هل مازال الناتو مُصراً على توجيه الضربة العسكرية؟ د. جميل م. شاهين





انفرد مركز فيريل للدراسات في برلين بفضخ خطة للناتو لضرب سوريا، تناقلتها لاحقاً كافة وسائل الإعلام العالمية، ثم أكدها كبار المسؤولين السياسيين ووزارات الدفاع في الدول العظمى.

نعذرُ بعض المحللين العسكريين والسياسيين، الذين تواصلوا معنا، معترضين على نشر هكذا أخبار، كونهم ربما كانوا “حديثي” السنّ أيام غزو العراق وقصف صربيا.

“من حقّ الشعب الذي ضحى بالكثير، أن يعرف ماذا يجري”. لهذا فضحنا مخطط الناتو للعلن، متحملين كافة النتائج المترتبة على ذلك، ورداً على الملاحظات التي وصلتنا، دعونا نسميها “ملاحظات لطيفة” من جهات رسمية دولية، لم نرد عليها في الخفاء. لهذه الجهات نقول: “هذه تسمونها أنتم حرية إعلامية، ونحن نتقيد بالشروط المنصوص عليها في حريتكم الإعلامية هذه، وسنبقى نحترم قوانينكم، فإن كانت معلوماتنا غير صحيحة، فنّدوها، أو اصمتوا.”.

نعود لموضوع الضربة العسكرية، معلومات مركز فيريل للدراسات في برلين تقول: “الضربة العسكرية لسوريا، ما زالت قائمة، ربما تراجعت الاحتمالات قليلاً، أو تأجلتْ، ليس بسبب تعقّل الولايات المتحدة، بل للأسباب التالية:

  1. بات الناتو يحسبُ حساب الدفاعات الجوية السورية، ولا يريد أية خسارة، خاصة بعد وصول الصواريخ الروسية.
  2. وردنا من تركيا أنّ الرئيس التركي أردوغان قد أعلم البيت الأبيض، أنّه لن يسمح لطيران الناتو بالإقلاع من قاعدة أنجرليك لضرب الجيش السوري، طبعاً ليس حبّاً بسوريا، لكن لخشيته من ردة فعل سورية، تسبب توسّع الحرب أكثر لتشمل بلادهُ، وقد وضع شروطاً يمكن وصفها بالتعجيزية لقبول ذلك، ونرى أنّ الناتو سيقبل بها.
  3. الناتو غير متأكد من ردة الفعل الروسية، لكنه بالوقت نفسه متأكد أنها لن تكون كردة الفعل على ضرب صربيا، وحسب ما وردنا من موسكو: “روسيا لن تتفرج على الناتو وهو يضرب سوريا.”.
  4. وصول قطع حربية صينية، يجعل المهمة أصعب، واحتمالات توسع الحرب أكبر.
  5. الناتو متأكد من أنّ توجيه ضربة ناقصة للدفاعات والصواريخ السورية، سيؤدي لإغراق تل أبيب بعشرات الصواريخ السورية، وحتى إن نجحت الضربة الأولى بتعطيل هذه الدفاعات، ما هو موقف حزب الله؟
  6. تبادل التهديدات والحرب الإعلامية بين موسكو والناتو بشكل عام وواشنطن بشكل خاصّ، تهديدات علنية أو جاءت عبر رسائل “البريد” السعودي والتركي والأوكراني، وسوف ننشر غداً رسالة التهديد عبر “بريد” أوكرانيا.
  7. الموقف المصري غامضٌ، وقطعُ السعودية النفط عن مصر، ليس بسبب موقفها بمجلس الأمن، فقد علم مركز فيريل للدراسات أن مصر رفضت الاشتراك بأية ضربة عسكرية ضد الجيش السوري، أو إعطاء تسهيلات عسكرية، رغم الإغراءات السعودية، وهذا سبب قطع النفط، والذي جاء بإيعاز من واشنطن، خاصة بعد التقارب الروسي المصري العسكري.
  8. عدم توفر غطاء عربي للضربة، بعد رفض مصر وتردد الإمارات العربية المتحدة بالمشاركة، فقط السعودية ستشارك وبكل طاقتها لأنها الورقة الأخيرة للرياض قبل أن تنهار المملكة السعودية، كما أنّ تجربة الإمارات الخاسرة في اليمن، جعلت أبو ظبي تحجم عن المشاركة الفعلية.

نلفتُ نظركم لأمور هامة ستحصل خلال الأيام القادمة:

  • تهديد الولايات المتحدة لليمن بشن ضربة انتقامية، ردّاً على هجوم “مزعوم” حصل الأحد ضد مدمرة أميركية، هو لحرف الأنظار عما يجري في سوريا مؤقتاً، وعن المجزرة التي ارتكبتها السعودية.
  • سوريا وروسيا مصرتان على تحرير حلب، وهذا أكثر ما يُغيض الناتو. 
  • إلى أين سيذهب مقاتلو داعش بعد تحرير الموصل، الذي لن يستغرق وقتاً طويلاً؟ هل سيقطعون نهر الفرات غرباً، أم سيخصص لهم شرقه فقط؟



  • ما هو الدور التركي في العراق؟ وهل ستعلب تركيا دور الحاجز بين إيران وسوريا؟
  • مَنْ هم المسلحون الذين سيخرجون من شرقي حلب؟ وأين يتم تجميع المسلحين؟ وما هو دورهم الأساسي إن حصلت الضربة ضدّ الجيش السوري؟

باختصار، الناتو يدرس الوضع كالتالي: “إن كانت الضربة فاشلة، لن نخسر معركة واحدة، بل سنخسر الحرب بالتأكيد، والفشل سيأتي من الدفاعات السورية أولاً، ثم من ردة فعل روسيا، تليها ردات فعل حزب الله وإيران وحتى مصر… وخسارة الحرب في سوريا تعني “انهيار حلف الناتو”، لهذا يجب دراسة الأمر أكثر، لكن… لابد من الضربة.”.