو نحو شرق المتوسط، منها مجموعة مكونة من 12 سفينة وقطعة حربية أميركية، استعداداً لضربة عسكرية كبيرة جداً، بحيث تصبحُ القطع تلك، من حيث العدد والتسليح، هي الأكبر في تاريخ المنطقة.

استباحة سوريا بضربات لاحقة ستؤدي بالتأكيد لما هو أبعد من التصدي للصواريخ، فهل نحن في مناوشات تسبق حرباً كبرى وربما عالمية، تذهبُ بالبشرية؟!! الدكتور جميل م. شاهين. مركز فيريل للدراسات. 14.04.2018