هل كان حادث الطائرة الإثيوبية مدبراً؟

هل كان حادث الطائرة الإثيوبية مدبراً؟ Firil Center For Studies FCFS

الطائرات هي أكثر وسائل المواصلات أماناً رغم الحوادث التي نسمعُ بها. والمعدل العام هو رحلة مميتة لكل 45 مليون رحلة!. أي 0,003% لكل 100 مليون مسافر، هل تخيلتم الاحتمال؟ بينما السير على الأقدام هو الأكثر خطورة؛ فهناك 3 أشخاص يلقون حتفهم لكل 200 ألف شخص.

حادثة طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية من طراز “بوينغ 737-800 MAX” رقم الرحلة ET- AVJ والتي تحطمت يوم الأحد 10 آذار قرب مدينة دبرزيت وعلى متنها 149 راكباً من 33 جنسية عالمية، وطاقم مؤلف من ثمانية أفراد، لم ينج أحد منهم. هذه الحادثة أخذت حيّزاً إعلامياً كبيراً تمّ استغلاله لضرب شركة بوينغ الأميركية، خاصة هذا النوع من الطائرات التي تعرضت لعدة حوادث سابقة، وقد نجحوا… لكن هل هذا هو سبب السقوط؟

اتهامٌ مصري للموساد الإسرائيلي!

المحامي المصري عمرو عبد السلام، تقدّم  بمذكرة إلى النائب العام المصري نبيل صادق، يطالبه بمتابعة تحقيقات الطائرة الإثيوبية المنكوبة. السبب؟

حسب المحامي استناداً لبيانات المسافرين على متن الطائرة؛ قال: هناك ستة علماء مصريين بين الضحايا! هؤلاء كانوا يتوجهون بمهمة رسمية نحو كينيا.

سبق وأصدرت السفارة الأمريكية في أديس أبابا بياناً قبل الحادثة بيومين فقط، حذّرت فيه رعاياها بشدة في إثيوبيا، ونصحتهم بعدم التوجه إلى مطار بولي الدولي أو السفر بالطائرات يوم الأحد 10 آذار!

أصابع الاتهام توجهت حسب المحامي المصري إلى الموساد الإسرائيلي، مذكراً باغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى عام 1952 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، والعالم جمال حمدان عام 1993، وعالم الذرة المصري سمير نجيب والعالم الدكتور مصطفى مشرفة، والعالم يحيى المشد…

من الأسماء التي وردت في سجل المسافرين الذين قضوا في حادثة الطائرة: العالم المصري المتخصص في مجال علم تصنيف الحشرات، رئيس قسم تصنيف الحشرات بمعهد بحوث وقاية الزراعة أشرف التركي. والباحثان في مركز بحوث الصحراء، شعبة الانتاج الحيواني، المهندسة دعاء عاطف عبد السلام، والمهندس عبدالحميد فراج مجلي نوفل، المصريون كانوا بمهمة رسمية في مجال التحسين الوراثي للإنتاج الحيواني والنباتي.

نظرية المؤامرة أم حقيقة؟

يبقى كلام المحامي المصري افتراضي ومجرد اتهام لا دليل له، لكننا ببحثنا على الضحايا وجدنا في مركز فيريل للدراسات ورود اسم “حسن السيوطي”… فمن هو؟

حسن السيوطي أستاذ وباحث في الفيزياء النووية بكلية العلوم بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بالمغرب! ومواطنه بن أحمد شيهب مدير التنمية المستدامة في وزارة الطاقة والمعادن المغربية.

كما وجدنا ورود أسماء 19 موظفاً من الأمم المتحدة كانوا بمهمة لدراسة أسباب الهجرة من إفريقيا والحد منها، وبرنامج الغذاء العالمي لمساعدة إفريقيا. السفير النيجيري السابق أبيدون أولوريمي. عضو البرلمان السلوفاكي أنتون هرنكو وزوجته وابنه…

الإيطالي باولو ديتشي مؤسس اللجنة الدولية لتنمية الشعوب، ومواطنهُ سيباستيانو توسا من وزارة الثقافة الإيطالية. البروفيسور بيوس أديسانمي مدير معهد الدراسات الإفريقية بجامعة كارلتون بكندا.

الملاحظ أنّ معظم الضحايا كانوا يعملون في مجال التنمية البشرية والزراعة والتربية الحيوانية لمساعدة إفريقيا!

ورد خبر أنّ بين الضحايا إسرائيليان وهذا ما أعلنت عنهُ شركة الخطوط الجوية الاثيوبية “اثيوبيان ايرلاينز بعد قليل من تحطم الطائرة… فتشنا عن الأسماء ولم نعثر عليهما… حتى نتنياهو صرّح عقب الحادثة بأنه: “يتم حالياً فحص ما إذا كان مواطنون إسرائيليون على متن الطائرة المنكوبة”!.

الشركة أوردت:

بين الضحايا: 32 كينياً و18 كندياً و9 إثيوبيين و8 إيطاليين و8 صينيين و8 أمريكيين و7 بريطانيين و7 فرنسيين و6 مصريين و5 هولنديين و5 ألمان و4 هنود و4 سلوفاكيين و3 نمساويين و3 سويديين و3 روس ومغربيان وإسبانيان وبولنديان و… إسرائيليان.

الطائرة عمرها 4 أشهر فقط! تحطمت بعد إقلاعها بستة دقائق وهذا ما جرى مع طائرة تابعة لشركة طيران “ليون إير” الإندونيسية التي تحطمت بعد إقلاعها ب 13 دقيقة في تشرين الأول الماضي في بحر جافا.

المعلومات الأولية تفيدُ بأنّسرعة انطلاق الطائرة عمودياً لم تكن ثابتة بعد الإقلاع، وقد طلب الطيار قائد الطائرة الكابتن يارد غيتاتشو، صاحب السجل الجيد برصيد 8 آلاف ساعة طيران، طلبَ العودة للمطار بسبب عطل في النظام الآلي لمنع توقف محركات الطائرة، وهذا يسبب انخفاض مقدمة الطائرة ثم سقوطها، وهو ما حدث أيضاً للطائرة الأندونيسية.

رغم ذلك، دول كثيرة لم توقف رحلات هذا النوع من الطائرات ومنها الولايات المتحدة! في محاولة منها لمنع انهيار الشركة التي خسرت 27 مليار دولار بهيوط أسهمها منذ الحادثة.

حسب رأي مركز فيريل للدراسات؛ إنّ قيام جهاز مخابرات ما بما في ذلك “الموساد” بإسقاط طائرة ركاب، أمرٌ يحدثُ دائماً. لكن ليس لقتل عالم ما أو شخصية هامة. فالتجارب تثبت أنّ اغتيال هذا الشخص أكثر سهولة على الأرض. للموساد وغيره أذرعٌ طويلة داخل الدول بما في ذلك مصر، ويمكنهُ تكليف إرهابي بتفجير سيارة الشخص المقصود أو إطلاق النار عليه أثناء خروجه من منزله أو من عمله، وهذا ما قامت به المخابرات الإسرائيلية مراتٍ عديدة. فلماذا تغامر إسرائيل بفتح تحقيق واسع من 33 دولة كان مواطنوها على متن الطائرة؟!

ما يدعونا للشك بكون الحادثة متعمدة، أمر واحد فقط، هو وجود مَن لا يريد للقارة الإفريقية التطور والتنمية والتخلص من مشاكل الفقر والأمراض والهجرة، وركاب الطائرة بمعظمهم كانوا ذاهبون لهذا الغرض الإنساني. رغم أنّ الترجيحات هي خطأ في النظام الآلي للطائرة.

بجميع الأحوال؛ الحقيقة الكاملة لن يتمّ الكشفُ عنها مهما كانت أسباب السقوط، والحادثة كغيرها سيتم ضياعها ما بين اتهامات وفرضيات وخطأ فني أو بشري… والضحايا كغيرهم من البشر يُذكرون فترة ثم يطويهم النسيان. مركز فيريل للدراسات. 13.03.2019