وثيقة للمخابرات الأميركية منذ عام 1983: (يجب تدمير سوريا بسبب البترول)! د. جميل م. شاهين. مركز فيريل للدراسات

وثيقة مسربة من وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA منذ 14 أيلول عام 1983، تُبيّنُ الأسباب الحقيقية لزعزعة الاستقرار في سوريا، وتنصّ على (يجب على الولايات المتحدة تصعيد الضغوط بشدة ضد الرئيس حافظ الأسد، بالتهديدات العسكرية والسياسية بآن واحد من ثلاث دول مجاورة: العراق وإسرائيل وتركيا.).

الوثيقة كتبها ضابط المخابرات المركزية الأمريكية السابق Graham Fuller، جرى فيها التأكيد على الهجوم المتواصل ضد الرئيس حافظ الأسد منذ السبعينات، عبر صدام حسين ونظام الشاه الإيراني، وخلق توترات بشأن خطوط النفط والغاز التي من المفروض أن تمر عبر الأراضي السورية.

  • القسم الأول: نقرأ في الوثيقة حسب فيريل والتي تشمل خطة الولايات المتحدة لسنوات طويلة لاحقة: (حاولت المخابرات الأميركية إقناع صدام حسين بمهاجمة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، عندما أغلقت سوريا خط أنابيب العراق، والذي أوقع العراق بمأزق اقتصادي… على الولايات المتحدة تقديم الدعم لصدام حسين في حربه ضد إيران، وتقديم تقنيات وأسلحة حديثة فتاكة.). كان أحد أسباب إغلاق خط بترول العراق، دور صدام حسين في دعم الإخوان المسلمين في سوريا، رغم أنه كان يُقاتل إيران في ذلك الوقت. وقد دعمت الدول العربية الخليجية العراق في حربه ضد الثورة الإيرانية آنذاك، باستثناء ليبيا، التي وقف يومها معمّر القذافي مع سوريا في إغلاقها خط البترول العراقي. تتابع الوثيقة: (إذا أرادت الولايات المتحدة أن تكبح جماح سوريا، فعليها “استعراض عضلاتها “وتوجيه ضربة قوية لهيبة وسيادة سوريا).

  • القسم الثاني: (حافظ الأسد هو أكبر مشاكل إسرائيل وليس صدام حسين، لهذا يجب على إسرائيل رفع حدة التوتر في لبنان، عن طريق تحرشات عسكرية إسرائيلية، دون أن يؤدي ذلك إلى حربٍ شاملة.). وقد علم مركز فيريل من واشنطن أنّ الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية، كانت ستدعمُ صدام حسين لو شنّ حرباً ضد سوريا، لكنّ صدام لا يمكن أن يشنّ حربين بآن واحد؛ ضد إيران وضد سوريا، كما أنه سيظهرُ وكأنه يساندُ إسرائيل وهو الذي يدعي أنها عدوّه الرئيسي، لهذا اكتفى مع دول الخليج والأردن بدعم جماعة الإخوان المسلمين في حربهم في الثمانينات ضد الدولة السورية.
  • القسم الثالث وحسب فيريل: (على تركيا أن تضغط على الأسد بسبب دعمهِ للأكراد وللقضية الأرمنية، وتقوم بعمليات عسكرية محدودة في الشمال السوري داخل الأراضي السورية، مع تهديدات باجتياح سوريا).
  • القسم الرابع: وحسب الوثيقة (لن تؤدي الأساليب الديبلوماسية إلى نتيجة مع الأسد، لهذا على واشنطن استخدام الدول الثلاث؛ العراق وتركيا وإسرائيل لإجباره على التراجع، وتصوير سوريا إعلامياً كدولة من دول الشرّ).

بعد اصدار الوثيقة التي كانت يومها سرية، بـ 29 يوماً فقط، وظهور نتائجها المبدئية على أرض الواقع، خسرت الولايات المتحدة 241 جندياً وضابطاً في تفجير بيروت بتاريخ 23 تشرين الأول 1983. ثم أطاح تفجير ثانٍ برأس 60 من رجال مخابرات إسرائيل في صور و90 جندياً وضابطاً فرنسياً.

يأتي الإفراج عن الوثيقة مع استعراض أميركي للعضلات، استعراضٌ لا يتضمنُ زعزعة استقرار الشرق الأوسط لحماية إسرائيل فقط، بل يضعُ العالم على شفير حرب نووية.

وحسب Der Wächter  لمركز فيريل: (وكالة المخابرات المركزية الأميركية مازالت على نفس الخطة منذ 1983 حتى يومنا، وآخرها هجوم خان شيخون الكيميائي الذي لا علاقة للجيش السوري به نهائياً… فالجيش السوري يُحقّقُ انتصارات ساحقة على الأرض، وهو ليس بحاجة لاستخدام أيّ سلاح غير تقليدي في حربه. فهل يُعقلُ أن يستخدم جيش منتصرٌ سلاحاً كيميائياً ليقتل بضعة مدنيين! هذا كلام غير منطقي، والهجوم إن حصل فهو بيد الإرهابيين المدعومين من تركيا بإيعاز من المخابرات الأميركية.).

أخيراً يختم  Der Wächter  لمركز فيريل بالقول: (بالنظر لوثيقة عام 1983، وما تلاها من أحداث حتى يومنا هذا في أواخر نيسان 2017، لا أرى أنّ أمام الولايات المتحدة خيارات كثيرة لقلب النظام في سوريا، سوى التدخل المباشر… الخيارات كانت في السنوات السابقة كثيرة، منها: تشكيل معارضة مسلحة قوية ودعمها مادياً وعسكرياً (خيار فاشل)، اسقاط الدولة السورية عن طريق توجيهِ ضربات جوية متتالية (خيار فاشل)، اسقاط الدولة السورية عن طريق الفصل السابع في مجلس الأمن (خيار فاشل)، اسقاط الدولة السورية عن طريق العقوبات الاقتصادية والسياسية (خيار فاشل)… ما هو إذاً الخيار الناجح؟). يختم الحديث بالقول: (لا يوجد خيار ناجح ومضمون أمام واشنطن، بل خيارٌ أخير هو التدخل العسكري المباشر، وإرسال جنودها إلى الأرض السورية، وهي بحاجة لـ 150 ألف جندي على الأرض، فالاعتماد على جيوش الدول الضعيفة، السعودية والأردن وتركيا، لا يُجدي نفعاً، السؤال الأخير: كم سيموت من هؤلاء الجنود الأمريكان لو غامرت واشنطن برياً؟ وهل ستكون حربهم نزهة في سوريا؟ صاروخ سوري واحد يحصدُ مائة جندي أميركي، يعني خسارة واشنطن الحرب… لهذا لن تغامر بجنودها وستدفع بمقاتلي المعارضة السورية وجنود الدول الضعيفة إلى المُقدمة، فأرواح الأتراك والسعوديين والأردنيين والمعارضين السوريين، أرخصُ بألف مرة من حذاء جندي أميركي…). د. جميل م. شاهين 25.04.2017

مركز فيريل: (لن تغامر واشنطن بجنودها، وستدفع بمقاتلي المعارضة السورية وجنود الدول الضعيفة إلى المُقدمة، فأرواح الأتراك والسعوديين والأردنيين والمعارضين السوريين، أرخصُ بألف مرة من حذاء جندي أميركي…).

Firil Center For Studies FCFS