خريف وشتاء 2022. توقعات مركز فيريل للدراسات. فيديو

صيفٌ حارّ جديد ودرجات حرارة قياسية تُضاف إلى رصيد الأرض، مما يُزيد من صعوبة تعافي المناخ وعودته للاستقرار دون كوارث تزداد سنوياً. ماذا جرى وما هي توقعاتنا للشتاء القادم؟ إلى التفاصيل. Firil Center For Studies FCFS Berlin
شاهدوا الفيديو المختصر في نهاية الصفحة.

الإغلاق لم يحل المشكلة


رغمَ تراجع انبعاث الغازات الدفيئة نتيجة الإغلاق بسبب وباء كورونا، إلا أنّ عودة النشاطات البشرية خلال شهور قليلة أعاد الكرّة وبقوة أكبر، لتُسجل الدائرة القطبية الشمالية درجات حرارة أعلى من صيف 2020. كلّنا شاهدنا ماذا حدث في كندا وصولاً إلى جزيرة غرينلاند وسيبيريا داخل خط الدائرة القطبية، حيث كانت درجة الثلاثين مئوية تُسجل يومياً مع اشتعال الحرائق ضمن الغابات.
وكالة المناخ الأميركية: كان شهر تموز 2021 هو الشهر الأكثر دفئاً في جميع أنحاء العالم منذ بدء القياسات. متوسط ​​درجة الحرارة فوق مناطق اليابسة والمحيطات 0.93 درجة مئوية فوق المعدل، وكان 15,8 درجة مئوية، وهذا يعني أنّه تجاوز أشد السنوات حرارة وكانت 2016 و2019 و2020
وفقًا لهيئة المناخ في الاتحاد الأوروبي EU-Klimabehörde كان شهر تموز 2021 ثاني أشد الشهور حرارة في أوروبا منذ بدء القياسات عام 1880.
US-Klimabehörde NOAA

Rick Spinradالرئيس التنفيذي للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي
(يُعتبر شهر تموز أكثر الشهور حرارةً، لكنّ تموز 2021 كسر الأرقام القياسية المسجلة منذ عام 1880. هذا المسار المُقلق يؤكد أننا أمام تغيير كبير في المناخ)

Copernicus-Klimawandeldienst كوبرنيكوس

هيئة المناخ الأوروبية: (تموز كان ثاني أكثر الشهور دفئاً على الإطلاق. عندما سيطرت موجة حرارة عنيفة غرب روسيا، سجّل تموز 2021 ثالث الشهور حرارة بعد عامي 2016 و2019. لكن بالمجمل كانت شهور الصيف؛ حزيران وتموز وآب الأكثر حرارة على الإطلاق. بمتوسط حرارة قارب درجة مئوية فوق المتوسط مقارنة بالسنوات منذ 1991 حتى 2020).


حرائق الغابات في سيبيريا هي الأخطر


كغيرها من السنوات السابقة، اشتعلت حرائق الغابات حول العالم، وكما نشرنا قبل عامين في مركز فيريل حول حرائق سوريا ولبنان، البشر هم السبب بحدوث 96% من حرائق الغابات حول العالم

حرائق صيف 2021 شملت اليونان وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا ولبنان وروسيا وتركيا والولايات المتحدة وكندا والبرازيل والجزائر وتونس وغيرها. الجديد أنها اخترقت الدائرة القطبية الشمالية لتشعل غابات سيبيريا وشمال كندا، أي وصلت إلى الأراضي المتجمدة بشكل دائم فأذابت التربة العميقة… ماذا يعني هذا؟
مساحة ما احترق من الغابات حول العالم اقترب من 350 ألف كم مربع، وهو رقم مخيف.

البرفسور الألماني Nikolaus Froitzheim جامعة بون (اكتشفنا الصيف الماضي انبعاث غاز الميثان شمال سيبيريا وبكميات كبيرة. الخطورة الأكبر أنّ استمرار ارتفاع الحرارة والقضاء على الغطاء النباتي مع انبعاث غاز الميتان وأكسيد الكربون في الغلاف الجوي، سيُفاقم أزمة المناخ ويزيد من الكوارث. لهذا استعدوا للأسوأ مناخياً). راجعوا المقالة التي نشرناها في آب 2021.

ثلاثة حقائق لابد من توضيحها قبل التوقعات

أولاً: التوقعات البعيدة لا يمكن أن تكون دقيقة، ونعتمدُ في مركز فيريل للدراسات على خرائط ونماذج الطقس العالمية والأوروبية تحديداً، وقد أصابت توقعات الأعوام الماضية بنسبة قاربت 70%.

ثانياً: قدوم منخفضات قطبية ودرجات حرارة دون الصفر لا تعني إطلاقاً عصراً جليداً. من المبكر كثيراً الحديث عن أيّ عصر جليدي بينما حرارة الأرض ترتفع!

ثالثاً: احذروا الشائعات والأخبار الكاذبة عن أعاصير وثلوج، والتي تنتشرُ كل عام مع بداية فصل الشتاء. مثلاً؛ لا يمكن لأكثر مراكز الأرصاد الجوية تطوراً أن تتوقعَ حدوث عواصف ثلجية أو فيضانات بمناطق مُحدّدة قبل أسابيع. وما حدث صيف هذا العام في غربي ألمانيا يشهد. استقوا أخباركم عن حالة الطقس من المصادر الاختصاصية والرسمية فقط

توقعات مركز فيريل لخريف 2021 وشتاء 2022

مرّ شتاء 2021 على سوريا والشرق الأوسط بدرجات حرارة معتدلة وكميات أمطار متفاوتة، معظمها دون المعدل، بينما كانت الثلوج قليلة بشكل ملحوظ
على العكس تماماً؛ كان شتاء أوروبا بارداً ثلجياً، واقتربت الحرارة من المعدل العام، أي كان شتاءً طبيعياً أو شبه طبيعي وليس بداية عصر جليدي كما يحلو للهواة تسميته.

تُشير التوقعات إلى خريف وشتاء غير نموذجي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. شتاءٌ مُبكر في أوروبا والنصف الشرقي من آسيا وصولاً إلى آلاسكا مع تساقط للثلوج وحرارة دون المُعدل، مع نزولات قطبية عديدة تصلُ شواطئ البحر المتوسط
ليأتي كانون الثاني بحرارة أعلى من المعدل، ثم يعود شباط وآذار لتنخفض الحرارة مع شتاء يمتدُ حتى منتصف نيسان

في سوريا والشرق الأوسط؟

أيضاً يكون الخريفُ والشتاء غير نموذجي

خريفٌ يبدأ حاراً بفترات جافة طويلة وحرارة تتجاوز المعدل العام، تليها حالات عدم استقرار جوي محلية، تجعلُ التفاوت كبيراً في كميات الأمطار الهاطلة بين منطقة وأخرى مجاورة قد لا تبعد مسافة تتجاوز الكيلومتر الواحد.

الهطولات في حالات عدم الاستقرار وكما تعرفون تكون فجائية ولا يمكنُ توقع كمياتها ومكانها سوى قبل ساعات، لهذا سنبقى معكم على صفحة مركز فيريل للدراسات في الحالات الطارئة مع نشرات جوية شبه دورية.

حالات عدم الاستقرار تكون شديدة أحياناً، لكنها أقلّ عدداً من السنوات السابقة، ونتوقعُ أن تكون مع بداية تشرين الثاني.
الحرارة في تشرين الثاني تكون دون المعدل بقليل، والأمطار متوسطة إلى ضعيفة.

(7) توقعات شتاء 2022 مركز فيريل للدراسات Winter 2022 – YouTube

المنخفضات الجوية متباعدة زمانياً، وتكون مديدة أكثر من الطبيعي، لكنها ستبدأ بفترة متأخرة مما يجعل توزع الأمطار غير متكافئ، نتوقعُ تأخر المنخفضات النموذجية حتى منتصف كانون الأول.

مصدر المنخفضات الجوية الرئيسي سيكون أطلسياً مما يجعلها محمّلة بالمزيد من الرطوبة مقارنة بالمتوسطية، وكميات الأمطار الهاطلة المرافقة أكبر، وكذلك الثلوج فوق المرتفعات الغربية تحديداً

الشتاء بشكل عام يبدأ متأخراً مع حدوث نزولات قطبية، يُسيطرُ خلالهُ المرتفعُ السيبيري لفترات طويلة، بصورة مماثلة للسنوات الماضية. هذا المرتفع يمنعُ تقدّمَ المنخفضات المتوسطية، ويكون الطقس خلالهُ بارداً جافاً مع حدوث الصقيع في المناطق الداخلية، الصقيع قد يصل السنة حتى الشواطئ.
إذاً؛ شتاءٌ غير نموذجي من ناحية الهطولات. الحرارة قريبة من المعدل، يمتدُ فترةً أطول تتجاوز نهاية آذار 2022. الحرارة القريبة من المعدل تعني لدى البعض شتاءً بارداً جداً رغمَ أنه طبيعي. مركز فيريل للدراسات. 21.09.2021. Firil Center For Studies. FCFS

الفيديو:

(7) توقعات شتاء 2022 مركز فيريل للدراسات Winter 2022 – YouTube