مهزلة تحرير الموصل! لكن ماذا بعد؟ د. جميل م. شاهين





تغطية إعلامية غير مسبوقة، وشهور من التحضيرات العسكرية الجبارة، بمشاركة 60 دولة، تخيّلوا الرقم؛ ستون دولة تملكُ العزم! هذا الكلام لقائد عملية “العزم التام”، التي يقوم بها التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، الجنرال ستيفن تاونسند، هذا بالإضافة لحشود من عصابات البشمركا وغيرها، والقصد عاصمة الآشوريين الموصل، الجميع يقاتل لتحرير مدينة مُدّعياً أنها مدينة أجدادهِ، في حين أنها مدينة الآشوريين، وأقصد هنا عصابات البشمركا. فإذا كانت قوات التحالف قد دربت حسب قولها 54 ألف مقاتل عراقي، ثم تأتي عصابات البشمركا بعدة آلاف والجيش العراقي، يمكننا القول؛ 100 ألف مقاتل لتحرير مدينة كان فيها 8000 آلاف مقاتل! وكما علم مركز فيريل للدراسات؛ لأربعة أيام متتالية منذ فجر الخميس 13.10، وحتى ليل البارحة 16.10، انطلقت من الموصل باتجاه سوريا، أكثر من 470 سيارة دفع رباعي، تحمل 4500 مقاتل من داعش، ومعها عشرات السيارات الخاصّة فيها عائلات زعماء داعش، ووجهتهم “الرقة”. أرتال من داعش تجاوز طول بعضها 3 كلم لم تلاحظه طائرات التحالف ولا أقماره الصناعية، يصل الرقة في وضح النهار! أيّ مهزلة هذه؟

طبعاً نتفهم ما أعلن عنهُ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، القائد العام للقوات المسلحة العراقية، من انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل، خاصة عندما قال: “القوات التي ستدخل الموصل هي الجيش العراقي والشرطة الوطنية، حصراً”. معهُ حق، فالتكالب التركي الكردي على الموصل وصل حد الوقاحة ويمكن تسميته بكل بساطة “احتلال”. فالموصل كعكة يريدون تقاسمها، والجميع يلهث وراءها.

سيدخلون الموصل بسهولة، مع وجود بعض جيوب من مقاتلي داعش الذين تركتهم خلفها قياداتهم، وأخبار عن معارك طاحنة، وباشتراك رامبو البشمركا وغيره، وصعوبات ووو، وتتحرر المدينة! لكن ماذا سيحصل لاحقاً؟ هنا السؤال الأهم.

هل سيتوقف القتال؟ أم سيبدأ القتال بين الجيش العراقي، الجيش الشرعي الوحيد الموجود على الأرض، والمحتلين من عصابات البشمركا وعصابات الأتراك والسعوديين؟

الموصل نحو الأسوأ، هذا ما نتوقعهُ في مركز فيريل، وقد تكون نقطة بدء لحرب بين الجيش العراقي والباقين من المرتزقة، ولن تكون هناك جبهة واحدة، بل جبهات وتصفية حسابات بين الدول على أرض الموصل.

ما نتمناه، وهذا تمني وليس توقع، لأن التوقع قد يخالف الأماني، ألا ينتقل هذا إلى الرقة ودير الزور… دير الزور التي لا يجب أن نغفل عنها.

هو سباق نحو الموصل، يليه سباق نحو الرقة، والأمور نحو التصعيد.

17.10.2016



روابط ذات صلة: 

السباق نحو الرقة أم حلب؟ د. جميل م. شاهين