هـل ســتُفجّر ديـار بَكـر الحـرب الأهليــة في تركيــا؟

رغـمَ التعتيـم الإعلامي التركـي والغربي عمّـا يجري في مدينـة ديار بَـكـر منذ ثلاثة أشهر، إلا أنَ الأخبـار والصـوّر المُسـربة لبعض المواقع، كشـفت حجم المأسـاة التي يعيشها سـكان المدينة، وشراسة المعارك التي تدور هناك.

فبعد قصف طيران النظام التركي لأحياء ديار بكر القديمة، انتظر محمد وهران أسبوعين لانتشال جثة ابنه من تحت أنقاض منزله. وقد طال القصف منازل المدنيين وحتى المسجد الرئيسي في المدينة، حيث تدور خلفهُ معارك عنيفة بين الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال المُصنّف أوروبياً كتنظيم إرهابي.

كان النظام التركي الإرهابي قد فرض حظر التجول على المدينة في 15 كانون الأول الماضي، عقب هجوم لمقاتلي الحزب على مركز شرطة في المدينة، أوقع الهجوم ستة قتلى من الأتراك.

كان “عبد الله أوجلان”، الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني، الموضوع في السجن الانفرادي في جزيرة ببحر مرمرة، قال: “لن نتوقف عن القتال حتى نتمكن من دفن أطفالنا.”

يقسـم شـارع غازي قديسي المدينة إلى قسمين، ويعتبر خط التماس الأول، حيث تتمركز قوات النظام التركي المدججة بالسلاح من جهة بينما يُسيطر مقاتلو الحزب على الجهة الأخرى والمدينة القديمة التي تنتشر فيها المتاريس في كل مكان.  وتعيش المدينة دون مياه ولا كهرباء. ويقول بيليسي رئيس منظمة حقوق الإنسان في ديار بكر: “عشرات الجثث المتعفنة ملقاة في الشوارع منذ أسابيع. لقد وعدتنا الحكومة التركية بتخفيف منع التجول، والسماح بوصول المؤن والمساعدات الإنسانية للمدنيين، لكنها على العكس، زادت من حصارها”.

وحسب تقرير جمعية حقوق الإنسان لقي 198 مدني كردي مصرعهم منذ كانون الأول 2015، بينهم 43 امرأة و 33 طفلاً. بينما قال هارون أرجان من بلدية المدينة أنّ 20 ألف مدني نزحوا عن المدينة خلال الأيام القليلة الماضية.

ويتساءل نيسيت جيراسون، المحامي الكردي البارز: ” أين هي أوروبـا التي تتحدث عن حقوق الإنسـان مما يجري من مذابح في ديار بكر؟! لأوروبـا مصالح مع حكومة أيردوغان فقط ولا يهمهـا الشعب الكردي في جنوب شرق تركيـا”.

من جهتـه، يتعامى زعمـاء عصابات البيشمركا والأشايس وغيرها، وعلى رأسهم الإرهابي برازاني عما يفعلهُ سَـيّدهُ أيردوغـان، ويعتبرهُ شـأن تركي داخلي، حتى أنّ وسـائل إعلامه لم تذكر أي خبر عن ديـار بكر وكأن الأكـراد الذين يُسفك دمهم هناك هم أعداؤه أيضاً.

الوضـع في ديار بكر معقد ومرشـحٌ للتدهور أكثر، خاصة بعد وصول إمدادات عسكرية لحزب العمّـال، اتهمت أنقرة فيها موسـكو بأنهـا وراءهـا… د. جميل م. شاهين