زيتون فلسطين هو الذي يحترق، أيها القطيع! د. جميل م. شاهين

منذ الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2016، والحرائق تشتعل في كل مكان من أرض فلسطين، وإسرائيل تستنجد، والدول تلبي، ومعها تعاطفٌ حتى ممن يتظاهرون أنهم أعداءها، بينما القطيع منشغل بمنع الآذان وعقوبة السماء. فلو أنكم انتصرتم في حرب ضروس ضدّ هذا الكيان الصهيوني، لحُقّ لكم أن تحتفلوا، لو أنّ عالم ذرة خرجَ من بين صفوفكم باختراع يُفيد البشرية، لكان لحبوركم مبرر أخلاقي، لو أنّ مركبتكم الفضائية وصلت كوكب بلوتو، لقلنا أنّ القطيع لم يعد قطيعاً، بل ارتقى لمصاف الأمم، وحدهم المقاومون في الجنوب اللبناني وفلسطين ورجال الله في سوريا ومصر، يحق لهم الاحتفال، لكنهم لا يشمتون، ولا نسمع أصواتهم، لأنهم كثيرو الفعل، قليلو الكلام، والكلام تُرِكَ لكم، لأنّ سبب الحرائق هو منعُ الآذان!

منع الآذان هو سبب الحرائق! هكذا حصر “القطيع”، جرائم إسرائيل بهذا الجرم الوحيد الفظيع؛ أيّ ذكاء هذا أيها “القطيع”! إسرائيل احتلت أرض فلسطين وشرّدت شعبها، وقامت بخمس حروب ضد العرب، وشن طيرانها غاراتٍ على لبنان وسوريا والعراق والأردن ومصر والسودان وتونس، ودمر البنى التحتية، ارتكبت إسرائيل مئات المجازر وقتلت آلاف الأطفال، واغتالت مئات المقاومين من سياسيين ومفكرين وعلماء، تآمرت وأمدت الإرهابيين بالأسلحة،  حاصرت غزة وأحرقتها مراتٍ ومرات، كل هذا ولم تنتقم منها السمّاء، فقط انتقمت عند منع الآذان!. و… إسرائيل تحترق.

إسرائيل تحترق، هاشتاغ رددهُ عشراتُ الملايين من “القطيع” وهو الذي صُنع في إسرائيل، وراح هذا القطيع يُفرّغُ شماتته وحقدهُ أمام العالم، فظهر أنهُ رُعاعٌ إرهابي حاقد، وظهرت إسرائيل “مظلومة” بريئة و… ضحية.  سبعون عاماً والعرب ليس لديهم من سلاح سوى “الدعاء” على بني صهيون، سبعون عاماً وهم يبتهلون: “اللهم أحرق زرعهم.” مع النحيب والبكاء ولا حول ولا قوة، هم يتخلّفون ويتبربرون ويتدعشون، وإسرائيل تتقدم وتتحضّر وتتفوق، هم ينتظرون حور العين، وهي ترسلهم إلى الحور بعون المُعين، وعندما تحترق أشجار فلسطين، يهللون ويكبرون و… يشمتون، غير دارين.

يهللون ويُكبّرون و… يشمتون غير دارين بأنه خازوق جديد دّقَ بأسفل القطيع، فالأشجار التي احترقت ليست إسرائيلية، وبعضها عمرهُ مئات السنين، فهل كانت إسرائيل قبل مئات السنين أيها القطيع؟ زيتون فلسطينيي 48 احترق، ومحيط المستوطنات والتوسع قادم لهذه المستوطنات، نعم الخطة القادمة هي توسيعُ هذه المستوطنات، ومنع زرع أية شجرة زيتون جديدة. والجفاف هو السبب الأول، ولن ندري مَنْ المُتهم القادم؟ فلسطيني مقاوم أم يميني صهيوني؟ أم أنّ منع الآذان هو الذي يسبب حرائق الغابات أيضاً في كاليفورنيا والبرتغال وأستراليا؟  خسائر بني صهيون المادية كبيرة، أما خسائرهم بالأرواح فكانت… صفراً…

صفرٌ هي خسائر بني صهيون بالأرواح، لأنّ أرواحهم مقدّسة بالنسبة لهم، والشهيد الوحيد الذي احترق هو طفل فلسطيني عمره سنتين من قرية بيتين! وها هو دعاؤكم يصيب أطفال فلسطين ويُنقذ أطفال صهيون إن كنتم تفهمون، ها هو دعاؤكم يحرق أرض فلسطين ويكون خيراً لأرض إسرائيل إن كنتم تفقهون، ها هو دعاؤكم يفضح حقدكم وهمجيتكم وغباءكم ويعود ببني صهيون لأيام كنتم تريدون رميهم بالبحر إن كنتم تذكرون، ولن تتذكروا يا قطيعاً ذاكرته أضعف من ذاكرة الذباب، وحياته شتائم ودعاء وسُباب، حقاً ما قيل فيكم: طاب موتكم، تالله طاب…

مركز فيريل للدراسات ـ برلين