مركز فيريل في مجلس الشعب السوري

 

الذئابُ تهاجم الخراف من كل حدبٍ وصوب، والراعي مشغولٌ بتلميع “الشبّابة”. هذا هو حال مجلس شعبنا الموقر، تركوا الجناة ووقفوا بوجه الضحية، ميّعوا واختصروا محاربة الفساد بمنع الفيميه، حجّموا جريمة المناهج التربوية الإخوانية بقصيدة طش طش… وتمّ التطنيش ولكن لن نسمحَ لكم.

مركز فيريل للدراسات، دمشق. قرر مركز فيريل للدراسات حضور عدة جلسات لمجلس الشعب، كان منها أثناء مناقشات حامية لموضوع (الأطفال مجهولو النسب). أولئك الاطفال واليافعين الذين خلفتهم الحرب، وتركتهم ضحايا محرومين من أبسط حقوقهم، وهي معرفة آبائهم. عُقدت ثلاثُ جلسات لتحديد مصير هؤلاء الأطفال، والنتيجة؛ لم يتفق أيٌّ من الأعضاء على أية فقرة أو مادة، لا بل دب الخلاف حول بعض الكلمات.

ألّا يتفق الأعضاء، هذا طبيعي، وكل ما ورد يندرجُ ضمن التقاليد الموروثة، لكن أن تتم إضاعة الوقت بقضية ليست ذات أهمية قصوى، وحلّها لا يحتاج لعبقرية فريدة، هو غير الطبيعي.

خضغ الموضوع في البداية لنقاش عام، أبدى فيه الجميع آراءهم، فقال أحد الأعضاء: “من الأفضل بدلاً من أن نعالج ما يتعلق بمجهولي النسب، أن نمنح مزايا لأبناء الشهداء، لأنهم أكثر حاجة.”. عضو آخر قال: “تعطون أبناء الإرهابيين تُماثل ميزات أبنائنا!”. بينما رفضت إحدى أعضاء المجلس هذا الأمر لأنه، حسب رأيها، مخالف للتقاليد والعادات، ويُسيء لشرف المرأة: “أنتم تطعنون بشرف المرأة السورية… أنا أريد أسماء هؤلاء الأطفال؟”.! كيف نأتي بأسمائهم وماذا يفيد ذلك؟ كما طالب عضو بتحديد سنّ هذا الشخص مجهول النسب والشرط أن يكون طفلاً، لمنحه الجنسية السورية. أما من هو فوق الثامنة عشرة فهو مجرم.

وزيرة الشؤون الاجتماعية أدلت بدلوها قائلة: (عددهم بالمئات). إذاً القضية بسيطة يا جماعة.

رأي مركز فيريل للدراسات

  • المعروف أنّه كان يُتركُ الطفلُ (الرضيع) مجهول النسب أمام دور العبادة، أليست هذه تقاليد تمّ تصويرها في مسلسلات درامية سورية وقصص شعبية؟ إذاً رعاية هؤلاء هي مسؤولية وزارة الأوقاف دون شك، ومعها وزارة الشؤون الاجتماعية.
  • منح النسب أو عدمهُ يجب انجازه بسرعة ودون اجتماعات واجتماعات ولجان تنبثق عنها لجان، وعدم ترك هؤلاء الأطفال للشارع، وإلا سيفيق السوريون على عصابات إجرامية إرهابية، فإذا كانت دور العبادة قد خرّجت قاطعي الرؤوس وآكلي لحوم البشر، فماذا سيُخرّج الشارع يا مجلس الشعب؟
  • عدد الأطفال مجهولي النسب هو عشرات الآلاف، وليس مئات كما قيل في مجلس الشعب، ولمعلوماتكم يا سادة، هناك بين 6 إلى 8 آلاف طفل مجهول النسب في محافظة إدلب فقط.
  • ماذا تتوقعون أن ينتج عن “جهاد النكاح”، وآلاف حالات الاغتصاب التي جرت في المناطق التي سيطرت عليها المجموعات الإرهابية؟ هل ستحصلون على عصافير الجنة أم طيور الحب؟ هناك آلاف من الأطفال لا يمكن معرفة آبائهم حتى بتحليل الـ DNA، وعليكم أن تبحثوا عنهم بين إرهابيي الأيغور والشيشان والتركمنستان… فماذا ستفعلون بهؤلاء الأطفال؟
  • حسب معلومات مركز فيريل، وصل ألمانيا عام 2015 أكثر من 1200 لاجئ سوري دون الثامنة عشرة، لوحدهم وبدون الوالدين، وهم يُعتبرون أطفالاً. تمّ استيعابهم في مراكز لجوء خاصة برعاية الأطفال. كثير من هؤلاء جاؤوا بأسماء غير حقيقية ودون أوراق ثبوتية، بتعبير آخر؛ مجهولي النسب. لم يتم نقاشٌ حول قبولهم من عدمهِ، بل سارعت السلطات لتأهيلهم وتعليمهم. بينما قامت عدة عائلات ألمانية بتبني قسم منهم وكذلك فعلت الكنيسة.
  • أخيراً: تركيا تتمدد في الشمال الغربي من سوريا، وتقوم باستقطاب الآلاف من الأطفال مجهولي النسب هناك، الولايات المتحدة تخطط للانفصاليين في الشمال والجزيرة، إسرائيل تسعى نحو ما هو أبعد من الجولان… هناك إعادة الإعمار ومحاربة الفساد… وأنتم يا أعضاء مجلس الشعب ما زلتم عند مشروع إعطاء النسب من عدمه!! نُعطيه النسب أم لا نعطيه؟ 

نلقاكم تحت قبة مجلس الشعب في مناقشة حامية أخرى. مركز فيريل للدراسات. 17.10.2017