هل ستستمرُ إسرائيل بقصف سوريا عام 2022

  • يوم قرر العرب رمي إسرائيل في البحر. الفارق بين الشعارات العربية والإيرانية؟
  • مصرع طيّارَين إسرائيليّين
  • هذا ما قاله المسؤولون والإعلام الإسرائيلي
  • الإعلام الإسرائيلي يفضح الأسباب
  • سباق تسلّح بين حزب الله وإسرائيل
  • هل ستستمرُ إسرائيل بقصف سوريا عام 2022؟
  • ماذا سيحدث إن قررت إسرائيل شن حرب ضد حزب الله؟

يوم قرر العرب رمي إسرائيل في البحر. الفارق بين الشعارات العربية والإيرانية؟

شنت إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948 سبع حروب ضد الدول العربية، كان نصيب سوريا الأكبر منها. العرب طرحوا منذ البدايات شعارات حماسية وخطب رنّانة بدأت برمي إسرائيل في البحر وعدم قبول التقسيم وتحرير كامل فلسطين، لتتراجع تلك الشعارات والأهداف إلى حدود 1967، ثم تحرير القدس الشرقية وهكذا إلى أن وصل حال العرب إلى الهرولة لكسب ودّ تل أبيب والتذلل على عتباتها وقبول 20% من فلسطين.

إيران أيضاً طرحت نفس الشعارات بعد عام 1979 ومازالت، فسمّت إسرائيل “الشيطان الأصغر”. توقفت الشعارات عام 1981 مؤقتاً بعد أن باعت تل أبيب لطهران أسلحة بقيمة 500 مليون دولار خلال عامين، وساعدتها في حربها  ضد العراق بقصف المفاعل النووي العراقي. مع تأسيس حزب الله عاد التوتر إلى العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، المقطوعة ديبلوماسياً، فدعمت طهران الحزب كما فعلت سوريا.

التشابه واضح بين الشعارات العربية والإيرانية، لكن الفارق أنّ إيران طوّرت صناعاتها العسكرية وغير العسكرية وباتت قوة إقليمية لا يُستهان بها، بينما طوّرت الدول العربية مؤامراتها ضد بعضها وضد شعوبها، وضخّت ترليونات في بنوك الغرب لكسب دعمهم ورضاهم، وتصالحت مع أبناء العمومة في تل أبيب.

مصرع طيارَين إسرائيليين

دعونا نبدأ من خبر مصرع طيارَين إسرائيليين في حادث تحطم مروحية قبالة سواحل حيفا مساء الإثنين 03.01.2022، بينما أصيب ضابط على متن السفينة الحربية بجروح بالغة. القتيلان هما المقدم Erez Sachiani (38 عاماً) شغل سابقاً منصب نائب قائد قاعدة رمات دافيد الجوية شمال فلسطين، والرائد Chen Fogel (27 عاماً). ننقلُ ما ورد من أخبار متضاربة تُلقي لنا ضوءاً على القادم في هذا الموضوع لعام 2022 مع علاقة هذا الخبر بسير حرب مؤجلة في المنطقة.

هذا ما قاله المسؤولون والإعلام الإسرائيلي

نستعرض لكم ما ذكرتهُ وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية وكذلك المسؤولون الإسرائيليون، لاحظوا التناقض وإخفاء وتزوير المعلومات.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: ( تحطمت مروحية التابعة للبحرية أثناء قيامها بمهمة تدريبية قرابة الساعة الثامنة مساء. لقد كان فشلاً تقنياً وليس نتيجة هجوم). أما أفيخاي أدرعي فقال كما في الصورة: (أخبار مؤسفة: قُتل طياران من سلاح الجو برتبة مقدم ونقيب في تحطم مروحية بحرية أثناء رحلة تدريبية مساء أمس قبالة شواطئ حيفا واصيب ضابط من سلاح البحرية كان على متنها بجروح متوسطة. واصطدمت المروحية بالمياه عندما حلقت على علو منخفض).

لاحقاً؛ تراجع الجيش الإسرائيلي عن الفرضيات معلناً على لسان وزير الحرب الإسرائيلي بيني جانتس أنّ (الجيش الإسرائيلي سيحقق في الحادث ويتوصل إلى النتائج اللازمة)

الإعلام الإسرائيلي يفضح الأسباب

القناة 12 الإسرائيلية: سقوط مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي من نوع “يسعور” على متنها أفراد من وحدة 669 للإجلاء الطبي، وعمليات البحث عن حطام المروحية والمصابين تجري قبالة سواحل حيفا.

صحيفة Time of Israel  رئيس سلاح الجو الإسرائيلي يوقف أسطوله بعد مقتل ضابطين في تحطم مروحية في البحر. المروحية كانت من نوع AS565 Panther  أو Atalef وعمرها 25 عاماً، يمكنها أن تهبط على السفن الحربية،  وتستخدم لمراقبة سواحل العدو وتحديد الأهداف البحرية وإجراء عمليات البحث والإنقاذ. ومن المقرر أن يتم استبدال الطائرة في العامين المقبلين بطائرة هليكوبترSeahawk ، وهي النسخة البحرية من مروحية Blackhawk وبحسب الجيش ، فإن المروحية كانت تشارك في التدريب عندما سقطت. ظلت في الهواء لمدة ساعة تقريبًا قبل أن تتحطم. بينما شاهد مدنيون على الشاطئ المروحية تشتعل بالنيران قبل أن تسقط.

حسب (أخبار Ynet) والكاتبين الإسرائيليين Yoav Zitun و Eitan Glickman: الرائد تشين فوغل كان طيّاراً لطائرة هليكوبتر ونائب قائد السرب 193 في قاعدة رمات ديفيد. تمت ترقيته بعد وفاته من نقيب إلى رائد.

الإعلام العالمي نقل الخبر دون معرفة نوع الطائرة بدقة، وهذا أمرٌ هام حسب مركز فيريل للدراسات كما سنرى بعد قليل. السبب غير معروف لكن الاحتمال الأقوى هو عطل فني. ما علاقة هذا الخبر بالموضوع الرئيسي للبحث؟

سباق تسلّح بين حزب الله وإسرائيل

مما لاشك فيه أنّ حزب الله فرضَ نفسهُ عسكرياً كقوة يصعبُ على إسرائيل التغلّبَ عليها دون تدمير واسع للبنان والمنطقة قد يجرها إلى حرب إقليمية يتجنبها الجميع بما في ذلك الولايات المتحدة. ولو كان بمقدور تل أبيب التخلّصَ من حزب الله دون خسائر جسيمة، لفعلتها منذ سنوات. الأمر ينطبقُ على إيران وبرنامجها النووي، لكن هل ستخاطر إسرائيل بضربة جوية كبيرة؟

آخر الأبحاث الإسرائيلية ما نشرهُ مع نهاية العام 2021 “مركز ألما للبحوث والتعليم الإسرائيلي للشؤون الجيو سياسية” الذي قال: (ينشرُ حزب الله أنظمة دفاع جوي في القلمون الغربي غربَ العاصمة السورية دمشق وفي جنوب لبنان. وهي بطاريات دفاع جوي من طراز SA8 وSA17  وSA22. رئيس قسم الأبحاث في مركز ألما الرائد تل بيري: نشرَ حزب الله بطاريات صواريخ أرض جو من طراز SA8 في جنوب لبنان، وهذا يُشكل تهديداً للطائرات الحربية الإسرائيلية التي تُحلّقُ في سماء لبنان. ومن المحتمل أن يكون مقاتلو حزب الله قد تدربوا على منظومة باور 373 الدفاعية الإيرانية التي تعتمد على نظام SA-300 الروسي.).

صحيفة جيروزاليم بوست: (لدى حزب الله نظام صواريخ أرض-جو قصيرة المدى من طراز SA8 وكذلك SA17 و SA22). هذه الصواريخ يُسميها الناتو SA-22 Greyhound وهي بانتسير إس 1 الروسية، هل تمّ تطويرها على يد حزب الله أو الإيرانيين لزيادة مداها وقدرتها وكيف وصلت إلى حزب الله ومَن وراء ذلك؟  

المؤكد أن حزب الله هو أقوى جيش غير نظامي في العالم، ليس لديه دبابات أو طائرات حربية مقاتلة أو سفن أو غواصات لكن قدرته الرادعة الرئيسية هي الصواريخ والعقيدة القتالية. حجم ترسانته الصاروخية حسب مركز فيريل للدراسات تتجاوز 130 ألف صاروخ مختلف المدى. منها ما ورد قبل قليل، ومنها أيضاً: غراد_فجر 100 كم، فتح 110 زلزال 300 كم، سكود يصل مداه إلى 700 كم. أي يمكنه قصف كافة القواعد العسكرية والمطارات الإسرائيلية وصولاً إلى إيلات، بالإضافة للبحر، في حال نشوب حرب مفتوحة. الكميات لا نعرفها ولا تعرفها أقوى أجهزة المخابرات العالمية.

هل ستستمرُ إسرائيل بقصف سوريا عام 2022

مما ورد في الفقرة السابقة، يظهر جلياً أن القصف القادم سيطال القلمون أيضاً بالإضافة لأهداف عديدة تشمل كامل الأراضي السورية.

تل أبيب مستمرة بقصفها بحجج مختلفة أولها؛ وصول أسلحة لحزب الله من إيران أو نشر أسلحة وقوات موالية لها.

السؤال المكرر دائماً:

لماذا لا يكون هناك ردّ حاسم، وإن حصل هل ستتوقف الإعتداءات الإسرائيلية؟ يمكننا أن نُجيبَ على هذا السؤال بسؤال: لماذا لا تقصف إسرائيل حزب الله بينما تستمر بقصف الجيش السوري؟ هناك ثلاثة أسباب رئيسية حسب مركز فيريل للدراسات:

الأول: حزب الله لا يملك قواعد عسكرية ثابتة فوق الأرض، فهو جيش غير نظامي ومحاربته أصعب من محاربة الجيوش العادية، عناصرهُ مواطنون عاديون نهاراً، يمكن أن يتحولوا عند الضرورة إلى مقاتلين يحملون صواريخهم على أكتافهم ويتحركون بحرية، فأين وكم من مكان ستقصف الطائرات الإسرائيلية؟

الثاني: تمكّن حزب الله من فرض معادلة “العين بالعين” والردّ على أيّ اعتداء خاصة ضمن مناطق نفوذه في الجنوب اللبناني، لهذا ندرت إعتداءات إسرائيل هناك ونقلتها إلى المناطق التي تراها أضعف في سوريا.

الثالث: ضعف الدفاعات السورية بسبب تدمير المعارضة المسلحة للرادارات منذ الأيام الأولى للحرب في سوريا 2011 بأوامر من تل أبيب وهذا أثبِتَ لاحقاً. وعدم حصول أيّ ردّ حاسم، سوى التوعّد بالرد في الزمان والمكان المناسب. قِدَم الصواريخ المعترضة بينما استخدام الصواريخ “نصف الحديثة” لا يتم إلا بموافقة روسية! كنّا نشرنا في مركز فيريل للدراسات قبل ثلاث سنوات أنّ الاعتداءات الإسرائيلية ستُصبحُ روتينية، تمر كخبرٍ عادي ضمن سياق نشرات الأخبار، وقد حصل. إسرائيل متأكدة أنه لا رد قادم لهذا ستستمر.

لماذا لا ترد روسيا؟

كفانا اختباءً؛ سوريا لا تستطيعُ ولن تردّ بقوة دون أن تنجر لحرب لا قدرة لها على خوضها في هذا الوقت خاصة. أمّا روسيا فلن تتصدى للطيران الإسرائيلي ولن تُحارب إسرائيل نيابة عن سوريا مهما حصل، هناك مصالح مشتركة بينهما والأمر الأوضح تركيا، فالأخيرة تحتلُ أجزاء واسعة من الشمال السوري، بينما العلاقات الاقتصادية والسياسية بين موسكو وأنقرة في أفضل حال. الأمر ينطبقُ على إيران من جهة تركيا، وكذلك على الاعتداءات الإسرائيلية. خلاصة القول هنا:

(طالما هناك مَنْ يُحارب عوضاً عني، فلماذا أُعرّضُ نفسي للخطر؟!). هذا جواب السؤال المكرر دائماً: أين روسيا وأين إيران؟

روسيا وإيران صديقتان وليستا حليفتين

الحليفُ لغوياً هو المتعاهد على التناصر، أي نصرة حليفه في السرّاء والضرّاء. أما الحلف السياسي والعسكري فهو  الاتفاق المبرم بين دولتين أو أكثر لويضم بنوداً إقتصادية وسياسية وعسكرية، لمواجهة دول أو تحالفات أخرى دفاعاً وهجوماً. هكذا اتفاق غير موجود بين دمشق وموسكو وطهران، التحالف الوحيد الذي جرى الاتفاق عليه كان في أيلول 2015 بين روسيا وسوريا وإيران والعراق وحزب الله، للمساعدة وتبادل المعلومات حول تنظيم داعش الإرهابي.   

دون شك؛ قدّمت روسيا وإيران مساعدة عسكرية هامة لسوريا ضد داعش والفصائل الراديكالية المعارضة. المساعدة هذه كانت دفاعاً عن طهران وموسكو قبل أن تكون دفاعاً عن دمشق، وهذا في السياسة طبيعي لأنها المصالح أولاً وثانياً. ثم اختلفت الدولتان في تقاسم الحصص والنفوذ في سوريا، هذا دون رتوش وتعابير “تُدغدغُ” المشاعر الفيّاضة. ومَنْ يتوقع أن يرى جيوش الحلفاء الافتراضيين تُدافع عن سماء سوريا ضد الطيران الأميركي الإسرائيلي، هو شخصٌ متفائلٌ جداً.

تحليل مركز فيريل للدراسات

نبدأ بتحليل الخبر الذي بدأنا به. سبب سقوط أو إسقاط الطائرة غير معروف، لكنها على الأغلب لم تسقط بسبب عطل فني عادي. فالمدنيون شاهدوا النيران تشتعل فيها قبل سقوطها، بينما المتحدث باسم الجيش أكد أنّها اصطدمت بالماء عندما حلقت على علو منخفض. فمَن منهم يكذب؟

الطائرة كانت بمهمة تدريبية ضمن مناورات شبه دائمة يُجريها الجيش الإسرائيلي استعداداً لأية حرب قادمة في الجبهة الشمالية وتحديداً مع حزب الله. وهي مروحية قتالية هجومية وليست طبية كما يزعمون، ومعظم المناورات والاستعدادات وشراء الطائرات تجري لاحتمال نشوب حرب، مع مَنْ يا ترى؟

أن يكون حزب الله مَنْ أسقطها أمر مُستبعد لكنه قائم، فبعد ساعات من سقوط المروحية قبالة حيفا، أسقطت الدفاعات الإسرائيلية طائرة من دون طيار تابعة لحزب الله وقادمة من جنوب لبنان ، حسب المتحدث باسم جيشها وعرضت صورتها.

أمرٌ آخر ملفتٌ للانتباه؛ استقر نوع المروحية على Eurocopter AS565 Panther أوروبية الصنع دخلت الخدمة 1995، بعد أن كان مروحية “يسعور ” الضخمة والتي دخلت الخدمة عام 1969.! هنا نورد التالي: في شباط 2021 تم التعاقد بين تل أبيب وواشنطن على شراء 12 مروحية لاستبدال المروحيات القديمة المتهالكة. تمت عرقلة توقيع العقد مع الشركة المنفذة وأُجّلَ الموضوع بسبب ميزانيته الضخمة والتي قاربت 9 مليار دولار جُلّها من المساعدات الأميركية… بتاريخ 30 كانون الأول 2021، عاد إحياء التعاقد مع شركة لوكهيد مارتن سيكورسكي لشراء مروحيات من طراز CH-53K King Stallion بتأييد من وزير الحرب بني غانتس الذي اختار المروحية بنفسه، لتكون بمثابة مروحية النقل الجديدة لدى الجيش الإسرائيلي، بينما عارضه آخرون يريدون شراء مروحيات Boeing CH-47 Chinook شركة بوينغ…

المروحيات القتالية الجديدة من نوع CH-53K King Stallion لن تصل قبل عام 2026، إلى ذلك الحين هناك عجز في سلاح المروحيات الإسرائيلي. فيريل للدراسات.

هنا تذكرُ الصحافة الإسرائيلية أنّه (لا علاقة بين توقيت توقيع الاتفاق وسقوط الطائرة)، وكأنهم يؤكدون بنفيهم هذا وجود علاقة، خاصة وأن المروحية سقطت بعد أربعة أيام من تاريخ توقيع العقد الذي رآه كثيرون هدرٌ للميزانية وضربة للصناعة الإسرائيلية. وهذا ما عارضهُ ليلاخ شوفال في إسرائيل اليوم قبل شهور طويلة: (لا يمكن إطالة عمر  المروحيات القديمة فمعظمها قد يصل إلى 10000 ساعة طيران، وهو سقف ساعات الطيران الذي حددته الشركة المصنعة، مما يعرض حياة البشر للخطر.).

الملاحظ؛ كثرةُ الحديث عن فراغ ما في سلاح المروحيات القتالية الإسرائيلة الآن، فقد تم إيقاف جميع المروحيات عن الطيران من النوعين، بينما لن تستلم تل أبيب الدفعات الأولى من CH-53K King Stallion قبل عام 2026، بمعدل أربع طائرات سنوياً. وحسب إسرائيل اليوم أيضاً:

(إذا لم يتم إطالة عمر  المروحيات القديمة، فلن يكون لدى سلاح الجو الإسرائيلي أية مروحيات يسعور على الإطلاق، وحتى في عام 2026 سيكون لدى سلاح الجو  طائرتان فقط تعملان. كل هذا سيُعرّضُ للخطر ليس فقط الطيارين، ولكن أيضًا العديد من القوات المقاتلة، لأن أحد الأغراض الرئيسية  لمروحيات اليسعور  هو نقل القوات إلى عمق أراضي العدو.).

إسرائيل غير مستعدة حالياً لأية حرب تتجاوز أسبوعاً

شنّ غارات جوية ضد أهداف في سوريا مستمر طالما أنه لا ردّ ولا خطورة تُذكر. تُصيبُ الصواريخ أهدافها مرة وتُخطئها مرات. مرةً ومرات… تدري ولا تدري. لكنها تستمر  بروتين غير إعلامي. حتى بات الغريب أن يمرّ شهر دون اعتداء! بالمقابل؛ إسرائيل ليست مستعدة لأية حرب تستمر أياماً خاصة مع حزب الله جنوب لبنان، والعجز في الطيران الحربي المروحي عاملٌ أساسي وهو ما ورد في سياق البحث.

المراقب لحروب إسرائيل يلاحظ بسهولة أنها تعتمد على السرعة في الهجوم وقصر مدة الحرب، لهذا حربُ الاستنزاف فيها خسارة مؤكدة لتل أبيب وجيشها.

أخيراً؛ ماذا سيحدث إن هاجمت إسرائيل حزب الله؟

نختم بحثنا الطويل بهذا السؤال، ماذا سيحدث إن هاجمت إسرائيل حزب الله؟ مع الشكر لمَن وصل هنا دون تقطيع… ما نتوقعه في مركز فيريل للدراسات إن قررت تل أبيب المغامرة؛ غارات جوية عنيفة وتدمير البنى التحتية في لبنان وقتل مئات وربما آلاف المدنيين وانهيار الاقتصاد اللبناني المنهار أصلاً. حزب الله سيخسرُ عدداً من مقاتلية وعتاده العسكري دون شكَ.

على الجانب الآخر؛ سيهاجم حزب الله الممرات البحرية لإسرائيل في البحر الأبيض المتوسط ويضربُ منصات الغاز الإسرائيلية والبوارج الحربية بياخونت وسي 802، وصولاً إلى الساحل حيث يتركز 70% من سكان إسرائيل. ويمكنهُ أن يُمطر القواعد العسكرية البرية والمنشآت الصناعية بين 12 ألف إلى 20 ألف صاروخ خلال الأسبوع الأول.  

إجتياح عسكري إسرائيلي بري سيكون مغامرةً غير مضمونة النتائج، فحزب الله الذي كان يمتلكُ 14 ألف صاروخ عام 2006، بات يمتلك عشرة أضعافها، بينما لم تتضاعف قوة الجيش الإسرائيلي، وعام 2006 دمّر حزب الله 49 دبابة ميركافا فكم سيدمر هذه المرة؟

إسرائيل لن تُهاجم حزب الله في حرب مفتوحة إلا إذا كانت هذه آخر ورقة في جعبتها، وطالما هناك مَنْ يقوم بدورها مجاناً، فلِمَ التكلفة المادية والبشرية، الأسهل أن تبقى تهاجم أهدافاً “وهمية” أو حقيقية في سوريا. الدكتور جميل م. شاهين مدير مركز فيريل للدراسات. 06.01.2022