أردوغان… أوكتار و… القطة! تحقيق لمركز فيريل للدراسات

أردوغان… أوكتار و… القطة!

اعتقلت السلطات الأمنية التركية، حسب وكالة الأناضول، المفكر والفيلسوف والداعية الإسلامي “عدنان أوكتار” Adnan Oktar، العملية تمت فجر اليوم الأربعاء في خمس ولايات تركية، بينها إستنبول، فألقي القبض عليه ومعه 234 من أتباعه، قسم كبير منهم من “الراقصات”.

التهم بالعشرات وهي مُكررة: تأسيس تنظيم لارتكاب جرائم، واستغلال الأطفال جنسيا، والاعتداء الجنسي، واحتجاز الأطفال، والابتزاز، والتجسس السياسي والعسكري، استغلال المشاعر والمعتقدات الدينية من أجل الاحتيال، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، التزوير، ومخالفة قوانين مكافحة الإرهاب والتهريب… ولم ترد تهمة “الدعارة”!

مَن هو عدنان أوكتار هذا؟

أردوغان، أوكتار، والقطة…

يطلق عدنان على نفسه وصف “المفكر والفيلسوف الإسلامي العصري”، العصري لأنه يظهر أمام راقصات بمايوهات سباحة وثياب شحيحة وأمامهن زجاجات الخمر، يرقصن على أنغام الموسيقى في نواد ليلية خاصة يمتلك بعضها أوكتار أو مسؤولين وأثرياء أتراك، وكلهُ ضمن معضلة “نشر الدين الإسلامي”!!.

 

عدنان أوكتار Adnan Oktar ولقبهُ هارون يحيى Harun Yahya، وحسب ما هو متناقل عنه: فيلسوف وكاتب وباحث وداعية تركي مسلم. 62 عاماً، من مواليد أنقرة 1956، يعيش في استنبول من 39 عاماً، خريج كلية الفنون الجميلة في جامعة المعمار سنان. درس لوحده الفلسفة المادية والايديولوجية السائدة، ثم أنشأ مؤسسة للبحث العلمي. كتبَ ضد نظريات التطور والارتقاء والنشوء (داروين). وضد الماسونية والصهيونية والإلحاد.




لديه أكثر من 250 كتاباً من تأليفه، وهي منتشرة في العالم بعدة لغات، تتحدثُ حول قيم وأخلاقيات القرآن والإيمان الإسلامي الصحيح.

من كتبهِ المترجمة للغات عالمية: “أطلس الخلق” ويقع في 768 صفحة. “خديعة التطور”، “نهاية الدارونية”.

لهُ كتبٌ في “الإعجاز في القرآن”: معجزة الذرّة. الإعجاز في خلق النباتات. معجزة النمل. معجزة النحل. معجزة الجهاز المناعي!!

كتبٌ في الخلق والقرآن: خلق الكون. المفاهيم الأساسية في القرآن. هل فكرت في الحقيقة.

استخدم عدنان في كتبه أحياناً اسماً مستعاراً هو “جاويد يالجن”، وقسم أكبر باسم هارون يحيى. لماذا هارون يحى؟

حسب زعمهِ أنه يجمعُ في شخصيتهِ بين النبي هارون والنبي يحيى اللّذيْن حاربا أفكار الإلحاد!.

من أتباع أوكتار رجال دين إسلامي وأثرياء ومسؤولين كبار وطبعاً ملايين من العامة. فيريل

سيرة ذاتية غير طبيعية

طبعاً لا يمكن أن نتصور طالبَ كلية فنون جميلة، يتطور ليصبح مركز ثقل ديني وله أتباعٌ بالملايين من “القطيع”، ويمتلك ملايين الدولارات، ويمتلك قناة تلفزيونية A9، دون أن نبحث عمن وراءهُ.

عدنان أوكتار واحدٌ من آلاف “الدعاة الإسلاميين” الذين يظهرون يومياً على شاشات الفضائيات، ولهم أتباع بعشرات الملايين، يتحدثون عن الإعجاز العلمي ويدعون للإسلام أو “الجهاد”، بينما يُمضون علطتهم في ربوع سويسرا، الفارق أنّ عدنان أوضح منهم فقط.

عام 1991 ألقي القبض على عدنان بتهمة تعاطي الكوكائين، وأفرجَ عنه…

عام 1999 ألقي القبض عليه بتهمة انشائه مؤسسة غير قانونية لأغراض إجرامية، وأفرج عنهُ لاحقاً…

عام 2008 (في عهد أردوغان) ألقي القبض عليه بتهمة استخدم “الراقصات” لإغراء الأثرياء، وممارسة الجنس في الاحتفالات الدينية الإسلامية والمناسبات. حكمت المحكمة هذه المرة على عدنان و17 عضواً من مؤسسته بالسجن لمدة ثلاث سنوات… أفرج عنه قبل انقضاء المدة…




ما الذي يربطُ “الخليفة المؤمن” أردوغان بداعية الراقصات أوكتار؟!

أليسَ غريباً أن يصمتَ “الخليفة” أردوغان، الرجل التقي المؤمن الذي يُدافعُ عن قضايا المسلمين حول العالم، الخليفة الذي يواجه تل أبيب بكل عنفوان وقوة، ويصمتُ عن هكذا داعية إسلامي “خلاعي”! لماذا؟!

مما قاله أوكتار في إحدى اللقاءات:

“أنا لا أدعم رجب طيب أردوغان فقط، بل أدعم اليمين التركي بشكل عام… أدعم كلّ حزب إسلامي يدافع عن الإيمان بالله”!

يتابعُ أوكتار:

“أنا من أهل السُنّة اعتقاداً، حنفي المذهب، أصلي الصلوات الخمسة، وكذلك زملائي يصلون. أصوم وكذلك زملائي يصومون… أقوم بجميع الفروض من العبادات المقررة من أهل السنة. ولكننا لا نتمكن من القيام بجميع السُنّن أما الفروض فأقوم بجميعها.”!!

صباح الدين أوكبار؛ أستاذ في كلية الطب بجامعة استنبول، وحسب مركز فيريل، تقدّم بشكوى عاجلة للرئيس التركي أردوغان، تضمنت شكاوى وتهماً لعدنان أوكتار بإقامة حفلات دعارة، وممارسة الجنس مع الأطفال. الشكاوى موثقة بأفلام فيديو ووثائق.

يقول صباح الدين: “لم نتلقَ أي رد، ولم يحدث شيء منذ أكثر من سنة ونصف.

هل فُسخت الصداقة بين شركاء “الرقص”؟ أم هي أيام ويخرج الفيلسوف والداعية الشهير؟ فيريل

بعد كل هذه الدلائل يبدو صمت أردوغان غريباً! بعودة مركز فيريل للدراسات إلى ملفات أردوغان القديمة هنا في برلين، وجدنا التالي: عندما بدأ عدنان أوكتار مسيرته الدينية في نشر الإسلام على طريقته، أسس مجموعة دينية “راقصة” في مدينة استنبول تضمُ راقصات بقيادة راقصة تُلقب بالتركية بـ ‘kedicikler’ وبالألمانية Kätzchen وبالعربية “القطة”! القطة قمن بإغواء عشرات المسؤولين والأثرياء للانضمام لجوقة الرقص الديني… مع استلام عمدة جديد لاستنبول عام 1994 عن حزب الرفاه الإسلامي، بات هذا العُمدة أهمّ أعضاء هذه المجموعة الراقصة، ويحضر “حفلات الرقص الدينية” بشكل مستمر… طبعاً تمّ سحبُ هذا العضو الجديد بنفس الطريقة؛ الإغواء الجنسي… بقي أن تعرفوا أنّ اسم هذا العمدة هو رجب طيب أردوغان. شاهدوا الصور.

صورة لأردوغان وأوكتار أيام الشباب والترفيه. فيريل

عام 1998 اتهم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية وأودعَ السجن، بعد شهور قليلة تم إلقاء القبض على عدنان أوكتار بتهمة انشائه مؤسسة غير قانونية لأغراض إجرامية، وإحدى الشكاوى كانت من عارضة الأزياء التركية ابرو سيمسك Ebru Simsek، التي ادّعت أنها تعرضت للابتزاز وتشويه سمعتها بأنها بائعة هوى، وحسب لإفادتها: “رفضت “ممارسة الجنس” مع عدنان أوكتار و… أصدقائه!! مَنْ هم أصدقاؤه؟

صداقة “الترفيه” لم تقتصر على أردوغان بل امتدت لابنه بلال، بلال رجب طيب أردوغان من أكثر الداعمين لأوكتار، وتم اتهامه عدة مرات من قبل المعارضة بأنهما ليسوا شركاء المتعة فقط، بل شركاء في العمل، وهذا ما يُفسر الصمت على أوكتار.

هل انتهت الصداقة بين أردوغان وأوكتار؟ وهل سيغدر به كما غدر من قبل بأستاذه نجم الدين أربكان؟ أم هي أيام ويخرجُ الداعية الإسلامي من السجن بكفالة؟ مما علمناه هنا في برلينFiril Center ، أنّ أوكتار يقوم بتصوير أفلام جنسية لكل مسؤول أو ثري يدخل مملكتهُ، نتركُ الباقي لمخيلتكم. تحقيق مركز فيريل للدراسات. برلين 11 تموز 2018. Firil Center For Studies FCFS معلومة صغيرة: تنصّ المادة 227 من القانون 5237 التركي، على الحق بترخيص الدعارة في تركيا، وتضم “الخلافة التركية” حسب مكتب التراخيص 14600 بيت ومحل دعارة مرخص رسمياً، وتركيا تحصل سنوياً على 4,1 مليار دولار من تجارة الدعارة، وهذا بحثٌ آخر قد نتطرق له لاحقاً…