خمسة أيام تُحدّدُ مصير اللاجئين ومعهم أنجيلا ميركل! الدكتور جميل م. شاهين.

خمسة أيام تُحدّدُ مصير اللاجئين ومعهم أنجيلا ميركل! الدكتور جميل م. شاهين.
لعل أزمة اللاجئين خاصة السوريين، لم تقتصر على دولة بعينها بل باتت تطيحُ برؤوس وتأتي بأخرى، وتلعبُ دوراً ليس فقط في فوز زعيم أو سقوطهِ، بل بالإطاحة بحكومات دول قوية… هذا هو حال ما يجري الآن في ألمانيا.

هل باتت أيام ميركل معدودة؟

بعد أن كانت المطالبات باستقالة ميركل تقتصرُ على أصوات المتظاهرين، بدأت ترتفعُ الآن أصوات رسمية وشبه رسمية تنصحها بالاستقالة، فالصحفي الألماني الشهير Malte Pieper قالها البارحة على شاشة Mitteldeutschen Rundfunk (MDR) وهو مراسل الشبكة الحكومية الألمانية ARD: (Angela Merkel, räumen Sie das Kanzleramt)
(أنجيلا ميركل، عليكِ الرحيل).
وبتعبير دقيق: (أنجيلا ميركل: أخرجي من مكتب المستشارية!!)…
ميركل: عليكِ الرحيل.




ما فعلتهُ ميركل، بشكواها وزير داخليتها للاتحاد الأوروبي، تم وصفهُ بالمخجل، وهو إعلانُ إفلاس ميركل ومعها الاتحاد، وانعدام الثقة بها. نعم، وصلت أقوى إمرأة في العالم إلى الطريق المسدود، وأوصلت ألمانيا وأوروبا إلى نقطة الانفجار، وجعلت هذ السياسة الغبية اليمين يُسيطرُ على عدة حكوماتٍ من هولندا إلى إيطاليا والنمسا، والعداء للاجئين باتَ علنياً.

لكن كل هذا كان يمكن تجاوزهُ دون حدوث الأصعب وهو الصدام مع بايرن… وما أدراكَ ما هي بايرن!!

فهل ستطيحُ بايرن بميركل بعد 13 عاماً من جلوسها على الكرسي؟

قضية اللاجئين ومعهم ميركل تدخلان مرحلة حاسمة دخل النزاع حول اللاجئين مرحلة دراماتيكية، فهل ستطيح الأزمة الحالية بالائتلاف بين الحزب البافاري CSU والحزب الحاكم CDU؟ اليوم الثلاثاء سيجري هنا في قلب برلين في الثامنة والنصف مساءً، اجتماع حاسم بين الحزبين لتدارك الوضع، وحسب ما علمهُ مركز فيريل للدراسات فإنّ الصلابة التي يُبديها الحزب البافاري بموقفهِ لن تلين، وسيواجهُ حزب ميركل بقوة… وتهديد… المهلة التي حددها وزير الداخلية Horst Lorenz Seehofer، الرجل الأقوى حالياً في ألمانيا، والذي تحدثنا عنه عدة مرات في مركز فيريل، تنتهي يوم الأحد القادم الأول من تموز… بعدها سينفذُ تهديداته إن لم تجد ميركل حلاً لقضية اللاجئين.
إذاً:
ميركل واللاجئين على فوهة بركان قد ينفجر في أية لحظة.
منذ أن أطلقَ Horst Lorenz Seehofer تهديداته، لم تهدأ ميركل لحظة ولم تنم في سريرها! زارت الأردن ولبنان والتقت ماكرون وزعماء الاتحاد الأوروبي وستلقتي رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، وهمها الوحيد الخروج من الأزمة ولو متعادلة، وايجاد حلَ أوروبي، فهل ستنجح؟

ماذا سيحدث للاجئين في ألمانيا وأوروبا؟

لا يمكنُ لأحد التنبؤ بمصير مئات الآلاف من اللاجئين الذين وصلوا أوروبا خلال السنوات الأخيرة، الأمر الوحيد الذي يمكننا في مركز فيريل تأكيدهُ:

(ما حدث سابقاً لن يتكرر، ووضعُ اللاجئين قبل 1 تموز 2018، لن يكون كبعدهِ).

حاولنا الاستفسار في عدة مراكز لجوء وهجرة عن القوانين التي يمكن أن تُطبق، ووصلنا إلى نقاط رئيسية، نقول أنها قد يتم اتخاذها، نكرر:
القرارات التالية محط بحث ولم يتم إقرارها بعد، لكنّ وزير الداخلية ومعه ولاية بايرن ونسبة كبيرة من الشعب الألماني يؤيدونها، ويعارضون ميركل التي وصلت شعبيتها الآن لأدنى مستوى فـ 42% من الألمان يؤيدون بقاءها في الحكم، وبسبب ملف اللجوء خسرت 16% من مؤيديها… القرارات حسب مركز فيريل هي:
1. إغلاق الحدود الألمانية بوجه أيّ لاجئ جديد، وهذا قرار شبه مؤكد وتحدٍّ بين ميركل وزيهوفر.
2. رفض أيّ طلب لجوء لا يحمل صاحبهُ وثائق رسمية تثبت هويته، ووثائق تؤكدُ تعرضه للخطر إن بقي في بلاده الأصلية، وهذا القرار أيضاً شبه مؤكد.
3. سحب الإقامة من كل لاجئ لم يُقدّم سابقاً وثائق رسمية تثبتُ هويتهُ، هذا القرار يتم التفاوض حولهُ.
4. سحبُ إقامة كل لاجئ تقدّمَ بطلبِ لجوء في دولة أوروبية سابقة، وإعادتهِ إليها، أو ثبتَ أنه مرّ بدولة آمنة حتى لو لم تكن أوروبية (تركيا، لبنان، الأردن…)، وهذا يُفسرُ أحد أسباب زيارة ميركل لأردن ولبنان، فهل كانت تُحضّرُ لما هو أسوأ، فدفعت مئات ملايين من اليورو لذلك؟. هذا القرار محط جدل واسع وتطبيقهُ يحتاجُ لموافقة الدولة الأوروبية وغير الأوروبية الأولى التي مر بها اللاجئ.
5. رفضُ أي طلب لجوء غير سياسي، أي أنّ طلبات اللجوء الإنسانية أو الاقتصادية أو الدينية مرفوضة سلفاً، وعلى طالب اللجوء السياسي تقديم الاثباتات حول نشاطاته السابقة في بلاده، وتعرضه للخطر أو السجن أو الملاحقة. القرار شبه متفق عليه مع بعض الاستثناءات.
6. إجبار اللاجئين الحاصلين على إقامة، على التأقلم مع المجتمعات الأوروبية، وتعلّم اللغة. قرار متفق عليه.
7. إجبار اللاجئين الحاصلين على إقامة، على العمل. قرار متفق عليه.

أخيراً

أيامٌ قليلة تفصلنا عن استحقاقات ملف اللجوء، وبجميع الأحوال، سيبقى اللاجئون من سوريين وغيرهم، ورقة يلهو بها الساسة حول العالم لتحقيق مآربهم في الانتخابات أو في الضغط السياسي على دولهم الأصلية… ما كان حال اللاجئين يوماً يشغل إنسانياً بال سياسي، بل يشغل حسابات الربح والخسارة، وعندما تنتهي فاعلية تلك الورقة، سيرمونها ويطلبون من راكبي أمواج بحر إيجة والمتوسط العودة إلى ديارهم لإعمارها!! وتستمر التجارة الرائجة بالسوريين… فمَنْ يُتاجرُ بمَن؟ الدكتور جميل م. شاهين. 26.06.2018 مركز فيريل للدراسات