تحريضٌ بريطاني: روسيا قادرة على تدمير الولايات المتحدة في 3 دقائق! الدكتور جميل م. شاهين. حربُ المتنورين الجزء الثاني. 27 تشرين الأول 2016

عدد القراءات 709817 تاريخ النشر 27.10.2016 تحريضٌ بريطاني: روسيا قادرة على تدمير الولايات المتحدة في 3 دقائق! الدكتور جميل م. شاهين. 

حربُ المتنورين. الجزء الثاني

بوتين قادر على احتلال أوروبا خلال 24 ساعة. د. جميل م. شاهين. حرب “المتنورين” الجزء الأول

ما أن تهدأ الأخبار عن اقتراب نشوب حرب عالمية ثالثة، حتى تعود لتحتل صدر الصفحات. فإن كفّت وسائل الإعلام الغربية مؤقتاً عن نشرها، نشرت وسائل الإعلام الشرقية هكذا أخبار، وكأن المقصود “تهيئة البشرية لهكذا حدث خطير”!.



بعد ظهور الشيطان SS-18 للعلن، نشرت صحيفة Sun خبراً صاعقاً: “الأسلحة النووية الروسية قادرة على تدمير كافة السواحل الشرقية للولايات المتحدة خلال 3 دقائق.!”. تابعت الصحيفة: “عند نشوب حرب عالمية ثالثة، بإمكان الصواريخ الروسية من نوع SS-18، محو ثلاثة أرباع ولاية نيويورك لآلاف السنين. خمسة أو ستة رؤوس نووية من  R-36M2 “Voivod” ، كما يسميه الناتو، كافية لعمل ذلك.”.

هذا ما أكده الدكتور بول كريغ روبرتس في حديثه عن الشيطان Satan، من خلال أبحاث أجراها، مضيفاً أنّ قوة هذا الصاروخ تعادل 2000 مرة قوة قنبلة هيروشيما، حيث سيدخل الخدمة عام 2018، لهذا يجب أن يتم اتخاذ اجراءات حاسمة قبل وضع هكذا سلاح خطير بيد الجيش الروسي.

ما هي هذه الإجراءات الحاسمة؟

مع قوة الردع النووية الروسية “القاصمة”، انقصمت مشاريع واشنطن حول “الضربة العالمية الفورية”، وهي استراتيجية الجيش الامريكي في حالة وقوع تهديد دولي خطير يهدد أمن الولايات المتحدة، القيام بضربة نووية فورية رادعة، بصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وإصابة أي هدف في العالم خلال ساعة واحدة. واشتركت صحيفة “دايلي ميل” البريطانية وصحيفة ديلي ميرور، في التهويل وقالتا: “تنوي روسيا اختبار صاروخ جديد قادر على تدمير بلاد بأسرها في ثوان معدودة!.”.  

هستيريا حلف شمال الاطلسي من الشيطان، ومن مرأى حاملة الطائرات “الاميرال كوزنيتسوف” التي تزودت بالوقود في موانئ اسبانيا، فقامت الدنيا ولم تقعد على مدريد؛ كيف تزوّد حاملة طائرات معادية تقصف المدنيين في حلب!؟. سرب من الطائرات الحربية البريطانية لم تهدأ وهي تراقب الأميرال يعبر قناة المانش، ترافقه سفن بحرية حربية، أولها “بطرس الأكبر” المُرعب، مما أثار غضب “سيدة البحار” كما تُسمي نفسها بريطانيا، وبخطأ “غير مقصود” سقط صاروخ من طائرة تورنادو على مقربة من السفينة الروسية…

كل هذا الضجيج الإعلامي المرافق لتحرك دولة واحدة، بقوة بحرية لا تعادل 30% من القوة البحرية لحلف الناتو في الشرق الأوسط، ورغم ذلك يقف الناتو على رؤوس أصابعه!

الولايات المتحدة تبحث عن نصر ولو كان شكلياً قبل 8 تشرين الثاني، يوم الانتخابات، تمهيداً لفوز مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون. وحتى استلام كلينتون السلطة في أوائل 2017، إن نجحت وهذا مُرجّح، سيتم إشعال كافة الجبهات في سوريا، والتركيز على حلب وبعدها الرقة، وتحريك الجنوب السوري، بعد تزويد المسلحين بمضادات طيران تسقط حتى الطائرات المدنية، ولابأس مع إعادة الملف الكيميائي وذرف الدموع على المدنيين الذين يسقطون بفعل الهجمات الجوية الروسية ـ السورية المشتركة.

الأمل معقود على هيلاري هذه أن تشن ضربة نووية فورية ضدّ روسيا، أكثر من ترامب الذي أبدى ليونة تجاه موسكو، فتاريخ كلينتون الأسود المليء بالفضائح “المغسولة”، وعلامات بداية الخرف والنسيان، لن يمنعها من أن تنسى الشيفرة النووية، فتضغط على الزر الأحمر.



ما نراه في مركز فيريل للدراسات أنّ المتنورين لن ينتظروا كثيراً حتى يروا روسيا تستحوذ على كل شيء في الشرق الأوسط، ولن يتركوا بوتين يتمدد بين طهران ودمشق والقاهرة وما حولها، المطلوب ليس فقط ايقافه، بل يجب التخلّص منه ومن روسيا كاملة… إنّه تحريضٌ بريطاني خبيث للوحش الأميركي، الوحش الأميركي ابن العرش البريطاني، ولسان حالهم يقول: “التخلّص من بوتين؛ بات ضرورة مُلحة… للمتنورين…”. لابد أن يفعلوا شيئاً أو ينصبوا فخاً ما لبوتين ولروسيا. الكاتب: الدكتور جميل م. شاهين 27.10.2016 مدير مركز فيريل للدراسات ـ برلين.