لم يُشكّل الأكراد أيّ خطر في الماضي، فهل أصبحوا الآن خطرين؟ الدكتور جميل م. شاهين

عدد القراءات 302519 تتبارى وسائل إعلام غربية بالحديث عن مظالم الأكراد وحقوقهم، وأولها ألمانيا، باعتبار برلين أكثر عاصمة تدعم استقلالهم بدويلة، خاصة مع تصاعد شِقاقها مع أردوغان بسبب حملته ضدهم. كما تروّج وسائل إعلام تُعتبرُ صديقة لسوريا، لاستفتاءات حول فيدرالية وما شابه، وتطلعُ علينا بنتائج خيالية حول نسبة المؤيدين لهكذا فيدرالية. كل هذا عبارة عن جسّ نبض غير دقيق، ولا يُعبّرُ عن رأي الشارع السوري. فإذا طُرِح موضوع الفيدرالية للتصويت الرسمي، وبدون أدنى شك، نؤكد لكم من مركز فيريل أنه وأيّ دستور جديد يتضمن تلميحاً للامركزية، هو خاسرٌ وبالأغلبية.

أيّ دستور سوريّ جديد يتضمن فيدرالية أو تلميحاً للامركزية، هو خيانة.

الأكراد خطيرون على أنفسهم أولاً

عبر تاريخهم، عاش الأكراد مشتتين متفرقين متخاصمين، ليس بسبب أعدائهم، بل لأنهم كعربان الجزيرة العربية؛ “كثرة الزعماء وتشتت الولاءات“. لن نأتي بمثال بعيد، بل من هنا في ألمانيا، فقد دخل مركز فيريل عدة جمعيات كردية، حيث يتبارى اللاجئون بتشكيلها ليس لسبب قومي، بل دافعهم الأول مادي، والثاني هوس الزعامة، وآخر ما يهمهم هو الشعب الكردي. تتقاضى كل جمعية مساعدة من الحكومة الألمانية، ويُمنحُ أعضاؤها ميزاتٍ أخرى. هذه الجمعيات متنافرة كون كل واحدة تتبع حزباً أو اتجاهاً سياسياً معيناً، حتى في رسمهم لخرائطهم “الخيالية” عن دويلة كردستان، فهذا يضع خريطة تشمل نصف الشرق الأوسط، وذاك تصل خريطته إلى جنوب القوقاز، وآخر إلى الجولان. إنها شطبة قلم وعلى أونا وعلى دوي.

المفاجأة؛ عندما تحقق في قومية أعضاء الجمعيات الكردية، تجد أن عدداً من زعمائها وأعضائها عرب مستكردين، وهو ما تحدثنا عنه مراراً في مركز فيريل. وقد وجدنا أن أكثر من 7 جمعيات كردية في ألمانيا، رؤساؤها عرب سوريون ينحدرون من قبائل عربية سكنت الجزيرة السورية، لكنهم يتحدثون الكردية، وهذا بنظرهم كافٍ كي يكونوا أكراداً.

سألنا الزعماء عن طبيعية الفيدرالية أو حتى الدولة المستقلة التي يحلمون بها، فلم نجد إجابة واحدة مشتركة، بل لم نجد زعيماً يعرف معنى الحكم الذاتي أو الفيدرالية. قابلنا زعيماً قيل أنه مثقفٌ وعلى دراية بشكل الدولة الحالمة، قصدناه وكان في أقصى الجنوب الألماني. راح يشرحُ لنا عن حضارة كردستان وآثارها واتساع رقعتها، ويعدد الاكتشافات والاختراعات. حتى وصل به الأمر إلى أنّ سيمفونية نينوى كردية!!. ليس هذا فقط، فالآشوريون والسريان والكلدان… أكراد! كنا نصغي إليه دون اعتراض، ليصل إلى أنّ إبراهيم الخليل كردي! ولد في مدينة كردية اسمها “أور”، و “أور” تقع شمالي العراق! إذاً نسل إبراهيم الخليل سيكون طبعاً كردياً، فكل الأنبياء أكراد بما في ذلك الرسول محمد وحتى موسى، وبالتالي “اليهود أكراد“!! ابتسمنا وخرجنا. بعد أن تحقق مركز فيريل من شخصية هذا الزعيم، تبيّن لنا أنه عربي سوري، يحمل الجنسية السورية، عمل أمين صندوق إحدى البلديات في الجزيرة السورية، شمال الحسكة، قام بعملية نصب على الدولة، فحصل على قرض زراعي، واستولى على خزينة البلدية، ثم فرّ إلى ألمانيا عام 1997 فتقدم بلجوء على أنه كردي مكتوم القيد. حصل على الإقامة، ويحمل الآن الجنسية الألمانية!

الأكراد شعب طيّب بسيط سبب مأساته الرئيسية، كثرة زعمائه الجهلة 

هل تعلم أن عدد الأحزاب الكردية في سوريا هو 46 حزباً، أي 46 زعيماً على الأقل!؟

تركنا ألمانيا حيث الجمعيات والأحزاب الكردية بالعشرات، وانتقلنا إلى سوريا.  هناك وجدنا أنّ عدد الأحزاب خيالي. أكثر من 46 حزباً وحركة، والملفت للانتباه أنها بمعظمها أحزابٌ “انشقاقية“، وهنا بيت القصيد. كل حزب لا يتجاوز عمره سنوات قليلة، حدث فيه ما بين 3 إلى 8 انشقاقات، فتشكلت أحزاب جديدة، ثم انشق حزب عن حزب منشق، وهكذا دواليك. إليكم من مركز فيريل فكرة سريعة عن الأحزاب الكردية في سوريا. ونؤكد أنّه ليست كافة الأحزاب الكردية انفصالية، فهناك أحزاب وطنية سورية لها ولزعمائها احترامنا، تريد البقاء ضمن الدولة السورية… مع ملاحظة أنّ تسمية حتى بعض الأحزاب الكردية هي أجنبية، كحزب (بارتي)، أي حزب الحزب!!

  1. حزب الأم، واحد من أقدم الأحزاب الكردية في سوريا، تأسس 1957 على يد محمد علي خوجة، باسم الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، تحول من حزب سياسي إلى حزب مسلح بهروب زعيمه إلى شمالي العراق (زاخو) وتشكيل كتائب تضم 500 مسلح. هناك اشتبك مع الحزب الكردي (البارتي).

  2. حزب اليسار الكردي. محمد موسى . تأسس عام 1965، بقيادة عثمان صبري، وهو انشقاق عن حزب الأم.

  3. الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي. تأسس 1965، بقيادة عبدالحميد درويش ولازال يقوده، وهو أيضاً انشقاق عن حزب الأم.

  4. الحزب الديموقراطي الكردي (البارتي)، يقودهُ الدكتور عبد الحكيم بشار، تأسس عام 1970 بقيادة دهام ميرو، بعد محاولة إعادة توحيد طرفي الحزب من قبل الملا مصطفى البارزاني، فبدلاً من توحيد الحزبين بحزب واحد، تشكل الحزب الثالث وكان يسمى عام 1970 (حزب الحياديين)

  5. الحزب الديموقراطي الكردي (البارتي) يقوده نصر الدين إبراهيم.

  6. البارتي الديموقراطي الكردي في سوريا، يقودهُ الدكتور لازكين فخري، أسسه عبد الرحمن آلوجي، وهو انشقاق عن الحزب الديموقراطي الكردي (البارتي) السوري.

  7. الحزب الديموقراطي الكردي السوري، جماعة “جمال شيخ باقي”، تأسس عام 1974 بقيادة الشيخ باقي والد الزعيم الحالي للحزب، الوراثة في قيادة هذا الحزب هي المتبعة، وهو انشقاق عن الحزب الديموقراطي الكردي البارتي.

  8. حزب الوحدة الديموقراطي الكردي، يكيتي، بقيادة محي الدين شيخ آلي، تأسس عام 1992، على يد اسماعيل عمر.

  9. الحزب الديموقراطي الكردي، جماعة نصر الدين إبراهيم، تأسس عام 1989، وهو انشقاق من الحزب الديمقراطي الكردي البارتي.

  10. حزب رزكاري الكردي فرع سوريا. وهو حزب ناشط في لبنان.

  11. حزب المساواة الديموقراطي الكردي، جماعة عزيز داوود. انشقاق عن الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي.

  12. الحزب الوطني الديموقراطي الكردي، جماعة طاهر صفوك، انشقاق عن الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي.

  13. حركة الاصلاح الكردي، فيصل يوسف، انشقاق عن الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي.

  14. حزب آزادي الكردي، مصطفى أوسو، تأسس من اندماج الحزبين الكرديين؛ الحزب اليساري والاتحاد الشعبي.

  15. حزب آزادي الكردي، مصطفى جمعة. تأسس نتيجة عودة زعماء حزب آزادي القديم عن الاندماج.

  16. حزب يكيتي الكردي، جماعة اسماعيل حمي، انشقاق عن حزب الوحدة الديموقراطي الكردي.

  17. حزب يكيتي الكردستاني، فرع سوريا، جماعة عمر داوود. تأسس في ألمانيا

  18. حزب اليسار الديموقراطي الكردي، جماعة صالح كدو. تأسس عام 1965 باسم الحزب اليساري، بعد انشقاق الحزب اليساري على نفسه عام 2012، أضافوا كلمة الديموقراطي للتمييز عن اليساري.

  19. حزب الوفاق الديموقراطي الكردي السوري، جماعة نشأت محمد. انشقاق عن حزب الاتحاد الديموقراطي.

  20. حزب الوفاق الديموقراطي الكردستاني، جماعة فوزي شنكالي، انشقاق عن حزب الاتحاد الديموقراطي.

  21. تيار المستقبل الكردي، جماعة ريزان شيخموس.

  22. تيار المستقبل الكردي، جماعة مشعل التمو.

  23. حزب الاتحاد الديمقراطي، جماعة صالح مسلم.

  24. حزب الاتحاد الشعبي الكردي، جماعة حسن عاكولي .

  25. الحزب الديموقراطي الكردستاني، جماعة الدكتور توفيق حمدوش، تأسس في ألمانيا.

  26. التيار الليبرالي الكردستاني، جماعة إبراهيم حمو . تأسس في ألمانيا

  27. حركة التغيير الديموقراطي الكردي، جماعة رزكار قاسم .

  28. المجلس الوطني الكردستاني، جماعة الدكتور شيركو عباس .

  29. حزب حركة الشعب الكردي في سوريا، جماعة عدنان بوظان (بوزان) .

  30. المؤتمر الوطني الكردستاني، جماعة الدكتور جواد الملا، تأسس في بريطانيا.

  31. التيار الوطني الكردي في سوريا، جماعة هيبت أبو حلبجة، تأسس عام 2012 في ألمانيا.

  32. البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا، جماعة عبدالكريم سكو، انشقاق من البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا بعد وفاة عبدالرحمن آلوجي .

  33. حزب السلام الكردي في سوريا. جماعة هلالو أبو هزار

  34. الحزب الإسلامي الكردي في سوريا. جماعة الدكتور صالح كابوري، وهو حزب سياسي إسلامي سلفي، يهدف لإقامة دولة إسلامية كردية.

  35. البارتي الطليعي الكردستاني في سوريا، جماعة الدكتور إسماعيل حصاف. تأسس عام 2011.

  36. اتحاد علماء المسلمين الكرد في سوريا، بزعامة الملا محمد رشيد غرزاني. تأسس في السعودية.

  37. هيئة علماء الكرد وأئمتهم. وهي على خلاف كبير مع وحدات حماية الشعب الكردي.

  38. حركة التجديد الكردستاني، جماعة الدكتور رزكار قاسم تنشط في القامشلي.

  39. حزب التجمع الديمقراطي الوطني الكردي في سوريا، جماعة محمد عباس أبو شيرو.

  40. حركة المجتمع الديمقراطي الكردي في سوريا، وهي انشقاق عن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

  41. حركة الشبيبة الثورية الكردي في سوريا، تتبع لحزب الاتحاد الديمقراطي.

  42. حزب إنقاذ كردستان، حزب جديد يهدف لرأب الصدع بين الأحزاب الكردية، يتبع لحزب شمالي العراق، من جماعة الأمين العام لحركة الإصلاح والتنمية محمد بازياني.

  43. حزب الطريق الديموقراطي الكردستاني. تأسس في آذار 2015.

  44. التيار الليبرالي الكردستاني، جماعة إبراهيم حمو

  45. المؤتمر الوطني الكردستاني، جماعة جواد الملا

  46. حركة الضمير الكردي.

ولا ندري فربما تمّ تأسيس حزب جديد أثناء كتابة هذا البحث!

هذا بالإضافة إلى: 4 اتحادات للكتاب والصحفيين، 3 منظمات لحقوق الإنسان، 4 اتحادات نسائية، وعشرات من الجمعيات الإغاثية والتنسيقيات والروابط الاتحادية والتجمعات والحركات. وكمثال: حركة سوا، حركة راستي، حركة سوز، حركة روناك، حركة اتحاد ستار، منظمة الحقيقة، منظمة شورش… 

“مأساة أن يرتبط مصير شعبنا الكردي بهذه الأحزاب المتشظية، فلا أمل لنا بأي مستقبل حالي بدولة مستقلة”. هذا ليس كلام مركز فيريل بل كلام أحد أكبر كتاب أكراد العراق، يتابع: “كل حزب يعتبر نفسه ممثلاً للشعب الكردي، ويتهم الآخر بأنه خائن وتابع للأجنبي، وتحتدم المنافسة لتصل إلى الاشتباك المسلح، واختطاف أحد أعضاء الحزب الآخر وكمثال، اختطفت وحدات حماية الشعب الكردي ابن شقيق عدنان بوزان أمين حركة الشعب الكردي، وحدثت مواجهات بين الحركتين… كما حدثت مواجهات بين البيشمركا وأعضاء حزب العمال الكردستاني… المواجهات يومية والتنافس على أشده.”

إذا كانت عشرات الأحزاب الكردية، وهي في حالة حرب ضد العدو “الافتراضي”، بهذا الانقسام والعداء فيما بينها، فكيف سيكون الوضع في حالة السلام، وزوال العدو الخارجي؟ مركز فيريل للدراسات ـ برلين. 

العدو الخارجي لن يزول، والانقسام الداخلي باقٍ، والأكراد يشكلون خطراً على أنفسهم أولاً، وسواء رفعوا علمهم شمال العراق أو شمال سوريا، أو حتى استقلوا، شهور ويبدأ الاقتتال الداخلي الدموي… ونصيحة لهم أن ينضموا لـ جامعة الدول العربية، حيثُ فنون الاقتتال بين الدول والزعامات على حقيقتها، هناك سيتعلمون ويُعلّمُون. وللحديث بقية فيما يخصّ سوريا… الدكتور جميل م. شاهين

 02:03:2017 Firil Center For Studies, Berlin, Germany