ما الخطورة الكامنة وراء ارتداء الملابس؟ مركز فيريل للدراسات ـ برلين





صديق دائم يلازمنا ليل نهار، يقينا الشمس الحارقة وبرد الشتاء القارس، ولا ندري أنّ فيه يكمن الخطر القاتل. ربما يكون هذا الخبر قد ورد دون تركيز في وسائل الإعلام قبل فترة، لكننا في مركز فيريل للدراسات نعيد التركيز عليه، بعد التأكد من خطورة الملابس على جسم الإنسان، من مراكز الأبحاث الألمانية المختصّة بالصحة العامة، وصحة الملابس تحديداً.

كما أسماها السيد Sasse؛ “فضيحة دور الأزياء”، هي فضيحة بمعنى الكلمة، فقد اختار عينة عشوائية من الملابس التي تُباع في الأسواق المحلية والعالمية، ومن مختلف الماركات المشهورة والأصناف الرخيصة والباهظة الثمن، وتم تحليلها في المخابر بشكل دقيق، فكانت النتيجة مرعبة؛ “700 مادة كيميائية سامة موجودة في ملابسنا”!.  

سبق وتم التحذير من ألعاب الأطفال البلاستيكية التي تحتوي مواد كيميائية سامة، فحظرت هذه الألعاب في الأسواق الأوروبية، لكن ماذا عن الملابس؟ ألوانٌ زاهية، أسعارٌ منافسة، وأنسجة تمنع تسرب الماء والهواء البارد، مريحة وعصرية، والنتيجة؛ السم فيها.

  • ما هي المواد الكيميائية السامة الموجودة في ملابسنا وماذا تُسبب؟ نُقدم لكم نموذجاً من المواد الكيميائية الأكثر استخداماً لصناعة الملابس وما تسببه من أمراض وأضرار للجسم البشري:
  1. الأصباغ النيتروجينية المثبتة للألوان Azofarben، تسبب السرطان.
  2. مُفرّق الألوان: حساسية في الجلد.
  3. رابع كلور البنزين، مسرع التلوين Trichlorbenzol Farbbeschleuniger: إصابة الكلى وتلف الكبد، وتأثير كغاز الاعصاب.
  4. فورم ألدهيد، لمنع تجاعيد الألبسة Formaldehyd: السرطان.
  5. غليكسول Glyxol وهو بديل جديد للفورم ألدهيد: يهيج العينين والجلد، ويمكن أن يسبب طفراتٍ جينية.
  6. مركبات القصدير العضوية Organozinnverbindungen: تعطل التوازن الهرموني والجهاز المناعي.
  7. الحامض المشبع الأوكتاني الطارد للماء Perfluoroktansäure (PFOA): يسبب سرطان الخصية والكلى وسرطان الكبد والعقم.
  8. بينتاكلور فينول Pentachlorphenol (PCP)، يستخدم لحماية الملابس من العفونة خلال شحنها في حاويات السفن، ولمدة طويلة. يسبب الصداع والسرطان وتلف في الأعصاب.
  9. المبيدات الحيوية مثل تريكلوسان أو الفضة Biozide، وهي مضادات للجراثيم، تسبب تدمير بكتيريا الجلد المفيدة، وتشكيل نوع آخر من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
  • في ألمانيا: تم حظر استيراد أية ملابس أو أقمشة تحتوي على المواد السامة السابقة، من شرقي آسيا وتركيا، ومنع استخدامها محلياً أو حتى مرورها لدول أخرى عبر الموانئ الألمانية، بالإضافة لمنع استيراد “مواد التجميل” التي هي أيضاً تحتوي على مثل هذه المواد. وتتم مراقبة وتحليل الألبسة المستوردة دورياً، وينطبق هذا القانون على كافة دول الاتحاد الأوروبي.

3333

  • في سوريا؛ كيف نعرف ما هي الألبسة الخطيرة؟
  1. كل قماش أو جلد يصدر عنه رائحة كيميائية، هو خطير ويسبب أذية جسدية مستمرة، وننبه هنا إلى الجلود التي تحتاج لمعالجة كيميائية طويلة، وتستخدم لصناعة السترات الجلدية أو الحقائب، والمستوردة من تركيا وبنغلاديش، هي الأكثر ضرراً. كما ننبه للقمصان التي تحتوي على رسوم وألوان بمواد بلاستيكية أو مطاطية.
  2. معظم الألبسة المستوردة من شرقي آسيا أو المكسيك وتركيا، غير مفحوصة مخبرياً، وسيئة الصناعة، وتدخل فيها هذه المواد.
  3. تنبيه هام: المياه التي تخرج من “الغسالة” ضارة جداً، وتحتوي على الأصبغة المنحلة من هذه الأقمشة، كما أن الغسيل المتكرر لا يعني إطلاقاً زوالها بشكل كامل، فبعضها ثابت لا يزول بالغسيل ويبقى ملامساً للجلد، لكن الغسل يؤدي حتماً لتخفيف الأخطار.
  4. تحاشي استخدام الكلور بكميات كبيرة لتنظيف الألبسة، لأن الغسل لا يؤدي لزواله بشكل كامل، وتماسه مع الجلد يسبب بثورا أو طفحاً جلدياً، كما أن ارتفاع نسبته قد تؤدي لشرطان الثدي.
  5. كافة الأقمشة التي تحتوي على مادة البولستر ضارة.
  6. كلما ازدادت الألوان في الأقمشة، ازداد استعمال الملونات عند صناعتها، وازدادت الخطورة.
  7. أخطر الملابس هي الملابس الداخلية الملونة، لأنها تكون بتماس مباشر مع الجلد.
  8. يجب قراءة مكونات والمواد التي استخدمت للصناعة في الملصق الموجود على الثياب، وتجنب الألبسة التي تحتوي على تلك المواد التي ذكرناها، وفي حالة عدم وجود ما يكشف هذه المواد، فالقماش سيء، والمنتج تعمّد عدم الكشف عن ذلك.
  9. تعريض الملابس بشكل دائم للهواء الطلق.
  10. ليست الألبسة باهظة الثمن بمنأى عن هذه الخطورة، بما في ذلك الماركات العالمية، لكن الخطورة تأتي أيضاً من الألبسة والأحذية المقلّدة للماركات العالمية، والمُباعة بأسعار أرخص.

من النتائج الرئيسية لتحليل الألبسة المصنعة بشكل غير صحي، أنّ نسبة الإصابة بالسرطان لدى مَن يرتديها لفترة طويلة، ازدادت بنسبة 125% مقارنة بمن يرتدي الملابس الصحية.

  • بقي أن نقول: بعد عرض مركز فيريل للدراسات لقميص سوري أبيض للفحص، وهو صناعة سورية وطنية من القطن السوري، تبيّن لنا أنّه من أسلم وأفضل الألبسة صحياً، والأقل احتواءً على مواد كيميائية ضارة.

 07.11.2016. مركز فيريل للدراسات ـ برلين.