“المــوت لميركـل”

  وسائل الإعلام الألمانية قالت حرفياً: “نصب مجهولون “مشنقة رمزية” بالقرب من مركز لإيواء اللاجئين في مدينة موكرن بولاية ساكسن أنهالت بشرق ألمانيا”.

الصور ومقاطع الفيديو تُكذّبُ هذه الوسائل التي تدّعي الديموقراطية، فالآلاف من الألمان أخذوا الصور التذكارية بجانب المشنقة، تماماً كما أخذ لاجئ صورة سـيلفي أمام خيام قام بإحراقها، لكن الفرق شاسع بين أصحاب الأرض وضيفٌ يُفترض به أن يكون مُحترماً.

كتبت صحيفة Kronen Zeitung واصفة اللاجئين: “إنهم قنبلة نوويـة تبحر في نهر الدانوب”. بينما قال السياسي الألماني Strache: “كيف يمكننا استقبال أمثال هؤلاء فوق أرضنا، كانوا سعداء بحرق الخيام وهي التي تأويهم.”

نعود لمشنقة ميركل؛ تقرير الشرطة الغبي يقول: “عُلّقت المشنقة على إشارة المرور يوم الأحد بسرعة، وتمّ إزالتها مباشرة. وهي حادثٌ عَرضي.” لكن التقرير نفسه يشير إلى أنها بارتفاع 3 أمتار ومصنوعة من الخشب. وماذا عن الصور لمشانق أخرى رفعها المتظاهرون في باقي المدن الألمانية؟ هي حوادثُ عَرضيـة أيضاً؟

بدأتْ إجراءات حراسة مشددة حول المسؤولين الألمان، وأولهم السيدة ميركل، هي بين نارين؛ نار بيغيـدا وما تمثلهُ، ونار اللاجئين الأصوليين الذين وضعتهم في حضونتهـا. لم تتجرأ ميركل على رفع دعوى ضد الذين علّقوا لها المشنقة لأنها تعلم أنهم ليسوا “البعض”.

قلتها قبل شهور: “ترقبـوا بيغيـدا”، اليوم بدأ اللعب عل المكشوف “لا للاجئين” مهما كانت أسباب قدومهم. لكن كثيرون لم يعتادوا على الفهم، ويظنون ابتسامة الألمان ترحيب بعبقريتهم، ويرسلون صوراً لحياتهم الفارهة في خيام اللجـوء.

الرجل الذي طعن المرشحة لمنصب محافظ مدينة “كولن” Henriette Reker  في رقبتها السبت الماضي، سلّم نفسه ولم يُغادر مكان الحادث. وقال بكل جرأة: “يجب أن أخلّص المجتمع الألماني ممن سيدمرونه.” الرجل تابع بأن السيدة ريكر نسيت الشعب الألماني العاطل عن العمل ولا تقدم له مساعدة، بينما تفرغت لاستقبال اللاجئين فقط. هو رسام 44 عاماً، عاطل عن العمل رفض مكتب المساعدة الاجتماعية دفع أي راتب له. في ألمانيا قرابة 4 مليون عاطل عن العمل، فهل ستستطيع ميركل منعهم من نصب المشانق لها كل يوم؟

السيد تيلتش رئيس وزراء ساكسن عبّر عن الوضع السياسي المضطرب في ألمانيا بالقول: “هناك تطرف عنيف في خلافاتنا السياسية.”

ألمانيـا وعبر صحيفة Die Zeit ومحطة  n-tv، أكدتا البارحة اسـتدعاء الجيش لحسم الأمـور، خاصّـة ترحيل اللاجئين باستخدام طائرات الشحن العسكرية من نوع Transall-Maschinen، والمعلومات الأولية تُشير لوضع 120 ألف لاجئ على قائمة الترحيل. الرقم كبير ويراه البعض خيالياً، لكن كل مَنْ رُفض لجوؤه أو تبين للسلطات أنّ لجوءه إقتصادي سـيُعاد لوطنه وبالقوة، بالإضافة لكل المتطرفين أو الذين يثبت أنه اسـتخدم السـلاح في مناطق النـزاع.

 

نعــم، انتهت الخديعة الألمانية وبان المـرج، المرج الأوروبي وليس الألماني فقط، وها هو مراهق في مدينة  Trollhättan السويدية يهاجم مدرسة أجانب ويقتل المدرس بالسـيف، التهمة مباشرة للقاتل أنه نـازي عاشـق لهتلـر، ولاحقاً مختل عقلياً. بالسـيف قتـل المُدرّسَ العراقي ولا أستغرب أن تكون آخر عبـارة قالها “النـازي”: “بالذبـح جئنـاكم بلا اتفاقيــة”.

“”وكما تدينـوا، تـدانــوا إن كنتـم تفهــمون.””                د.جميل م. شاهين