جون كيري للمعارضة السورية: “إن تدخلنا عسكرياً، سيتم القضاء عليكم جميعاً”.

على مدى 40 دقيقة من المناقشات التي جرت بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وأقطاب من المعارضة السورية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أصاب حديث كيري المعارضة بالإحباط عندما أكد عدم قدرته على إنهاء الأزمة السورية بالطرق العسكرية، محاولاً تبرير ذلك باستخدام تعابير يائسة. اللقاء جرى بعد أيام من انهيار وقف إطلاق النار، ورفض روسيا الصريح التوقف عن قصف المعارضة المسلحة في حلب.

السيد كيري قال: “ليس لدينا مبرر قانوني دولي لمهاجمة الجيش السوري، لأنه لم يهاجمنا، هذا هو القانون الأميركي، بينما تملك روسيا كامل الشرعية الدولية بتدخلها، كون الحكومة السورية هي التي دعتها للتدخل.”

ولمح كيري إلى الانشقاق داخل الإدارة الأميركية، وتباين الآراء حول التدخل العسكري المباشر من عدمه، وأكد أنه هو شخصياً مع التدخل المباشر ضد الجيش السوري. لكن الرئيس أوباما والكونغرس ضد هذا الرأي.

وعندما سألته معارضة سورية تدعى  Marcell Shehwaro: “كم يجب أن يسقط قتلى كي تتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر؟” هنا كان الرد من كيري طويلاً وصادماً حيث قال: “إن زيادة تسليح المعارضة في سوريا أو انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب، سيؤدي إلى نتائج عكسية، فلا ترفعوا سقف المراهنات.”

وتابع كيري: “توسيع نطاق التدخل الأمريكي في سوريا، سوف يدفع بالدول الأخرى نحو القيام بخطوات مشابهة. فتبذل روسيا جهوداً أكبر، وكذلك إيران وحزب الله وجبهة النصرة، وتضخ السعودية أموالاً أكثر كذلك تشارك تركيا بقوة، إن حصل هذا سيتم القضاء عليكم جميعاً.”

ولدى سؤاله عن الحل كانت الصدمة الثانية: “الحل يكمن في قبول المعارضة السورية خوض انتخابات يشارك فيها الرئيس السوري بشار الأسد”.

وقد سرب مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية طلب عدم نشر اسمه، عن لسان السيد كيري: “تتبلور الآن خطة أميركية تقضي بأن تنخرط المعارضة السورية في انتخابات نزيهة، تؤدي لفوزها في الانتخابات الرئاسية وخسارة الرئيس السوري بشار الأسد لهذه الانتخابات، ولو بعد خمس سنوات…”. هذا هو الخيار الحالي للإدارة الأميركية.

لمركز فيريل للدراسات عن نيويورك تايمز. 01.09.2016