تحريـرُ تدمـر انتصــارٌ لتحالف الأسـد ـ بوتيـن على تحالف أوبامـا ـ محـور الإرهـاب. د. جميل م. شاهين

تحـرير تدمر هـو أهـم انتصار منذ خمس سـنوات، ضمن سلسلة انتصارات هامّة أخرى للجيش السوري وحلفائه كتحرير ريف اللاذقية، وانتصارات في درعا وحلب والحسكة والقلمـون. هذا ما أكدتـهُ الصحافة العالمية في تعاطيها مع الخبـر. قالتهُ وسائل إعلام الغرب بامتعاض لكنها اعترفت بقوة الجيش السوري، أما ما قالته المعارضة السورية ووسائل إعلام “ضُبـَـاحِ” الخليج، فلا قيمـة لهُ.

لا قيمة لصوت ضُبَاح “الجقل” أمام زئير أسـود سـوريا، فقد أثبتَ الجيش السوري بأفرادهِ وضباطه وقيادته أنه يتبعُ استرتيجية عسكرية معقدة وصحيحة ومفاجئة، قلبتْ كافة التوقعات والتنبوءات التي حفلت بها شاشات الفضائيات الصديقة قبل المعادية، فهذا المحلل الصديق يتوقع الهجوم على جسر الشغور خلال أيام، وذلك يقول أن الهجوم على حلب بات قاب قوسين أو أدنى، وآخر معادٍ يرسمُ خططاً كيف ستنقض مجموعات قطعان الإرهابيين على ساحة الأمويين، بينما الجيش في طريقهِ نحو تدمـر ليحررهـا ويُجبر العدو قبل الصديق على الإعتراف بجبروته.

الإعتراف بجبروت الجيش السوري لا مفر منه، وبدون شكّ، كان لحلفـاء سوريا دور هام ومباشر في ثبات وانتصار الجيش السوري، ولو كان لديهم شكّ بانتصاره لما غامروا، لهذا وقفت روسيا وإيران وحزب الله موقفاً مسانداً وداعماً، وشكلوا حلفاً علنياً وغير علني، مقابل حلف الإرهـاب المتمثل بقيادة الولايات المتحدة وتوابعها؛ تركيا والسعودية وقطر والإمارات، ومن ورائهم تأتي الدول الأوروبية وإسرائيل وجارتنـا الأردن.

جارتنـا الأردن أول المنسحبين من هـذا الحلف الإرهـابي، وعلى لسان مليكها الذي بدأ يكيل لتركيـا اتهاماتٍ مثبتة بدعم الإرهاب الداعشي. الانسحاب يتوالى وشروخ تصدع  جدران التحالف المعادي لسوريا بدأت تظهر، لكنهم لم يستسلموا بعد كون الأوامر لم تأتِ بعد من واشنطن.

واشنطن وافقت مُكرهة على تقاسم العالم مع موسكو، شرط الإبقاء على نقاط ساخنة في عدة مناطق من العالم، أهمها سوريا، لكن الواقع يقول أنّ موسكو تجنحُ نحو إطفاء الموقد بالقوة، بغضّ النظر عن امتعاض واشنطن وحلفائها من قيام الجيش السوري بتحرير مدينة جديدة. ما يرشحهُ “العباقرة المحللون” كخطوة لاحقة للجيش، هو الرقة، لكن لا أحد يعلم ما الذي يخطط له القادة، فهل سيكون لهم كلام آخر في حلب أو دير الزور أو الرقة؟

الرّقـة بمندييها رهينة لعصابات الدواعش الذين يستخدمونهم كدروع، والمشاعر الإنسانية الدفاقة لدى منافقي حقوق الإنسان تُطالبُ الجيش السوري بعدم التدخل لمنع مجازر قد تحدث بسبب الهجوم على الرقة، والهدف الإنساني الحقيقي هو تأخير وعرقلة تحرير محافظة الرقة كاملة والوصول للحدود التركية، والذي يعني القضاء على المشروع الانفصالي الاعتباطي الذي يحلمُ به البُغـاثُ في الشمال.

في الشمال والجنوب والشرق والغرب، سيفُ الحق ماضٍ ومعهُ السوخوي ماضٍ، وتحالف الأسد ـ بوتين، كما أسمتهُ صحافة الغرب يزداد قـوةً، وانسحاب الجيش الروسي وتخلي موسكو عن دمشق، والذي صُدِمَ به أو هلل لهُ كثيرون، هو مسلسلٌ تركي والذي يحدثُ دليل على الانسحاب! قلتها سابقاً “روسيا جاءت لتنتصر” ومَنْ لديه شك، فلينتظر. http://goo.gl/Od1Wh5

تحية لرجال الله على أرض القداســة؛ ســوريا

الكاتب د. جميل م. شاهين 30.03.2016