ما يحدث في سوريا هو أكبر كذبة في العصر تقرير أوروبي. د. جميل م. شاهين

رغم استمرار الإعلام الغربي الرسمي بالكذب على شعوبه، مع تغيّر بسيط في اللهجة، إلا أنّ أصوات الحقيقة بدأت تعلو بعد افتضاح حقيقة ما يجري في سوريا. سبق أن نشر مركز فيريل للدراسات باللغتين العربية والألمانية تقريراً للكاتب والمحلل الألماني Guido Grandt، يتهم فيها الإعلام الغربي بالكذب، ننشر اليوم تقريراً  نشر في أكثر من دولة غربية تحت عنوان: “ما يحدث في سوريا هو أكبر كذبة في العصر”، ويتضمن شهادات من أرض الواقع لأوروبيين عاشوا ما يجري وما جرى في سوريا.




لا يوجد شيء اسمه ثورة في سوريا، وكله كذب وتزوير

تتناقل وسائل الإعلام الغربية ومنذ ست سنوات أخباراً عن انتفاضة شعبية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وعن قتل الجيش السوري للمتظاهرين السلميين حملة أغصان الزيتون “اللطفاء”، وحتى عن قصف هذا الشعب بالأسلحة الكيماوية. انتفاضة قالوا عنها: “ثورة لتحقيق الديموقراطية والإطاحة بنظام الحكم عن طريق متمردين معتدلين!”. منظمات حقوق الإنسان كـ “هيومن رايتس ووتش”  HRW قدمت تقريراً عن نظام قمعي استبدادي قصف شعبه بالغازات السامة، كان آخره بعد تحرير مدينة حلب من الإرهابيين، ورد فيه أنّ مروحية تابعة للجيش السوري قصفت ثماني مرات، بين 17 تشرين الثاني و12 كانون الأول 2016، المتمردين بغاز الكلور السام، فقتلت تسعة أشخاص بينهم أربعة أطفال وأصابت 200 آخرين… ولكن ما مدى صحة هذا الكلام؟

قبل عام 2011 كان الشعب السوري متحداً

 تؤكد كافة التقارير الغربية السابقة لبدء الأحداث في سوريا، أنّ الشعب السوري كان متحداً تحت قيادة الرئيس السوري بشار الأسد، يقول الأب الفلمينغي Pater Daniël Maes، 78 عاماً، الذي يعيش في سوريا منذ عام 2010، في دير مار يعقوب شمالي دمشق بـ 90 كلم، في شهادته: “حتى عام 2010 كان السوريون يعيشون حياةً طبيعية، ولم تكن لديهم أية فكرة عن انتفاضة ضد الأسد، لكنني فيما بعد شاهدت بأم عيني كمية التحريض التي كانت محطة الجزيرة القطرية تبثه في نفوس الشباب، والتزوير عن طريق أفلام الفيديو لحقيقة ما يجري، لإعطاء الانطباع أنّ هذه الانتفاضة جاءت ضد نظام قمعي.”.

يتابع الأب Pater Daniël Maes في شهادته: “ما جرى في سوريا خطأ كبير لا يغتفر بحق دولة علمانية، صحيح أن هناك نسبة فقر  معقولة، والحرية السياسية ليست كاملة، ولكن الذي لا يعلمه الغرب أنّ التعليم والرعاية الصحية كانت مجانية، وجميع الطوائف تعيش فيها بسلام وتناغم فريد، لكن بعد التحريض والدعم الخارجي، تحولت هذه البلد إلى بلد طائفي يقوم فيه المتمردون بقتل باقي الطوائف من مسيحيين وعلويين ودروز وشيعة.”.  

شكراً للرئيس فلاديمير بوتين، شكراً للرئيس بشار الأسد

يقول الأب Pater Daniël Maes: “تمكنا من افتتاح عدة مراكز لرعاية اللاجئين والمشردين في حلب، حيث يُقدّم أحدها 25 ألف وجبة طعام. حسب التقارير التي صدرت عن مراكز دراسات عالمية، والذي شاهدته بنفسي، فإنّ آلاف الإرهابيين جاؤوا من دول الخليج والسعودية وأوروبا وتركيا والشيشان، وكنا نخشى على حياتنا في سوريا من هؤلاء، فقد هاجمنا الإرهابيون في الدير وأطلقوا النار علينا، فاختبأنا في أقبية الدير، والذي أنقذنا هو الجيش السوري، حيث دافع عنا وصد هجومهم. لهذا نشكر الرئيس فلاديمير بوتين لأنه تدخل في سوريا في الوقت المناسب، لمنع الإرهابيين الإسلاميين من الاستيلاء على السلطة، وللرئيس السوري بشار الأسد لإنقاذ حياتنا للمساعدات والتسهيلات التي قدمها لنا وللمحتاجين.”.




قطر والسعودية هما المشكلة

استناداً إلى بحث مركز فيريل للدراسات عن عدد المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون الجيش السوري، فإن السعودية تحتلُ المرتبة الأولى بعدد المقاتلين والقتلى حتى نهاية 2016، ويتابع البحث: “وحدها قطر والسعودية دعمتا الإرهابيين في سوريا بـ 39 مليار دولار.!”. ويستند التقرير الأوروبي لذلك متابعاً: “التغطية الإعلامية الغربية هي أكبر كذبة، والثورة ضد الرئيس الأسد محض هراء، والشعب السوري يُعبّر عن فرحته باندحار الإرهابيين، وفشل مخططات السعودية وقطر، ومن ورائهم الولايات المتحدة الأميركية، بتشكيل حكومة متطرفة في سوريا من داعش وتنظيم القاعدة… في الحقيقة لا يوجد مقاتلون معتدلون، كلهم إرهابيون قتلة.”.

لأول مرة يتم نشر هكذا تقرير في أوروبا، فقد نشرته عدة وسائل إعلام وصحف، منها صحيفة برلين وصحيفة HLN البلجيكية، ولكن مازال هذا النشر خجولاً، وبحاجة لدعم من أصحاب العلاقة، وأصحابُ العلاقة مشغولون بأمور أخرى، ومشغولون أيضاً بالندب واتهام الغرب بالتقصير…

كم هو مُعيبٌ أن ينتظر ذوو الشأن، الشرفاءَ والشجعان في أوروبا والغرب كي كي يدافعوا عن سوريا إعلامياً، ربما برامج الطبخ والأبراج أهم من الشهداء، وما شاء الله تعداد الداعيات… أهم من… ســـوريا.

الدكتور جميل م. شاهين. 08.03.2017

مركز فيريل للدراسات ـ برلين.