برلين: الحشد العسكري التركي هو استعداد للحرب في إدلب!

 الرياح في إدلب تجري بما لا تشتهي أنقرة،هكذا كان عنوان ملفت في الإعلام الألماني اليوم الإثنين. فالحل السلمي ليس في الأفق، وتركيا لم تستسلم، بل على العكس عززت وجودها العسكري في سوريا وزودت الإرهابيين بأسلحة “خطيرة”، فإلى أين تتجه الأمور؟

الحشد العسكري التركي استعداد للحرب

فيديوهات أظهرت قوافل عسكرية تعبر من لواء اسكندرون المحتل، عبر باب الهوى وتتجه شرقا وجنوبا. حسب ما علمه مركز فيريل فكواليس برلين تتحدث عن 350 إلى 400 شاحنة، تحمل دبابات، مدرعات، مدافع، راجمات صواريخ و … صواريخ مضادة للطائرات.

على الحدود التركية السورية أيضا، حشدت أنقرة آلاف الجنود والآليات العسكرية. تركيا تدّعي أنّ الهدف هو دعم مراكز المراقبة الـ 12 التابعة للجيش التركي في إدلب، ولكن، وحسب مصادر ألمانية أيضا، تلك المراكز باتت أقرب لقواعد عسكرية مجهزة بأنظمة الدفاع الجوي الحديثة!.

منذ فشل قمة طهران التي ضمت تركيا وروسيا وإيران، ضاعفت أنقرة قواتها في إدلب، والأرقام الحديثة تتحدث عن 3500 جندي تركي فوق الأراضي السورية. فهل سيخاطر الجيش التركي بمواجهة الجيش السوري وبالتالي مع روسيا؟ أم أن الأتراك يهوّلون لحفظ ماء وجههم؟

وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو صرح عدة مرات أنّ الهدف “منع الهجمات الإرهابية وتدفق الإرهابيين نحو بلاده” ويقصد جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة والذي يسيطر على 60% على الأقل من محافظة إدلب.




الخطة التركية فاشلة

فشلت أنقرة مرات في دمج الإرهابيين ضمن جيش أسمته الجيش الوطني السوري منذ 2017، مما جعلها تقاتل بجيشها مع المرتزقة ضد أكراد عفرين. هذا الدمج كان محاولة تركية لسحب الذريعة من روسيا لمهاجمة إدلب، حيث أن موسكو تريد بغطاء دولي محاربة القاعدة “جبهة النصرة” الإرهابية، فلو استطاعت تركيا دمج حتى النصرة في الجيش الوطني هذا، لباتت محافظة إدلب بكاملها لا تضم ​​سوى معارضة معتدلة… وبالتالي ستكون هناك عملية سياسية تماثل ما جرى في الغوطة ودرعا.

خطة تركيا فشلت، وسياستها في سوريا بأكملها هي الآن على المحك، فإذا تم الهجوم على إدلب وتحريرها، ستفقد أنقرة قوتها المتمثلة بالجيش الوطني،وبالتالي تخسر آخر ورقة بيدها، وستخسر عفرين التي احتلتها. فماذا عي فاعلة؟

القادم على إدلب




أمام أنقرة ومعها الناتو طبعاً، إما المخاطرة بالتصدي للجيش السوري ومعه روسيا وإيران، أو أن تستمر بتزويد الإرهابيين بسخاء بالأسلحة والذخائر. وحسب رويتر نقلا عن أحد زعماء المنظمات الإرهابية التابعة لتركيا:

“نتلقى دعماً كاملا من الجيش التركي، يؤهلنا لخوض حرب استنزاف طويلة بدون نفاد الإمدادات.” الأمر واضح إذاً، تركيا تُخطط لحرب استنزاف بمرتزقة تمدهم بالسلاح ومن ورائها الناتو.

الناتو سيكافئ أردوغان إن اصطدم مع الجيش السوري والروسي. لا يُخفي سياسيو ألمانيا ومعهم الغرب من تحريضهم لتركيا كي تصطدم مع الجيش السوري على الأقل، حتى الإعلام بات متأكدٌ من حرب تركية سورية من أجل “حاملي أغصان الزيتون” في إدلب!!.

استقبال أردوغان في أواخر الشهر الحالي في ألمانيا يعني مكافأة له وورقة تفاوض بعد أن حُشر في الزاوية اقتصاديا وسياسيا. حتى الإعلام الألماني قال:

“هل سيضحي أردوغان بمئات الملايين من الدولارات التي دعم بها المسلحين في سوريا هكذا ببساطة؟!”. يضيف:

“بعد سبع سنوات من دعم أنقرة لمشروع الإطاحة بالرئيس الأسد وتشكيل حكومة معارضة واحدة تلبي طموحاتها، لا هي استطاعت الإطاحة بالأسد، ولا تمكنت من تشكيل معارضة موحدة. يبدو أن طموحات تركيا انحصرت عن كامل سوريا إلى جزء منها حالياً…”

الغرب لأردوغان: “حارب الجيش السوري في إدلب وسوف نرضى عنك”.

كما تحدثنا منذ أيام؛ الهدنة في إدلب تعني تزويد الإرهابيين بالمزيد من الأسلحة الحديثة وتقوية مواقفهم، وهو ما قالته برلين حرفيا: “أنقرة تصر بشدة على هدنة طويلة، فقط كي تستطيع إنقاذ ميليشياتها في إدلب وتزويدهم بالعتاد، والمحافظة عليهم تابعين لها عندما تضطر للانسحاب من الأراضي السورية”.

اجتماع هام سيعقد الجمعة في إستنبول مع ممثلي روسيا وفرنسا وألمانيا حول موضوع إدلب، بمشاركة January Hecker المستشار السياسي لأنجيلا ميركل..

الاجتماع الأهم هو اليوم بين الرئيس بوتين وأردوغان في سوتشي، لبحث موضوع إدلب تحديداً.

على الأرض؛ وحسب معارضين سوريين في إدلب ننقل حرفياً:

“سيأتي الهجوم. المدينة محاطة بقوات الجيش السوري، الذين ينتظرون فقط أوامر بالهجوم. لن توقفهم تركيا أيضا… أنقرة لا تستطيع أن تفعل أي شيء لروسيا في النهاية…”. مركز فيريل للدراسات 17.09.2018