لماذا الحرس الثوري الإيراني؟ الصِدام القادم. زيد م. هاشم

الحرس الثوري الإيراني تأسس بعد الثورة الإيرانية في نيسان 1979 بأمر مباشر من آية الله الخميني.  مهمته الرئيسية ؛ الدفاع عن الحدود الإيرانية والإمساك بالأمن الداخلي والحفاظ على النظام الجمهوري الإسلامي.

 هو عماد الجيش الإيراني ويضم أكثر من 125 ألف جندي وضابط، يُضاف إليهم 100 ألف من جنود الاحتياط. يضم في هيكله العسكري قوات الباسيج: وهي قوات احتياطية مهماتها داخلية. فيلق القدس: وهو قوة عسكرية خاصة ذات تدريب عالٍ يقودها قاسم سليماني، متعددة المهام خاصة الخارجية. القوة الجوفضائية: ويضم طائرات مقاتلة وصواريخ استراتيجية وهو منفصل عن سلاح الجو الإيراني. القوات البرية: عِمادها “أنصار المهدي” يقودها أسد زاده. القوات البحرية: تمتاز عن البحرية الإيرانية بكونها قوات تدخل سريع وضربات صاعقة بزوارق سريعة.

هناك عدة معطيات في منطقة الشرق الأوسط، تجعلنا ندخلُ مرحلة صراع أشد حدة وانقلابه لصراع عسكري أكبر، ليس ببعيد. مع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ثم بالجولان مترافقة مع الانتخابات الإسرائيلية، وسير صفقة القرن بدون منغصات! لتأتي المرحلة الثانية من التصعيد الاقتصادي ضد إيران، ومنع اقتراب الحل السياسي في سوريا، بإعاقة تحرير إدلب والجزيرة السورية من الإرهابيين، ودفع الكيان الصهيوني لواجهة الصراع.

 بعد دخول حلفاء سوريا معها في الحرب ضد الجماعات التكفيرية، نتجت معادلة هامة وهي دخول الحرس الثوري وحزب الله مباشرة في معادلة الصراع مع العدو الصهيوني بالجبهة السورية، وفشلت محاولات إخراج إيران حتى الآن.

خطوات أخرى متتابعة سبقت الحدث الحالي؛ مؤتمر وارسو، ثم زيارات نتنياهو المكوكية لروسيا، وزيادة التواجد العسكري الأميركي وحتى الإسرائيلي في العراق، وتأجيل سحب القوات الأميركية من سوريا…  

فشل الولايات المتحدة وتل أبيب بإخراج إيران من سوريا، سيدفعها لخطواتٍ أكثر خطورة، أولها وضع الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب، فماذا يعني ذلك؟

توجيه ضربات عسكرية لمواقع الحرس الثوري والقوى المرتبطة به والممولة منه، في سوريا والعراق وربما الخليج، واليوم قبل قليل صدر تهديد قوي من الحرس الثوري للجيش الأميركي الذي بدأ يُفعّلُ الخطوات العسكرية.

زيادة الحصار الاقتصادي ضد إيران بحجة الحرس الثوري “الإرهابي”.

محاولة تشكيل جبهة دولية وإقليمية من أتباع واشنطن، لتنسيق العمل عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ضد إيران.

بالمحصلة، بدأ العمل الجدي للتدخل المباشر ضد إيران.

لن نتفاجأ إن قامت القوات الأميركية وحتى الإسرائيلية، بتوجيه ضربات عسكرية للحرس الثوري الإيراني، فالأمر باتَ وفق العُرف الأميركي “شريعة الغاب”، قانونياً. هذا بالإضافة لزيادة الضغط على القيادة الإيرانية بتشديد الحصار الاقتصادي والعسكري، مع تحريك الداخل أكثر.

للذي يسأل عن الموقف الروسي؛ روسيا كغيرها تعملُ ضمن مصالحها أولاً، هي لن تسمحَ بالتأكيد بوجود عدو على حدودها الجنوبية، ومصلحتها أيضاً أن يبقى الوضع مستقراً في إيران، لكن لن تتحرّكَ إلا إذا وصلت النيران لأطرافها… المنطقة بدأت تدخلُ ساحة معركة أكبر، ستحاولُ واشنطن حصرها بإيران، لكنّ بمقدور طهران إشعال النيران في كامل المنطقة من شرقها حتى المتوسط وباب المندب ومضيق هرمز ودول الخليج، مروراً بالعراق وسوريا ولبنان… فهل سيتغلّبُ أصحابُ العقول على المجانين؟ مركز فيريل للدراسات. 09.04.2019.