حـربُ المنـاخ تسْـتعر فوق حميميــم د. جميل م. شاهين

سـبقَ ونشرتُ سـلسلة مقالات حول حرب المنـاخ بين واشـنطن وموسـكو، بعنوان “هـَارب بين موسـكو وواشنطن” على الموقع www.firil.net يمكنكم العودة إليها، جاءت هذه المقالات عقب العاصفـة الرملية التي ضربت سـوريا في أيلول 2015.

من خـلال متابعتي للطقـس وسير المنخفضـات في منطقتنـا، لفتّ الانتبـاه إلى إضطراب المنخفضات وصعوبة التنبؤ بها خاصة هذا الشتاء، هذا الإضطراب كان “مُفتعـلاً” أحياناً وبأيدٍ بشرية وتكنولوجيا عالية الدقة…

خـلال الأيـام العشـرة الفائـتة، تنبـأ خبراء بالطقس عن قـدوم منخفض “القـرن”، لم يكونـوا مخطئيـن. لكنّ المنخفض جـاء خجولاً ضعيفـاً لسبب ما…

اليـوم وقبـل العاصفـة الثلجيـة الكبيـرة التي يترقبهـا الجميـع، والتي أكـدّت عليهـا كافـة مراكز الرصـد الجوّي في العـالم، أؤكد أنّه منخفض مضطرب غير مستقر، تتغيّر قيم الضغط فيه كلّ 18 ساعة.

حسب ما ورد من شمال شرق فلسطين المحتلة، فقد قامت عدة طائرات برش غاز الكيمتريل في فلسطين وشوهدت السحب الناتجـة عن ذلك من شمال الأردن والجولان، بينما بالمقابل وفي منطقة أخرى من العالم، شوهدت حلقات مغناطيسية في سماء بريطانيا تدلُ على استخدام تقنية هـارب لرفع قيم الضغط الجوي هناك، ولترتفع معها الحرارة، للتخلص من منخفض عملاق يصل الضغط فيه إلى 950 ملبار، أي أنه ضعف قوة زينــة التي أثرت علينا السنة الماضية.

نجح الذي استخدم هارب اليوم في دفع هذا المنخفض نحو الشمال، وفي رفع الحرارة غرب أوروبا، فالتوقعات المؤكدة والتحذيرات التي نشرتها مراكز الأرصاد الألمانية البارحة تقول؛ أنّ درجة الحرارة ستكون الليلة في برلين 21 درجة تحت الصفر، وستجتاح أوروبا عاصفة ثلجية كبيرة غداً، لكن هذا المساء ارتفعت الحرارة فجأة لتسجّل 6 درجات تحت الصفر، وتحوّلت العاصفة الثلجية إلى أمطار ممزوجة بالثلوج، وكلّـهُ طبيعي!

عندما يتـم دفع المنخفض الجوي نحو الشمال، ليحلّ محلّه مرتفع جوي يسيطر على أوروبا، سيسمح ذلك بتسرب تيار هواء قطبي عبر غرب روســيا إلى منطقة الشرق الأوسط، يزيد من قوّة أي منخفض قد يؤثر علينا، وهذا هو القصد؛ التخلص من منخفضات كارثية وتحويلها نحو منطقتنا.

سيسارع أحدهم للسؤال: ماذا عن الكيان الصهيوني؟

تل أبيب لديها تقنية هَـارب بمشاركة أمريكية وهي قادرة على حماية نفسها وهذا ما بدأت تتحضر لهُ وفعلتهُ، أما باقي الدول في المنطقة، فلتذهب إلى الجحيم لأنها حتى الآن لم تسـمع إلا بتقنيـة “بول البعير”.

حدثتكم قبل يومين عن التوقعات الأوروبية يوم 19.01.2016 لمنطقتنا وأكررها: يوم الإثنين القادم تتساقط الثلوج فوق اللاذقية تحديداً، لكن لماذا اللاذقيـة؟ وأضافت هذه التوقعات أن ثلوجاً كثيفة ستسقط يوم الثلاثاء فوق الجنوب إبتداءً من دمشق حتى الأردن، واليوم أصبحت الحرارة المتوقعة لدمشق ليلة 25 و 26 هي 9 درجات تحت الصفر مع ثلوج.

عام 2009 قال عمدة موسـكو يوري لوجكوف: “لماذا لا نحافظ على الثلـج خارج حدود مدينتنا؟”. منذ ذلك الحين لم تشهد موسـكو درجـات حرارة متدنيـة كالتي كانت تشهدها من قبل، وتمّ طرد الغيوم المثلجـة خـارج دائـرة موسـكو، فانخفضت كمية الثـلوج بأكثر من 30%. هل ما قالهُ لوجكوف مجـرد تمنيـات عربانيــة؟!

خلاصة الكلام، حتى هذه اللحظة؛ المنخفض الذي سـيبدأ تأثيـرهُ الليلة على السـاحل السوري، ازدادت قوتـهُ وأصبح ثلجيـاً ويعـادل قـوة العاصفـة زينــة، وسيستمر هذا الوضع عشـرة أيام، هذا هو التوقـع، بل الذي شُـغِلَ عليه في الغَــرب، أيّ تغييـر في هذا المنخفض يؤدي لإضعافــهِ والتخفيف من شـدة برودتـهِ، يعني أنّ الشَــرق تدخّــل… أكرر؛ الشـرق تدخّــل…

فلنراقب… د.جميل م. شاهين 22.01.2016