فيضانات أخرى قادمة على الشرق الأوسط

فيضانات قادمة على الشرق الأوسط

بتاريخ الجمعة 29 آذار 2019، نشرنا تحذيراً “فيضانات جديدة تضربُ الشرق الأوسط”، وحصل ما حصل… اليوم نُكرر للفترة القادمة، عسى أن ينفعَ التكرار…!!

بدأ الاعتدال الربيعي وبدأت معهُ حالات عدم الاستقرار، وما حدث في ربيع 2018 يتوقع أن يتكرر هذا الربيع، مع تمنياتنا ألا يكون أشد وطأة.

مرّ شتاءٌ ماطر رطب بمعدلات مطرية تجاوزت 200% في عدة مناطق من سوريا ومحيطها. الحرارة كانت خلالهُ، لا تستغربوا، أعلى من المعدل العام بحوالي درجة مئوية، أي لم يكن شتاء بارداً ثلجياً.

نظرة سريعة مُبسّطة

شتاءُ 2018 ـ 2019 كان الأغنى بعدد المنخفضات الجوية، ترافقُ هذه المنخفضات بحالات عدم استقرار، زاد من فعاليتها وكمية الأمطار الهاطلة.  

المنخفض الجوي

هو منطقة مغلقة شبه دائرية، بخطوط ضغط متساوية. الضغط الجوي يكون أقل في المركز ويزداد كلما ابتعدنا عنه. حركة الرياح عكس عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي، ومع عقارب الساعة في نصف الكرة الجنوبي. معظم المنخفضات الجوية رطبة  تترافق بتساقط أمطار وأحياناً ثلوج في الجبال، وتختلف قوة المنخفض ودرجات الحرارة المرافقة، تبعاً لقيم الضغط ومصدر الكتلة الهوائية والتغذية ومسارها، فمنخفض البحر الأحمر أو المنخفض الخماسيني مثلاً؛ يُسبب ارتفاع الحرارة، بينما تكون حرارة المنخفضات المتوسطية باردة، وشديدة البرودة إذا كانت منخفضاتٍ قطبية.

في المنخفضات الجوية يكون التنبؤ أكثر سهولةً وحسب مركز الرصد الألماني هنا في برلين، تصل نسبة صحة التنبوءات من 70 إلى 80%، حيث يمكن تحديد أماكن الغيوم الماطرة أو الثلجية ومسارها عبر الرادارات.

حالة عدم الاستقرار الجوي

هنا يختلفُ الأمرُ عن المنخفض، فهي تحدث نتيجة اصطدام كتلة هوائية دافئة مع كتلة هوائية باردة، مسببة نشوء غيوم ركامية وعواصف رعدية وتساقط أمطار غزيرة وبرَد تكون فيضانية أحياناً، وكلما كانت الفروق الحرارية بين الكتلتين أوسع ازدادت الشدة.

في حالات عدم الاستقرار يكون تساقط الثلوج أمراً نادراً، عندما تكون الكتلة الهوائية قطبية شديدة البرودة.

التنبؤ الجوي بحالات عدم الاستقرار صعبٌ للغاية، وكما تقرؤون على صفحة مركز فيريل للدراسات نقول هناك توقعات بنشوء حالة عدم استقرار دون إمكانية بتحديد مناطق تساقط الأمطار، فالرادارات لا تلتقطُ السحب الماطرة الفجائية إلا قبل وقت قصير، حيث لا يوجد مركز لحالة عدم الاستقرار كما في المنخفض، ولا تكون حركة السحب منتظمة.

من ميزات حالات عدم الاستقرار، التباين في مناطق وكميات الأمطار الهاطلة، فتسقط أمطار غزيرة جداً في منطقة، بينما يكون الطقس صحواً في منطقة أخرى قريبة!

ما الذي يحدث في الشرق الأوسط مناخياً؟

كما قلنا؛ التغيّر في المناخ بدأ، فهل سيستمر؟ ما يحدثُ من اضطرابات في الطقس في الشرق الأوسط هو نسخة مُصغّرة عما يحدث في العالم.

في الشرق الأوسط؛ التصادم بين الكتلتين الباردة والحارّة أمرٌ طبيعي، لكنهُ ازداد خلال السنوات الماضية وهو في تصاعد مستمر. خط التصادم متباين ومتداخل جغرافياً، يرتفعُ شمالاً ليصل إلى وسط وشمال اليونان وتركيا وإيران، ثم ينخفض جنوباً ليطال سوريا ثم الخليج العربي والجزيرة العربية وصولاً إلى مصر.

حالياً؛ حالة عدم استقرار جوي بدأت الآن غرب الجزيرة العربية، المتوقع أن تتطور وتزداد قوة لعدة أيام، لتضرب عدة مناطق في وسط وشرق السعودية وحتى الربع الخالي، ثم دول الخليج العربي وغرب إيران وشرق العراق وصولاً إلى الباكستان.

في الوقت نفسه، يتدفقُ هواء بارد متوسطي يترافق مع منخفض جوي فوق البحر الأسود، يؤدي لتساقط أمطار في تركيا وكامل إيران، مع ثلوج فوق المرتفعات.

التأثيرات “الحالية” على سوريا ضعيفة، باستثناء منطقة الجزيرة السورية والشمال وبعض المناطق الساحلية، التي ستتأثر بالمنخفض الجوي.

لكن… وهذا هام، درجات الحرارة ستكون متباينة، وهذا مؤشر غير مُطمئن، كمثال: المتوقع أن تُسجل دمشق يوم الأحد 14 نيسان 26 درجة مئوية، يوم الإثنين ستنخفض الحرارة إلى 17 درجة، أي 9 درجات وتكون أقل من المعدل العام، مع تطور منخفض جوي ماطر قادم.

التحذيرات بتّم تعرفونها، لكن الجديد هو أنّ ارتفاع الحرارة وتساقط الأمطار، سيسرعُ من عملية ذوبان الثلوج في الجبال العالية، فيزداد منسوب مياه الأنهار، بالإضافة للأمطار الهاطلة.

أخيراً؛ نتابع حالة الطقس بشكل دوري على صفحتنا على الفيس بوك. على مدى الأيام القادمة، لا استقرار في الطقس والأمطار مستمرة بشكل متباين وغير منتظم. مركز فيريل للدراسات. 09.04.2019. Firil Center For Studies FCFS.

هذا ما نشرناه بتاريخ 29 آذار الماضي…

https://bit.ly/2I9abRg