الواتس أب يُسقط الحكومة اللبنانية

وكأنّ لبنان بحاجة للمزيد من المصائب… هو أكثر الدول مديونية في العالم! اقتصادٌ ينكمش بين فكّ الطامعين به، وفكّ فساد حكّامهِ السابقين والحاليين الذين يشكلون عصابة مافيا لا حدود لها.

كنّا ذكرنا أنّ لبنان من بين أكثر الدول المعرّضة للإفلاس في بحث “خمس دول عربية معرضة للإفلاس. ما هي؟” شاهدوا البحث، لهذا لا يُفاجئنا ما يحدث به اليوم وغداً… الدَّين لعام 2016 كان 74,5 مليار دولار، توقعنا في مركز فيريل للدراسات أنه بنهاية العام 2018 سيرتفعُ إلى أكثر من 85 مليار دولار. اليوم تجاوز هذا الرقم، وباعتراف رسمية لبناني، بلغ 85.25 مليار دولار، بينما انكمش رصيد البنك المركزي في نيسان الماضي أكثر من 11% خلال سنة واحدة…

لبنان أمام أسوأ اقتصاد في تاريخه

بحلول عام  2022 وحسب المصارف اللبنانية سيطرق الدين العام باب 110 مليار، لكننا في مركز فيريل للدراسات نتوقع وصول لبنان لهذا الرقم قبل 2022، والأسباب كثيرة. ما هي؟

لبنان دولة يحتاج اختيار رئيس لها إلى 6 أشهر، وتشكيل حكومة إلى 140 يوماً. على الأقل

الفساد منتشر والانتاج المحلي سيء، التداول يتم بالليرة والدولار، أي أن الاقتصاد اللبناني الضعيف رهين بارتفاع أو انخفاض الدولار في السوق العالمية، وهو اقتصاد “مهزوز”.

دول الخليج قطعت مساعداتها.

سياسيو لبنان يتناحرون على الكراسي ومصالحهم المالية وتجاراتهم مع أبنائهم وأحفادهم، تاركين الاقتصاد يهوي.

النمو الاقتصادي انخفض من 1,8% لعام 2017، إلى 1,3% لعام 2018، فيصبح العجز المالي 9.7%، ونسبة الدين العام 152%.

حاول المانحون الدوليّون إنقاذ الاقتصاد بقرض 11 مليار دولار، أين ذهب القرض ولصالح مَن…؟

عبودية الاقتصاد اللبناني لصندوق النقد الدولي زادت، وإنقاذهُ بات بحاجة لمعجزة…

استقالة الحكومة اللبنانية

استقالة الحكومة اللبنانية نتوقعهُ في مركز فيريل للدراسات في أية لحظة وهو إجراء، إن حصل، سيزيد الطين بلّة، وستدخل لبنانَ في فراغ سياسي طويل… طويل الأمد.

إنّه “اتفاق الطائف” الطائفي بجدارة، الذي قسّم المناصب حسب الطوائف، فالمنصب الفلاني مُخصص للطائفة الفلانية… من هو أكثر “النافذين” والأغنياء و “وزعيم المافيا” في هذه الطائفة؟ إنه فلان… إذاً؛ فلنضعهُ في هذا المنصب… فلان هذا لا يفقه شيئاً في واجباته الجديدة. غير مهم، سيتعلّم… صاحبنا يتعلّم على حساب المواطن اللبناني الذي يُعاني من البطالة والفقر، فيزداد فقرهُ وتتعاظم ثروة الزعيم فلان…

اقتراح رفع ضريبة الواتس أب كان الشرارة التي أشعلت البلد من أقصاه إلى أقصاه، إنّهُ المواطن اللبناني المسحوق، الذي لو استطاع زعماء المافيا الحاكمين في لبنان قطع الهواء عنهُ، لما ترددوا… الشارع يغلي ويغلي. والحكومة تراجعت عن رفع الضريبة، فهل حُلّت الأمور؟… ماذا عن موازنة 2020 والإجراءات التقشفية المقترحة؟ إن صمتَ الشارع اللبناني واستطاعوا خداعهُ، فهو لا يستحقُّ أفضل من هذه الحكومة.

الشعبُ اللبناني لن يسكت، فالأمور وصلت لنقطة اللاعودة. قيود الطائفية والمذهبية والسياسية، كُسِرت، وهذا ما يُرعب زعماء مافيات لبنان… المتظاهرون أعلنوها “ثورة” والربيع الثاني يطرق أبواب الدول العربية الواحدة تلوَ الأخرى، والمسئول الأول هو فساد كافة الحكومات العربية بشكل وقح…

القطاعات العامة والخاصة والدوائر والشركات والمحلات والمدارس والجامعات، مُعظمها أغلق، ليزيد من متاعب هذا البلد. الطرقات مقطوعة من أوتسترادات إلى الطرق الفرعية، وقد يصل المتظاهرون إلى مطار بيروت الدولي ويدخلون مبنى الحكومة… الأمر يتجه نحو العصيان المدني… بل دخل الصعيان المدني حيّزَ التنفيذ فعلياً.

العصيان المدني سيُدخل لبنان في نفق مظلم، إن قامت السلطات بكسره، سيسقط قتلى… إن صمتت، سيزداد الأمر سوءاً. ننصحُ الجيش اللبناني والأمن الداخلي بالوقوف مع الشعب… عسى أن يقبلوا النصيحة. ونتمنى الخير للبنان؛ البلد والشعب فقط… مركز فيريل للدراسات. Dr. Jameel M. Shaheen Firil Center For Studies Berlin

لن نضع توقعاتنا للبنان كثيراً، لكن الأمور تسير نحو المجهول… رحيل سعد الحريري لن يكفي، فزعماء مافيات الحكم سيأتون بآخر من نفس الثوب، وتتكرر المأساة بإبرة مُخدر. لبنان بحاجة لـ “نفضة” قوية ترمي كافة الأمراء مع أبنائهم وحاشيتهم… هل ستحدث هذه النفضة أم ستسيطر الفوضى المطلوبة إسرائيلياً وأميركياً…؟