حقيقة العاصفة الشمسية القادمة. الدكتور جميل م. شاهين

Als uns vor einigen Tagen die erste Anfrage erreichte, mit einem Link auf den Artikel über einen drohenden „Doppelstrahl Sonnensturm“, fanden wir es noch ganz amüsant, denn von einem Doppelstrahl Sonnensturm haben wir noch nie gehört. Der Artikel an sich ließt sich wie ein typischer Bild-Artikel, voll mit Panikmache und nur darauf gezielt Klicks zu erzielen.

كلّ فترة ينتشرُ خبرٌ “أكشن” يشغل الناس مُسبباً البلبلة والقلق، ويشغلهم عن حدث هام يجري أو سيجري، وهو ما يريدهُ ناشروهُ الأصليون. خاصة وأنّ كبريات وسائل الإعلام العربية والعالمية باتت مرتعاً لهكذا أخبار، تستندُ لجزء حقيقي من الخبر والباقي كاذب أو يحملُ احتمالاً ضئيلاً جداً، مرفقاً بحرق “قد”…

بعد خبر اصطدام كويكب بالأرض يسيطرُ الآن خبر “عاصفة شمسية هائلة قد تغرق كوكب الأرض في ظلام دامس لمدة 6 أيام”. لاحظوا استخدام حرف قد هنا! هذا العنوان وفحوى الخبر تمّ نسخه حرفياً على صدر وسائل إعلام كبيرة شاهدوا الصور.

وترجمة ما ورد في البداية: (تلقينا قبل بضعة أيام السؤال الأول، مع وجود رابط لمقال حول تهديد بـ “عاصفة شمسية مزدوجة الإشعاع”، وجدناها مسلية للغاية، لأننا لم نسمع قط عن عاصفة شمسية مزدوجة النفاثة “الإشعاع”. تقرأ المقالة في حد ذاتها وكأنها مقال من البيلد “صحيفة مليئة بالأخبار الكاذبة”، مليء بالتخويف ويهدف فقط إلى تحقيق زيادة في عدد النقرات…). التاريخ 31.08.2019. مركز معلومات Sonnen-Sturm العواصف الشمسية، ألمانيا.

ما هي العاصفة الشمسية؟

ببساطة؛ هي ظاهرة طبيعية دائمة تسبب ما يُعرفُ بـ Geomagnetic storm العاصفة الجيومغناطيسية. تحدثُ بشكل كبير كلّ 11 عاماً تقريباً وهي دورة “التوهج” النشاط الشمسي، فترسلُ العاصفة الشمسية مليارات الأطنان من جسيمات ذات طاقة عالية جداً ولملايين من الكيلومترات في الفضاء على شكل سحب، تصطدم بالأجسام أو الكواكب التي تصادفها ومنها الأرض. اصطدام الجسيمات تلك بالمجال المغناطيسي المحيط بالكرة الأرضية يُحدث العاصفة الجيومغناطيسية تلك. النتائج تتبع كمية الجسيمات المصطدمة، وتتراوح بين تأثير بسيط لا نشعر به سوى بظهور الشفق القطبي، ليصلَ إلى اضطراب في المجال المغناطيسي فيحدث تشويشٌ أو انقطاع تام في الأنظمة الالكترونية الانترنت والاتصالات والإشارات الملاحية للطائرات والأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء…  في حالات نادرة؛ تسبب اشتعال الحرائق، وهذا حدث عام 1859 في كندا والولايات المتحدة وشمال أوروبا. حوادث أخرى حدثت مثلاً في عام 1994 تسببت عاصفة شمسية بتعطيل الأقمار الصناعية وتوقف البث التلفزيوني والإذاعي في مناطق عديدة من العالم. التعطيل يتم اصلاحهُ خلال ساعات، والأضرار تتحملها الدول العظمى وقد تصل إلى مئات المليارات وهذه إحدى صور العدالة…

الكذب في الخبر عن العاصفة الشمسية

نعود للخبر الكاذب حتى لو صدق يقول الخبر حرفياً: (بعد مراقبة الأحداث الأخيرة على سطح الشمس، قدم العلماء استنتاجات مخيبة للآمال، حيث من الممكن أن تغرق الأرض بظلام دامس لمدة ستة أيام بسبب “عاصفة شمسية” هائلة. فمتى يحين الموعد؟. تحدث هذه الظاهرة مرة واحدة كل 250 سنة، وستكون فى شهر ديسمبر من هذا العام. ويمكن أن تحجب 90% من أشعة الشمس عن كوكب الأرض، وسيكون سبب العاصفة المغناطيسية”، إطلاق البلازما من البقعة “AR2192″  بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن سكان مختلف البلدان من رؤية الشفق القطبي، ومواجهة أطول ليل. كما يمكن أن تتسبب هذه الحادثة بمشاكل في الاتصال وانقطاع الشبكة. وبحسب العلماء فإنّ هذه العاصفة التي ستمتد الى 6 ايام، توجب على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الإمتناع عن بذل أي جهد بدني مفرط. هل غرقت الأرض في الظلام سابقاً؟ رئيس وكالة ناسا يناشد الجميع بالتزام الهدوء، حيث إن هذه الفترة مزعجة جداً للبشرية!!”.)… إلخ…

هل تعلمون أنّ هذا الخبر مأخوذ جزء منه عن خبر نُشرَ بتاريخ 18.10.2014؟!! والذي نشره كما في الصورة بالألمانية لم يتحدث سوى عن نشاط شمسي في البقعة AR2192… ثم قام بإضافات “أكشن”… أيّ علماء، أية وكالة فضاء قالت هذا؟ ناسا… لا يوجد أيّ خبر على موقعها ولا في جدول تواريخ الأحداث المتوقعة.

علماء ناسا، وكما نشرنا في مركز فيريل للدراسات عن توقعات شتاء 2019 ـ 2020، تحدثوا عن زيادة عدد البقع الشمسية الداكنة “الأبرد” أي ضعف النشاط الشمسي وليس العكس.

عام 2012 انتشرت ذاتُ الأخبار وفي صحف كبرى أجنبية وعربية: (تقرير خطير يتحدّثُ عن قرب حدوث تعتيم في جميع أنحاء العالم بسبب مرور الأرض خلال “حزام الفوتون” في كانون الأول 2012)… ولم يحدث شيء.

عام 2014، وهو ما ورد قبل قليل بحرفيته.

عام 2015، ازدادت المبالغة بشكل كبير ومضحك، وصدقها مئات الملايين حول العالم: (سيواجهُ كوكب الأرض 15 يوماً من الظلام التام لم يحدث منذ أكثر من مليون سنة، بين يومي 15 و29 تشرين الثاني، نتيجة لاقتران كوكبي المشتري والزهرة!!). اقتران الزهرة والمشتري، طبعاً لم يحدث شيء.

ختاماً

دورة النشاط الشمسي كانت في ذروتها بين 2011 و 2012، والذروة القادمة ستكون بشكل تقريبي عام 2023. لحدوث عاصفة شمسية قوية يجب أن يكون محور وصولها مقابلاً للأرض تماماً كي تكون أكثر فاعلية، والشمس تطلق دائماً هذه العواصف، والحياة مستمرةٌ عليها منذ ملايين السنين، وقضية الظلام إن حدثت فهي أبسط الأمور، فحياة الشعوب مظلمة أساساً… كذبتم ولو صدقتم. الدكتور جميل م. شاهين. 04.10.2019.