حلف الأخوان الصهاينة؛ أنقرة، القاهرة، الرياض، وتل أبيب د. جميل م. شاهين

 

ما حافظت عليه مصـر بدمـاء شهدائها خـلال ثلاثة حروب طاحنة مـع إسرائيل، قدّمهُ الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظامهُ للسعودية على طبق من فضّـة، هما جزيرتا تيران وصنافير التي عجز آل سعود عن حمايتهما بوجه الصهاينة، فطلبوا من الرئيس جمال عبد الناصر القيـام بالمهمة، فأنزل بهما قواتٍ من الجيش المصري دافعت عنهما ببسالة. اليوم أعيدتْ الجزيرتـان الاسترتيجيتان القاحلتـان لآل سـعود ضمن صفقـة اقتصاديـــة وسـياسـية كبيـرة، تتجاوز المليارات وتتجاوز معهـا الجسـر الذي سـيربط بلاد النيـل بشبه الجزيرة العربيــة، إلى جـسر يربــط بين أنقـرة، الريـاض، القاهــرة و… تــل أبيب.

تـل أبيب ستنقذ العواصـم الثلاث بزعمائهـا، وهي طوق النجـاة لهـم، وكمـا اشـترت ذمَـة السادات، بـاعَ عبد الفتّـاح السيسي الجزيرتين بنفس الطريقة، مخالفاً الدستور المصري الذي كان هـو مَـنْ وقّعَ عليه، ولم يكن الثمن كيس أرز يحصل عليه المواطن المصـري، بل الهدف أبعـد وأبعـد.

أبعـد وأبعـد، السيسي ليـس إلا نسـخةً عن العيـاط، الفارق هـو أنّ العياط أخونجـي تقليـدي، بينمـا السيسي أخونجي جديد تحدثتُ عن صفات هذا الأخونجي الجديد في مقالة: http://goo.gl/KMQchb . ربما يختلفُ مع أيردوغـان على بعض السياسات لكنهما متفقـان على المبادئ، ولن أستغربَ أن يحضر قمة أنقرة أو تكون مصـر من المشاركين الأوائل في هذه القمة. ولعل المصريين يترحمون الآن على الرئيس الأقل سـوءاً والأقل خنوعـاً؛ حسني مبارك، الذي رفض بيع الجزيرتين وكان نـداً قوياً لآل سـعود على الأقل في العلـن.

في العلـن وبعـد يومين تنعقـدُ القمة الإسـلامية الثالثـة عشرة في أنقرة، ومهمـة ملك آل سعود هو التقريب بين القاهـرة وأنقرة، وخلق حلف إسـلامي في وجـه إيـران المُنتصـرة، لقاءَ مهمـة هذا الملك سـيُملأ صدر “دشداشـته” بالأوسـمة، و “خُرجـهُ” بشـهادات الدكتـوراه مع أو بدون فخرية، عسى أن ترتفعَ مكانة السعودية التي تمرمغت بأوحال اليمن وداستها أقدام رجال الله في سـوريا.

في سـوريا، سـتظهرُ نتـائج هذه القمـة الصهيوإسـلامية، حيث سـيتمّ، وكمـا عودنـا زعمـاء العالـم الإسلامي “الفطاحـل”، دعـم الشعب الفلسـطيني، وقبـول إسرائيل كعضـو “خفـي” في هذا المؤتمـر، وقبلهـا سـيكون سَـفير تـل أبيب يسرح بقطعـان مملكـة الرمـال في الرياض، بينمـا تتوجهُ خبائثهـم نحـو تحريك الوضع في دومـا، حلب، إدلب، ودرعــا…

الكاتب: د. جميل م. شاهين ـ برلين 12.04.2016