مئات الملايين من الدولارات المزوّرة في السوق السوداء. خاصّ بمركز فيريل للدراسات.





اعترفت مجلة Bloomberg Businessweek الأسبوعية الأميركية، بوصول دفعة جديدة من الدولارات المزورة التي تمّ رصدها في الشرق الأوسط، المبلغ هو 70 مليون دولار زوّرت بطريقة احترافية دقيقة، وصفتها المجلة بـ “الأسطورية”، بحيث يصعب على أمهر الصرّافين تمييزها، المبلغ كان عن شهر نيسان 2016 فقط، بينما لم يتم الاعتراف عن باقي الأشهر. تُرسَل الدولارات المزورة إلى مكاتب الخدمة السرية الأمريكي U.S. Secret Service، ليتم فحص طريقة التزوير والآلات الطابعة، والدول أو المنظمات التي تقف وراءها، والمفاجئ أنّ هذه الدولارات ومعظمها من فئة الـ 100 دولار، كانت ضمن الأرقام التسلسلية، والعلامة المائية صحيحة، والتي تكشفها الأشعة فوق البنفسجية.  

تقوم الولايات المتحدة كل عام، باسترداد الدولارات المزورة التي تُجمع من حول العالم، ففي عام 1999 ابتدأت العملية بـ 50 مليون دولار، كان التزوير واضحاً خاصة في الختم الموجود على الزاوية السفلية اليمنى، وسميت القضية “الملاحظات الإسرائيلية الروسية”.

في الولايات المتحدة اكتشفت قبل أشهر، كمية كبيرة من الدولارات المزورة بمنطقة  Cherry Hill بولاية نيوجرسي، وفي شمال ولاية فرجينيا، وكان التزوير محكماً.

في البلدان العربية خاصة الخليجية، ووفقا لشركات الصرافة في دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد اكتشفت عدة ملايين من الدولارات المزورة، قدرت قيمتها بـ 147 مليون دولار.

بخصوص الدولارات المزورة القادمة من سوريا، وبسؤال مركز فيريل للدراسات لأحد الأخصائيين في بنك Sparkasse، أفادنا بالتالي: “يجب على الشخص الانتباه لكل ورقة نقود تدخل جيبه، خاصّة إن كانت من خارج ألمانيا، وعندما يكون التعامل مع مبالغ كبيرة.”. وعن طريقة فحص الدولارات المزورة، أجاب: “إذا كان التزوير  احترافياً، لا يمكن تمييزها إلا بجهاز الكشف.”.

وحسب الأخصائي الألماني: “الدولار هو العملة الأكثر تزويراً في العالم.”. ولدى سؤالنا عن الدولارات القادمة من سوريا، أجاب: “يتحاشى اللاجئون تبديل الدولارات في البنوك، كي لا يُقطع عنهم راتب المساعدة الاجتماعية، فيلجؤون للمراكز الخاصّة، وقد اكتشفنا كميات كبيرة من الدولارات المزورة مع اللاجئين السوريين، قاموا بشرائها في سوريا من السوق السوداء.”.

وعن تقديره لكميات الدولارات المزورة في الشرق الأوسط وسوريا تحديداً، أجاب: “لا يمكن تقدير المبالغ طبعاً، لكن مع ظروف الحرب القائمة، تنتشر عمليات تزوير الدولارات بشكل كبير، وقد لاحظنا ارتفاعها في سوريا مقارنة بباقي البلدان المجاورة، عملية التزوير لا تتم بالضرورة داخل الأراضي السورية، لكن قد تتم في دول مجاورة، لكن الترويج يحدث بسهولة في سوريا، بسبب حاجة الذين يغادرون إلى أوروبا لعملة أجنبية، يشترونها من السوق السوداء بخوف وسرعة، ولصعوبة توفر آلات الكشف بين أيادي المواطنين العاديين.”.

لدى الإلحاح عليه، قال: “بالتأكيد هناك عشرات الملايين من الدولارات المزورة بين أيادي السوريين.”.



عشرات الملايين! هذا تقدير قد يكون متواضعاً من حيث الرقم، لأنّ الأخصائي الألماني لا يعلم أنّ المسلحين يتقاضون رواتبهم بالدولار من دول خليجية، أولها السعودية، فهل هي دولارات حقيقية؟ علمنا أيضاً في مركز فيريل للدراسات أن ورقة واحدة مزورة فقط من الدولارات يتم كشفها، وتعطيلها، من أصل خمسة أوراق مزورة! وأنّ الشبهات بتزوير الدولار عادت لتحوم حول دول وليس مجرد عصابات، كون بعض الدول بدأت تستغني عنه في تعاملاتها التجارية، وعندما تتدخل الدول بالتزوير، تقول فيريل: “على الدولار السلام”.

16.10.2016 خاصّ بمركز فيريل للدراسات ـ برلين