قصف مطار تي فور هو انتقام أم اختبار للقادم؟

رغم عدم تبني أية جهة للعملية، فقد أصدرت وزارة الدفاع الروسية بياناً اليوم الاثنين 9 نيسان، قالت فيه: (منذ الساعة 3:25 فجراً وحتى الساعة 3:53 قامت مقاتلتان حربيتان من طراز “F-15″، تابعتان لسلاح الجو الإسرائيلي، بقصف قاعدة “التيفور” العسكرية السورية شرقي محافظة حمص بـ 8 صورايخ جو -أرض، من دون أن تدخل في المجال الجوي السوري وهي فوق الأراضي اللبنانية).

البيان أكد أنّ الدفاعات الجوية السورية قامت بتدمير 5 صواريخ من أصل ثمانية، بينما سقطت الصواريخ الثلاثة الباقية التي لم يتم تدميرها، سقطت في الجزء الغربي من القاعدة.

ورد أيضاً في البيان: (لم يتعرض أي أحد من المستشارين الروس المتواجدين في سوريا لضرر نتيجة هذا القصف).

هل يمكن أن تقوم طائرة إف 15 بذلك؟

إذا عدنا إلى البيان الروسي، يبعدُ مطار تي فور عن مجال القصف، الذي تم من فوق الأراضي اللبنانية، أكثر من 125 كيلومتراً، فهل تستطيع طائرة إصابة الهدف بصاروخ من هذه المسافة البعيدة؟ 

الجواب: نعم لكن… معلومات مركز فيريل تقول الإصابة يجب، بل غالباً تمت بصاروخ جو أرض من نوع AGM-84H/K SLAM-ER، هذا الصاروخ يعتمد بعد إطلاقه على توجيهيه بنظام GPS والتصوير بالأشعة، وتحملهُ طائرات إف 18 وإف McDonnell Douglas F-15E Strike Eagle، ويصل مداه إلى 250 كلم. 

المغزى مما سبق أنّ توجيه هذا الصاروخ يتم من قبل الولايات المتحدة، أي أنّ واشنطن هي التي قصفت المطار فعلياً. لكن ما الهدف من قصف المطار؟

أهداف قصف مطار تي فور 

  1. إعادة الاعتبار لسلاح الطيران الإسرائيلي بعد نكسة شباط الماضية. لاحظوا أن القصف جاء بنفس نوع الطائرة التي أسقطتها الدفاعات السورية جنوب شرق حيفا!!

  2. حرف الأنظار عن هزيمة واستسلام جيش الإسلام في دوما. بعد أن عوّلت تل أبيب كثيراً على إرهابيي الغوطة الشرقية في الإبقاء على عملية استنزاف العاصمة دمشق، وبنفس الوقت هو انتقام لانتصار الجيش السوري.

  3. وهو الأهم: نزى في مركز فيريل أنّ عملية القصف هي تحضير لما قد تقوم به الولايات المتحدة وفرنسا لاحقاً، وبنفس الوقت؛ دراسة ردة فعل روسيا على إسرائيل.

  4. طبعاً وجود إيرانيين في القاعدة السورية هو أحد تبريرات واشنطن ومعها تل أبيب. 

رد فعل روسي خجول

لن نتحامل على روسيا وردة فعلها، خاصة وأنّ الأمر واضحٌ من البيان: (الخبراء الروس لم يتعرضوا للخطر نتيجة القصف). أي روسيا قد تتحرك إن أصيبَ خبراؤها، ونحنُ في مركز فيريل لا نشكك في الدور والقدرة العسكرية الروسية، لكننا ننقل تساؤلات الكثيرين التي تقول: الطائراتُ الإسرائيلية كانت ضمن مدى صواريخ إس 400 واسقاطها سهل فلماذا لم تفعلها روسيا. كما أنّ الرد السوري كان هذه المرة دفاعياً ولم يُلاحق الطائرات الإسرائيلية… أليس هذا غريباً؟

لن نتوسعَ أكثر ونكتفي بالقول: لدى السوريين ومن ورائهم الروس تبرير ما أكثر منطقية وخبرة عسكرية فيما سيأتي بعد… فهل ينتظرون حدوث هجوم أوسع كي يكون الردّ صاعقاً؟ مركز فيريل للدراسات. 09.04.2018