تدويل عفرين، خطة فرنسية أميركية مُضادة

ذكرنا قبل يومين ومع بداية العدوان التركي على عفرين، الاحتمالات التي يمكن أن تتطور من خلالها الأحداث في الشمال السوري. الغرب لا يمكن أن يستسلم دون تحقيق غاياته، فلكي لا تأتي النتائج لصالح سوريا، علمنا في مركز فيريل من نيويورك أنّ خطة فرنسية أميركية مشتركة، لتدويل قضية عفرين يتم التنسيق فيها مع زعامات كردية في الشمال السوري، فهل ستمرُّ الخطة عبر مجلس الأمن الليلة؟

لا تراجع عن التقسيم لدى الأحزاب الكردية

فإلى أين سيصلون بأحلامهم؟

مع دخول العمليات العسكرية التركية يومها الثالث، ورغم أنّ النتائج حتى الآن تدل على أنّ الجيش التركي ومعه المرتزقة من المعارضة السورية المسلحة، سيكتسحون عفرين وما بعد… عفرين، فإنّ الأحزاب الكردية دون استثناء ماضيةٌ في عنادها وأحلامها الانفصالية!!

يستغربُ كثيرٌ من المتحمسين من موقف موسكو ودمشق!! لكن بعيداً عن الحماس الفيّاض، هذا تصريحٌ لحزبٍ كردي شيوعي، دعم موسكو الطويل له لا يستطيعُ أحد نكرانه، هو حزب العمال الكردستاني PKK الأقرب تاريخياً لروسيا، اللجنة التنفيذية لحزب PKK وفي بيان كتابي أصدرته حول الأوضاع في عفرين، جاء فيه حرفياً:

(ابتدأ الجيش التركي الفاشي منذ مساء 20 كانون الثاني، بشن هجمات بالطائرات الحربية وعن طريق البر على مقاطعة عفرين في غرب كردستان). غرب كردستان!!

 

يتابعُ البيان: (… المكان الأكثر سلاماً وأمناً في سوريا وروج آفا طوال السنوات الخمس الماضية، كان يتعايش الكرد والعرب والتركمان على أساس الإدارة الذاتية الديمقراطية بتآخي…) طبعاً ليس هناك سريان أو آشوريين!! والتعايش الديموقراطي يأتي من الإدارة الذاتية، وروج آفا باتت مألوفة!! طبعاً البيان يحوي على إشاراتٍ تقسيم واضحة مثل: (إن هجمات الفاشية التركية والإبادة والاحتلال موجهة ضد عموم شعب غرب كردستان… شعبنا في أجزاء كردستان الأربعة وخارجها!!)… يمكنكم مراجعتهُ.

كيف يمكن أن تقبلَ سوريا مساعدة مَن يسعى لتقسيمها وسرقة أراضيها؟ وكيف ستساعدُ موسكو الأحزاب الكردية المتلونة، التي تتذبذبُ في انتمائها وتتنقل من حضن لآخر؟ والأسوأ أنّ هذه الأحزاب جاءت بالعدو الأميركي وأعطته قواعد ستشكل خطراً على الأمن القومي الروسي؟

فشل الوساطة الروسية، والأحزاب الكردية هي المسؤول الأول عن قتل المدنيين ودمار عفرين وما… بعدها

باعتراف زعماء الأكراد؛ رفضوا مقترحاً روسياً بتسليم عفرين للجيش السوري ورفع العلم السوري، وحسب ما علمهُ مركز فيريل: (موسكو ستكون الضامن الرئيسي لعدم حدوث أية عملية تركية ضد المسلحين الأكراد… بل ستحميهم وستزيد من تواجد الجيش الروسي في المنطقة…). الأحزاب الكردية، وحسب ما وردنا هنا في برلين: (اعتمدت على تطمينات أميركية فرنسية ألمانية) بأنها ستتدخل في الوقت المناسب، الوقت المناسب هو الآن في مجلس الأمن… ليس المهم كم مدني يموت، المهم أن يبقى الزعماء الأكراد على أحلامهم…

الخطة الفرنسية من مركز فيريل

يجتمع مجلس الأمن الآن الإثنين، بطلب من فرنسا لبحث التطورات في سوريا، بما فيها العملية العسكرية التركية في عفرين، ولتقييم المخاطر الإنسانية العالية!! وكان وزير خارجية فرنسا قد ذكرَ أنّ الاجتماع سيتناول أيضاً الوضع في مناطق إدلب والغوطة الشرقية… هنا يظهرُ الغباء الفرنسي، والذي سيسبب معارضة روسية دون شك.

حسب ما ورد الآن لمركز فيريل من نيويورك: (القرار بصيغتهِ الحالية سيواجه فيتـــو روســـي).

ينصّ المشروع بخطوطه العريضة على التالي (فيريل): تشكيل قوة عسكرية دولية، تابعة للأمم المتحدة، تفصل بين الطرفين في منطقة عفرين، بحيث تصبح المنطقة تحت إشراف مجلس الأمن والأمم المتحدة مباشرة، أي “تدويل قضية عفرين” لتصبحَ نقطة البدء لباقي المناطق التي يحتلها الأكراد في الشمال السوري!! والهدف “الإنساني” لفرنسا هو حماية المدنيين طبعاً.

هذا ما يُعوّلُ عليهِ الآن زعماء الأكراد، ويرفضون أية وساطة روسية لدخول الجيش السوري، فهل سينجحون؟

من الطبيعي ألا توافق روسيا أو سوريا على ذلك، كذلك تركيا إلا في حالة تجريد الأكراد من السلاح، وإحاطتها بمنطقة عازلة من الإرهابيين التابعين لأنقرة مباشرة، هنا سيكون الغدر التركي المعروف… لكن أردوغان ماضٍ في حملته ضد الأكراد ولن يتوقفَ كما ذكرنا إلا في حالة غرقهِ في المستنقع أكثر.

هي خطة بديلة للخروج من الفخ الذي حدثناكم عنهُ، وتبدو واشنطن تتخفى وراء فرنسا، وتنسحبُ نحو الشمال الشرقي السوري أكثر، تاركة الأمر مؤقتاً لفرنسا، كي تجعل أوروبا شريكة لها في عملية التقسيم و… الفوضى في الشرق الأوسط. مركز فيريل للدراسات 22.01.2017