بالدليل: الرسول الكريم محمد (ص)، كردي!

عدد القراءات 189403 بالدليل: الرسول الكريم محمد (ص)، كردي. مركز فيريل للدراسات

عندما قرأتُ كتبَ التاريخ اليهودي، منذ يعقوب وأبنائه الإثني عشر حتى يومنا هذا، وجدتُ تزويراً للتاريخ والحقائق، لكن هذا التزوير كان بطريقة ذكية تُقنعُ البسطاءَ. أمّا عندما قرأتُ كُتب تاريخ الأكراد، وجدتُ أنهم تجاوزوا اليهود كذباً وتزويراً، لكن بطريقة غبية لا تُقنعُ نفسَ البسطاء…

عشرات الكتب سواء بلغةٍ عربية ركيكة مليئة بالأخطاء، أو بلغات أجنبية. تاريخ مزوّر بطريقة وقحة، وكذب مفضوح. 

مثلاً: في كتاب (أمة في شقاق) للكاتب جوناثان راندل المنشور 1997 عن دار النهار، يقول في الصفحة 34: (إن سكان جبال كردستان كانوا رواد الزراعة منذ اثني عشر ألف سنة قبل الميلاد، واستخدموا الأدوات النحاسية لأول مرة في التاريخ في الألف السابع قبل الميلاد في منطقة ديار بكر بكردستان تركيا)!! هل تخيلتم التاريخ 12 ألف سنة قبل الميلاد واستخدم تعبير جبال كردستان!! .




بتتبعنا لسياسة الدول العربية، وجدنا أنّ دول الخليج تريد تقسيم العراق وسوريا، وهذا أمر ليس بجديد بالنسبة لحكام الخليج، لكن أن تُشارك الحكومة المصرية بهذا الأمر، هنا الجديد.

ظهرت في الآونة الأخيرة على فضائيات برامج نعتبرها ترفيهية، تمّ فيها ذكر كردستان لأول مرة، وهذا ذِكرٌ مقصود طبعاً. لكن حتى فضائيات (المقاومة أو الحليفة) صارت تستخدم هذه الكلمة، وتُجري استفتاءً يُشارك فيه الجميع بدون وعي، بينما صارت تقول فضائيات القاهرة: (فنانون مصريون من أصل كُردي).

إنّ قيام فيدرالية أو مستوطنة كردية هي تراكم لأخطاء لا تُغتفر قامت بها الحكومات العربية كافة، بما في ذلك الحكومة السورية والعراقية

إذا كان من حقّ الأكراد، أصحابُ اللا تاريخ واللا حضارة، إقامة دولة، فالحق الأول للآشوريين والسريان والفينيقيين أصحاب الحضارة والتاريخ، بإقامة دول. وهكذا تتم شرذمة الدول إلى كانتونات.

عشرات الكتب ومئات المقالات “الكاذبة” والبرامج والمقابلات، التي تبرعت بنشرها وبثها دول عربية وأجنبية، أحست فجأة بمأساة “الأكراد”، في الخليج ولبنان ومصر وأوروبا، تزوير وكذبٌ لا حدود له.

نستعرضُ هنا بعجالة نماذج الخداع التي جعلت الشعب الكردي “البسيط” يُصدّقُ أنه حفيد “الأمة الكردية الماجدة”. لا يمكنُ لوم البسطاء من الأكراد لأنهم خدعوا كما يُخدعُ غيرهم من الشعوب برواياتٍ عن تاريخ مجيد…

كتاب “الكرد أمة الإبادات الجماعية”

كتابٌ من تأليف الباحثة الفنلندية كرستينا كويفنن، ترجمة حسين ملا محمود، وهو كردي، يقعُ الكتاب من 240 صفحة من القطع المتوسط، مكوّنٌ من ثمانية عشر فصلاً. صادر عن… مركز القاهرة للدراسات الكردية، الجيزة. أيار 2017، أي في عهد عبد الفتاح السيسي وليس في عهد الإخوان المسلمين!!

الترجمة للعربية ركيكة، مع صياغة “درامية” تُظهرُ الأكراد كشعب مظلوم تعرّض على مدى التاريخ للإبادة، على يد السلاطين والحكام. يروي وجهة نظر الكاتبة الفنلندية القاصرة والتي استقتها من روايات لأشخاص عايشتهم شمال العراق!! دون أية معلومات تاريخية حقيقية صحيحة، ودون أن تذكر أنّ الأكراد أنفسهم قاموا بإبادة الأرمن والسريان والآشوريين.  

سطحية الكتاب ومؤلفته يبدو جلياً في اعتمادها على إبادة الأكراد نتيجة معاهدة لوزان 1923 حتى عهد صدام حسين، ولم تسمع هذه الكاتبة “الجاهلة” بمذابح سيفو التي جرت أثناء الحرب العالمية الأولى، في سهل أورميا قامت بها عشائر كردية بتحريض من العثمانيين، وراح ضحيتها 500 ألف آشوري وسرياني وكلداني، ولم يُخبرها أحدٌ عن مجازر ارتكبها الأكراد بحق الأرمن وراح ضحيتها مليون ونصف أرمني!!

أن تسمحَ السلطات المصرية بنشر هكذا كتاب مليء بالأكاذيب وفي عهد السيسي “القومي” فهذا يضعُ السياسة المصرية التابعة للسعودية وواشنطن، محل شكّ كبير…

اللغة الكردية لغة الملائكة

نعم… هكذا يقولون وتنشر لهم وسائل إعلام تدّعي الحيادية، تقول الكاتبة بولات جان في كتابها 2005، شاهد الصورة:

(تعد اللغة الكردية من أعرق اللغات و أقدمها في المنطقة وهي لغة أصلية وإحدى فروع اللغات الهندوأوروبية الآرية. وقريبة من اللغات الافغانية والفارسية.!!).

ثم تتابع الكاتبة “المثقفة“: (الأبجدية المسمارية: أدخل الميديين (الميديّون) أبجدية مسمارية مؤلفة من ست وثلاثون (ثلاثين) (36) حرفًا إلى البلاد الإيرانية واللغة الفارسية القديمة. وكانوا قد أخذوها بدورهم من الأورارتيين. أضاف الميديين ست حروف أخرى إلى هذه الأبجدية المسمارية حيث أصبح عدد الحروف أربعين (42)… وأيضاً:

(بعد أن عاين المستشرق الأرمني البارز اوربيللييوسف ايكاروفيج 1927، اللغة الكردية، انبهر بها وأوصى باستخدامها، وبُشر “بوشر” بطبع الكتب المدرسية بهذه الابجدية الإبداعية…!!).

كتاب أمة الكرد بين ظلم أعدائها وجهل أصدقائها

كتابٌ آخر صدر عام 2007، لكاتب كردي يدعى مصطفى المختار، بعنوان “أمة الكرد بين ظلم أعدائها وجهل أصدقائها”، وهو من حزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني الذي تأسس عام 1993. هو كتيب وليس كتاب، يقعُ في 155 صفحة، اللغة العربية ركيكة، لكنه بطباعة أنيقة ومحتوى يُدغدغُ أحلام السذج من الأكراد بدرجة مضحكة، مليء بالأكاذيب التي تتحدث عن تاريخ كردي يجعلهم أسياد العالم حضارة واكتشافات وتطوراً.

ورد في الكتاب:

(الأكراد أعرق شعوب المنطقة، وإليه “إليهم” تعود الحضارات وأسماء المدن والأنهار والجبال والعظماء…)!!.

في الصفحة 47 يقول الكاتب: (بسقوط نينوى عام 612 ق.م واندحار الامبراطورية الآشورية على يد الماذيين القادمين من بلاد فارس…). هنا يقفز فجأة إلى (في معركة جالديران 1514م التي أدت الى انقسام بلاد الكرد بين الامبراطوريتين التركية والفارسية). السؤال: ماذا جرى بين عامي 612 ق.م. وعام 1514م.؟ هل قامت أية دولة أو حضارة كردية كي يقول الكاتبُ المُلهم أن بلاد الكرد تم تقسيمها؟

معركة جالديران: جرت المعركة بين العثمانيين بقيادة السلطان سليم ياوز الأول، وقوات الدولة الصفوية بقيادة إسماعيل الأول.

كلّ الأسماء والأماكن والاختراعات والأبطال و… الأنبياء، أكراد!!

طبعاً قمنا بتصحيح الأخطاء النحوية فيما سنعرضهُ من الكتاب، حيث تتم مخاطبة المؤنث بصيغة المذكر… فيقول (اتجه سفينة نوح)!! إليكم الكذب الوقح والذي يؤمن به الملايين من الأكراد حول العالم، حسب قول كتب تاريخ الأكراد ومنها الكتاب هذا:

(إنّ أسماء دجلة والفرات أسماء كردية، وهما يجريان في بلاد الأكراد… إنّ مدينة الموصل في تاريخها القديم والحديث كانت جزءاً من كردستان، وعلى الأغلب كانت تابعة لولاية ديار بكر أو الجزيرة، إلى أن قطع الانكليز في عام 1922 مدينة الموصل وما جاورها، وألحقها بالدولة العراقية قسراً).  (إن اسم نمرود اسم كردي…).

كما يعشقون مسعود البرزاني وهو زعيم عصابة مافيا، كذلك تحدّث الكاتب عن الإرهابي السفاح فاميرك بدرخان الذي جمع الأكراد من تركيا وإيران بين عامي  1843و 1846 للجهاد ضد الآشوريين!! فقتل 52 ألفاً، واستولى على أرضيهم وسبى نساءهم تماماً كداعش… هذا المجرم أسماه (الحاكم العادل) الذي أعطى المسيحيين الحريات الدينية بممارسة شعائرهم!! الصفحة 70.

ندخلُ الآن في الدين والكتب السماوية، وهنا يبدو الأمرُ مضحكاً: الصفحة 24 (جاء في التوراة أن الله خلق جنته ما بين نهري دجلة والفرات، وإن هذين النهرين لحد الآن موجودين في كردستان، وبداية الخلق البشري في الدنيا يرجع بدايته على ارض كردستان وما حولها)!!! هل قرأتم كذباً كهذا؟ انتظروا. 

الصفحة 25 الكتابة النحوية تركناها غير مُصححة هنا:

(هي بيت نوح تم حفظهم من قبل الله. وبعد انتهاء الطوفان الكبير اتجه سفينة نوح نحو كردستان واستقر على جبل ارارات والذي يقع اليوم وسط كردستان).

التسميات:

اعتمد الكاتب الفذ على تقطيع كل اسم بما يتناسب مع اللغة الكردية، الصفحة 54:

(نهر الفرات والأصح ” نهر فره هات ” أي النهر الواسع باللغة الكردية… ونهر دجلة وتسميته الصحيحة ” ده جلة ” أي عشرة فروع وكلا النهرين ينبعان من ارض كردستان منذ فجر التاريخ).

أمّا الكذبة الكبرى والتي تناقشتُ بها مع إمام كردي هنا في برلين، ومع أعضاء ورئيس رابطة كردية في ألمانيا يقول عن نفسه “مثقف” تاريخياً، وكانوا جميعهم مقتنعين بها و… يُجادلون… الكذبة الكبرى هي:

مدينة أور تقع في شمال العراق وهي كردية!!، وكلّ من جاء منها هو كردي… كلام الإمام والمثقفين الأكراد لم يأتِ من فراغ، تمّ التلقين في الكتب والفضائيات: في الصفحة 53 ورد:

(…أن ابراهيم الخليل كردياً ورسول المسلمين محمد كردياً وليس عربياً…)!! لهذا فنسل إبراهيم كلهُ كردي، إذاً:

كافة الأنبياء أكراد بما في ذلك موسى واسماعيل، فاليهود أكراد، والعرب أكراد!!

لا تسخروا من هذا الأمر، هذه هي نفس الطريقة التي يتم اتباعها في الكثير من الكتب التاريخية، عندما يقول “مؤرخون” مشهورون في كتبهم “الكاذبة”:

العرب الآشوريون، العرب السريان، العرب الكنعانيون… هم ينسبون كلّ شيء للعرب… نفس التزوير ونفس الكذب…

من الطرائف التي يقتنعُ بها أيضاً هؤلاء حول التسميات بتقطيع الكلمة، اسم أميركا كردي، هو مكوّن من مقطعين أم… ريكا، وتعني بالكردية “الطريق”. إذاً ترامب كردي وربما هذه هي الحقيقة الوحيدة الصحيحة.

أخيراً، ننصحُ بعدم تقطيع الأسماء ونسبها للغة الكردية، كما ورد في الصفحة 44 من كتاب (أمة الكرد): (…إن لفظة كورد موجودة في كثير من الاسماء المحلية فالآراميون كانوا يدعون هذه ـ كتبت “هزه” المنطقة (بيث كوردو) أما الأرمن فيسمونها (كوردوخ) والعرب يدعونها (بكوردا)…).

طبعاً هذا غير صحيح، فالآراميون والآشوريون يسمون الكردي (قورذايا)، و(قورذايى) للجمع، مع كون الذال دال في لهجة الآشوريين.

بقي أن ننصح بتغيير اسم كورد أو كُرد أو قورذايا، ففي العربية الفصحى:

الكَرْدُ: الطَّرْدُ . كَرَدَهُمْ يَكْردُهُم كَرْداً: ساقَهم وطرَدَهِم ودفَعهم. المكرُود: المطرود.

أمّا في الآرامية أم اللغات: قوردايا، هي النسبة للقرود أو بائعها أو صاحبها، وقد أطلقها الآراميون على بعض التتار الذين جلبوا معهم من إقليم البنجاب قروداً أثناء غزوهم لبلاد الرافدين. مركز فيريل للدراسات. 14.10.2017