المتنورون يؤجلون الحرب العالمية الثالثة الدكتور جميل م. شاهين Illuminaten verzögern den dritten Weltkrieg

Illuminaten verzögern den dritten Weltkrieg

عدد القراءات 505147 كما تعلمون؛ لسنا من عشاق “نظرية المؤامرة” رغم أننا لا ننفي وجود المؤامرة والتي نُسميها “خطة”… لهذا نؤكد أنّ المتنورين (كرمز أكثر منه منظمة معيّنة) نجحوا في حالاتٍ، وفشلوا في أخرى، وهذا يعني حسب ما نعرفهُ في مركز فيريل للدراسات أنهم “غير مسيطرين على العالم” سواء المتنورون أو الماسونيّون أو غيرهم من أصحاب النفوذ. هو صراع اقتصادي أولاً بين الكبار، يتلوه صراع سياسي وعسكري للسيطرة، بينما الوقود دائماً “الشعوب”. وتدورُ المطحنة.

يُخطّطُ المتنورون لقيام الحروب، لكنهم يلاقون الفشلَ أكثر من النجاح 

منذ عام 1945 والمتنوّرون يسـتعدون ويخططون للحرب العالميـة الثالثـة، والتي ستؤدي إلى النظام العالمي الجديد، أي حكومة عالمية واحدة ودين واحد وعملة إلكترونية واحدة في العالم. هذه الحـرب تـمّ تأجيلهـا أو فشلوا بقيامها عـدة مراتٍ لأسـباب شـتى، هكذا يُشاع ولسنا في مركز فيريل للدراسات مع الإشاعات بل مع الحقائق، والحقيقة لا يملكها أحد. Firil Center For Studies, FCFS

المتنورون، هذه المنظمـة البافاريـة الألمانية الغامضـة، التي تأسست في 1 أيار 1776، والتي تُنسبُ لها (دون دليل ملموس) أهـم الأحداث العالمية بدءاً من الثورة الفرنسية 1789، وانتهـاءً بالربيـع العربي، وحتى مظاهرات السترات الصفراء نسبها بعضهم للمتنورين… تضمّ هذه المنظمة أغنى العائلات في جميع أنحاء العالم، وتسيطر على: مجلس العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، الأمم المتحدة، البنك الدولي، مجموعة بيلدربيرغ، نادي روما، المعهد الملكي للشؤون الدولية، اللجنة الثلاثية، الشركات العالمية الكبرى. لأسباب عديدة، تراجع المتنورون مراتٍ عن البدء بحرب عالميـة ثالثـة.

كتب الدكتور والصحفي والمحامي واللواء Albert Pike رئيس المجمـع الماسـوني في الولايات المتحدة لمدة 32 عاماً، والعضو الرئيسي في “المتنورون” بتاريخ 15 آب 1871، رسـالة جاء فيها: 

“كي نصل إلى النظام العالمي الجديد new world order/NWO/ وتشكيل حكومة العالم الواحدة، علينا المساعدة على قيام ثلاثة حروب عالميـة:

ـ الحرب العالمية الأولى:

لإخضاع روسيا القيصرية لسيطرة المتنورين في بافاريـا، بعدها يتم استغلال روسيا القيصيرية ككبش فداء لتحقيق أهداف المتنورين البافاريين العالمية.

ـ الحرب العالمية الثانية:

وتكون بالتلاعب السياسي بين القوميين الألمان والصهاينة، ويجب أن ينتج عن هذه الحرب دولة إسرائيل في فلسطين. وهذا حصل

ـ الحرب العالمية الثالثة:

يجب أن تكون شرارة البدء نتيجة الصراع بين الصهاينة والقوميين العرب المدافعين عن فلسطين، ثم تتوسع لتشمل العالم. (ما يجري حالياً لا يدلُ على أنّ كلام المتنورين صحيح تماماً). 

نجح المتنورون في التخطيط للحربين العالميتين الأولى والثانية، وحصد نتائجهما، فهل سينجحون في الثالثة؟

ابتدأ العمل بالحكومة العالمية الواحدة بتشكيل حكومة روكفلر في الولايات المتحدة عام 1921 على شكل شركة تدير أعمال أغنى العائلات الأميركية، وكانت يومها عبارة عن منظمة شبه سرية، لتصبح اليوم أكثر الشركات تأثيراً في الولايات المتحدة الأمريكية، وأعضاؤها يحملون الجنسية الأميركية فقط.

بتاريخ 17 شباط 1950، تقدّم عضو مجلس العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ الأميركي جيمس أربورغ، بطلب للمجلس للعب دور رئيسي في إنشاء النظام العالمي الجديد.

في ألمانيا؛ نقرأ في كتاب “المؤامرة الكونية” لرجل المخابرات الأميركي ستان ديو Stan Deyo، الذي هرب إلى أستراليا قبل إصداره لهذا الكتاب، يضع قائمة لعام 1978، تضم 100 شخصية عالمية من السياسيين والأثرياء، هم صفوة المتنورين، تضم بينها الوزراء والمستشارين الألمان /فرانز جوزيف شتراوس، هيلموت شميت ش. ويلي براندت/. انضم للأسماء لاحقاً المستشار الألماني غيرهارد شوريدر. بالنسبة للمستشارة أنجيلا ميركل، لا توجد بحوزتنا أيّة معلومات مؤكدة حولها…

كادت أزمة خليج الخنازير، 14 تشرين الأول 1962، أن تؤدي لقيام حرب نووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.

المخطط أن تبدأ الحرب بين إسـرائيل وأعدائها من العرب، فتمتـد لتشمل الدول الأكبر كالاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أي حلف وارسو وشمال الأطلسي، لكن خروج أكثر الدول العربيـة من الصراع مع تل أبيب، أجّل الحرب.

محاولات فاشلة، وهنا نؤكد على فشل المتنورين والماسونيين عدة مرات.

المتنورون لاقوا الفشل عدة مرات، وسيطرتهم ليست مُطلقة كما يدّعي كثيرون

وجـدَ المتنـوّرون أنّـهُ من شروط قيام الحرب العالمية الثالثة هو انحطـاط المجتمعـات العالمية أخلاقياً، والتخلي عن الروحانيات في التعامل بين البشر واستبدالها بالتعامل المادي، بالإضافة لتشجيع الحركات الأصولية الدينية خاصّة الإسلامية، وبدأ العمل بشكل جدي منذ عام 1990، فشهد العالم نشاطاً غير مسبوق للمؤسسات الدينية، حتى تمّ ربط الدّين بانحطاط الأخلاق!

أسست آلاف المحطات الفضائية الدينية وراحت تبثُ السموم وتغسل أدمغة الشباب وتُفرّق الشعوب والطوائف، وتمّ تجنيـدُ آلاف من رجـال الدين، حتى وصل عدد هذه المحطات إلى 7 آلاف محطة فضائية دينية. بالمقابل أنتجت آلاف الأفلام الإباحية وشُـجّعتْ المثلية الجنسية، وانشغل الأطفال بالألعاب الإلكترونية، والبالغين بالبرامج الترفيهية والمسلسلات.

أمر آخر، ابتدأ المتنورون بلعبة السـلطة والمعارضة، فالسلطة دائماً سيئة والمعارضة شريفة، تحصل الانتخابات فتتبدل المراكز، فيتفاجأ الشعب بأنّ المعارضة التي استلمت الحكم هي أسوأ من السلطة السابقة، وتدور لعبة الانتخابات والشعب كالأغنام.

أخطأ المتنورون والأصح تسرّعوا، ففي عام 1996 سارت الامور بشكل سيء بالنسبة لهم، وحسب ضابط الاستخبارات السابق في المارينز الأميركي ميلتون وليام كوبر، صاحب كتاب “فرسان نهاية العالم”، قال:

“حرب الخليج الأولى والثانية كان مخطط لها منذ سنوات، وقد قرأت هذه الخطة خلال خدمتي في الاستخبارات البحرية.” 

يضيف كوبـر:

“كان من المقرر أن تبدأ الحرب العالمية الثالثة في صيف عام 1996. ولديّ صور عن الأوراق السرية التي حصلتُ عليها أثناء خدمتي في الاستخبارات البحرية الأمريكية، حيث سيتم ضرب واحدة من المدن الأمريكية الثلاث (نيويورك، سان فرانسيسكو، لوس أنجلوس) بقنبلة نووية، وتوّجهُ أصابع الاتهام لإرهابيين مدعومين من دولة في الشرق الأوسط، فيكون ذلك مبرراً لبداية حرب عالمية ثالثة.”

طبعاً ما قالهُ كوبر لا يمكن تسميتهُ سوى بخطة مراهقين، لكنهُ أصاب وبدون قصد بأنّ عام 1996 كان عامـاً غريباً جـداً، وما حصل عليه من وثائق كان مكتوب بلغة مبهمة وسرية والمقصود طريقة ومكان آخرين، إليكم بعض الأحداث الغريبة التي حدثت عام 1996:

ــ في 3 نيسان 1996 رون براون وزير التجارة الأميركي، الصديق المقرّب من الرئيس الأميركي بيل كلينتون، يلقى حتفهُ بتحطم طائرة في كرواتيا، قتِـلَ معه في الحادث 34 مسؤولاً حكومياً، مُنح الوزير وسام الاستحقاق الأميركي. براون هذا كان يقوم بمهمة التقارب مع روسيا.

ــ في 16 أيّار 1996، الأدميرال جيرمي مايك بوردا، قائد البحرية الأميركية وأيضاً الصديق المقرّب من بيل كلينتون، وقبل يوم فقط من مقابلة مع نيوزويك بعنوان “سأقول لكم الحقيقة“، ينتحر برصاصة في صدره، السبب حسب ما قيل أنه وضع وساماً مزوراً على صدره. مُنح وسام الاستحقاق الأميركي. بتتبع سيرة حياة الأدميرال نجد أنّهُ كان يكره الحروب ويسعى للسلام.

ــ في 8 تموز 1996، وبعد ساعة من اجتماع في باريس حول خطة اندماج شركات عملاقة، انتحر حفيد عائلة روتشيلد الثرية الملياردير أمشيل روتشيلد في فندق لو برسيتول بباريس بشنق نفسه بمنشفة الحمّام! جاك شيراك رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك، أمر بإغلاق القضية وسُجّلت الحادثة انتحاراً. حسبَ Spotlight في كاليفورنيا؛ عُرفَ عن أمشيل روتشيلد أنه كان ذكياً جداً، حسّاساً، مُسالماً، عارض كافة أشكال الاستغلال البشري، ووقف ضدّ فكرة خلق الأزمات الاقتصادية عن طريق إفلاس البنوك، حيث استلم مجموعة مصارف عائلة روتشيلد في لندن عام 1990، والتي كانت على وشك الإفلاس حسب ما خُطّط له لخلق أزمة اقتصادية في البنوك الإنكليزية، ودفع الحكومة البريطانية لشن حرب ما، لكنه خلال ثلاث سنوات استطاع النهوض بالمجموعة وجعلها ناجحة، فأفشل خطة المتنورين.

ترحيل الحرب العالمية الثالثة مرة ثانية وثالثة وعاشرة

رُحّلت الأحداث إلى عام 1999، عندما جاءت الأوامر للجنرال ويسلي كلارك قائد الناتو بمهاجمة الروس في مطار سلاتينا بكوسوفو، يومها قال جملته الشهيرة: “لن تبدأ الحرب العالمية الثالثة على يدي”  

كشف كلارك لاحقاً أنّ وزارة الدفاع الأميركية أصدرت في العام 2002 مذكرة تقول فيها: “يجب على الولايات المتحدة احتلال ســبع دول في الشرق الأوسط خــلال خمـس سنوات، تبدأ بالعراق وتنتهى بإيران.” طبعاً سوريا بين هذه الدول. بعد رفض كلارك للأوامر، قامت القوات الأميركية بقصف السفارة الصينية بتاريخ 7 أيار 1999 بصاروخ، قيل أنه خطأ في المعلومات، وظنّ الأمريكان أن السفارة الصينية هي مركز لتسليح الجيش الصربي! أدى القصف لمقتل 3 موظفين صينيين وجرح عشرين آخرين، طبعاً كان الموقف الصيني حكيماً ولم تنجر بكين للحرب… وفشلت الخطة.

ثم جـاء الصراع حول ملف إيران النـووي. حسب رونان بيرغمان الخبير العسكري والصحفي، حذّر في مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز:

“تحدثتُ مع كبار القادة الإسرائيليين وقادة الجيش والمخابرات، ووجدتُ أنّ إسرائيل عقدت النية على ضرب إيران عام 2012”.

الأزمة المالية العالمية الخانقة، تدفعُ لشن حرب تحرّك الاقتصاد، وسيكون ضرب إيران بداية لهذا التحريك. يومها ضاعفت وزارة الدفاع الامريكية في كانون الثاني عام 2012، من قواتها في المنطقة ومعها فرنسا وهولندا وإيطاليا وألمانيا، وكان هناك تهديد حقيقي بالحرب. لكن أخباراً غير مطمئنة جاءت من موسكو وبكين بأنّ ذلك سيؤدي لاشتعال الحرب العالمية الثالثة، حيث أكدت الاستخبارات في العاصمتين أنّ طهران لن ترد فقط على إسرائيل، بل ستضرب القواعد الأميركية في دول الخليج والعراق وأفغانستان بأكثر من 2000 صاروخ.

هل كانت سوريا بوابة للحرب العالمية الثالثة؟

بدون شكّ “الربيع العربي” واحدة من أذكى الخطط التي وضعها المتنورون لتحطيم الشعوب العربية المحطمة أصلاً، وتفتيت الدول، ونشر الفوضى التي عُرفت بالفوضى الخلاقة.

في تشرين الأول 2011، أصدر الرئيس فلاديمير بوتين تحذيراً شديد اللهجة للولايات المتحدة، من تكرار العدوان على سوريا كما حدث في ليبيا. الولايات المتحدة أخذت التحذير مأخذ الجد، فكان عدوانها محدوداً غير واسع كما في ليبيا.

لسبب ما ظنّ الأميركيون بأنّ اسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، يعني الانتصار في سـوريا، وحسب مركز فيريل للدراسات؛ لهذا وبعد موافقة الحكومة الاشتراكية في اسبانيا على فتح القاعدة العسكرية روتا لقوات التدخل السريع الأميركية، أطلقت الولايات المتحدة بتاريخ 03 أيلول 2013 صاروخين بالستيين من القاعدة باتجاه شرقي المتوسط، ولم يتم إخبار أية دولة أخرى بذلك وهذا مخالف للاتفاقيات العسكرية الدولية، اتجاه الصاروخين كان نحو اللاذقية، بعد وصولهما جنوب غرب قبرص، انحرفا باتجاه دمشق، فاعترضهما صاروخان انطلقا من تحت مياه المتوسط غربي مدينة طرطوس، وتمّ اسقاطهما بنجاح قبل أن يصلا فوق اليابسة.

وزارة الدفاع الروسية في اليوم التالي:

“سجلت أجهزة الإنذار المبكر الروسية إطلاق صاروخين بالستيين من غربي المتوسط باتجاه شرقه.”

هنا انبرت إسرائيل لتتصدى للخبر وتضيـع بطريقة صياغته، فقالت وسائل إعلامها بما في ذلك صحيفة يديعوت أحرونوت: هو صاروخ ثم صاروخان، وتجربة مشتركة مع الولايات المتحدة، ثم صاروخ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺯ ﺃﻧﻜﻮﺭ، ﻭﺗﻢ ﺗﻌﻘﺒﻪ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺮﺍﺩﺍﺭ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، أي لا علم لواشنطن بالتجربة. أما ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ فقالت: ﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺎﻟﺴﺘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ ﺑﺎﻟﺴﺘﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺣﺮﺑﻴﺔ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ.

في اليوم التالي، نشر موقع ألماني مختص بالمتنورين يدعى Der Honigmann، أنّ الصاروخين الباليستيين تم إعتراضهم بمنظومة صواريخ إس 400 الروسية. أما الخطة فكانت ضرب مكان ما في دمشق بسلاح بيولوجي، لتقوم بعدها الطائرات الإسرائيلية بضرب إيران، فترد إيران وتجرّ معها موسكو وبكين إلى البدء بالحرب العالمية الثالثة.

الموقع الألماني هذا تمّ إغلاقهُ وقد حاولنا في مركز فيريل الاتصال به لمزيد من المعلومات، لكنه اختفى ولم يعد أحدٌ يردّ على هواتفنا!

بعد إسقاط الصاروخين، حدث اجتماع بين القادة العسكريين في الصين وروسيا وإيران، جاء وصفهُ من قبل الناتو بأنه: “كانوا يستعدون لمعركة فاصلة”، وذكرت نوفوستي، أنّ روسيا قادرة على استدعاء 1.5 مليون جندي للاحتياط في غضون ساعات، إذا نشبت حرب كبرى.

بؤر كثيرة مضطربة بأماكن متفرقة من العالم، تصلحُ نقطة انطلاق لحرب كبرى، لكنّ المتنورين مصرّون على أن تكون ساحتها الرئيسية في الشرق الأوسط. فهل سينجحون؟

حسب المتنورين، يجب أن يخسر العالم 30% من عدد سكانه أي قرابة 2 مليار إنسان، خلال هذه الحرب، ثم يبدأ بناء العالم ما بعد الكوارث بحكومة واحدة وحكم عسكري شمولي للسكان البيض، وازدهار الحياة لدورة تمتد 12 ألف عاماً. لهذا يجب أن تكون معظم الضحايا من منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا الجنوبية وشرقي آسيا. وهذا يتطابق مع نظرية التفوق العنصري، الرايخ الرابع.

فشلٌ آخر للمتنورين 

بعودتنا لخطة المتنورين، نجد أنهم خططوا أن يحدث عام 2016 زلزال كبير كارثي يضرب الباكستان وفيضانات عارمة في الصين، مع بداية الصيف حرب في سوريا باشتراك دولتين. لم يحدث هذا…

2017: تتوسع الحرب لتصبح إقليمية باشتراك ستة دول، وتحدث أضرار كبيرة في كافة المدن. أيضاً لم يحدث…

2018: تنضم الصين للحرب ضد اليابان وكوريا الجنوبية. حتى اللحظة ونحن نودّعُ العام لم يحدث شيءٌ.

ماذا قال المتنورون عن عام 2019؟

يجب أن تحدثَ مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا، لتبدأ الحرب النووية والبيولوجية. هل حدثَ شيء؟

اليوم نحنُ في عام 2022 والعالم تلهو به حُمّى الحرب العالمية الثالثة في أوكرانيا، فماذا يحدث؟

لا تريد الولايات المتحدة أو روسيا نشوب حرب عالمية لأنهما تعرفان النتائج الكارثية عليهما. فليتصارع الصغار ونحنُ نجني الأرباح

هل يفعلها بوتين مرة أخرى؟ الدكتور جميل م. شاهين

بعد مراجعتي هنا في ألمانيا لكثير من الحوادث والحروب ونشأتها وأهداف المتنورين وسلوكهم وطريقة تفكيرهم، وما يُشاعُ عنهم دون دليل، أجد المرحلة الحالية والقادمة كالتالي، وهذا رأيي الشخصي:

هناك صراع خفي بين مخابرات الدول العظمى و “المتنفذين” الذين أسميهم المتنورون، وصراع آخر بين المتنورين أنفسـهم.

بتعبير آخر هناك صراع بين رجال يؤمنون بالقوة الناعمة للسيادة على العالم، وبين رجال يؤمنون بحرب طاحنة تحرق الأخضر واليابس، التفوق الآن للمخابرات العالمية، لهذا لا توجد دولة كبيرة تريد الحرب لأنها تعرف النتائج.

لماذا إذاً الحرب العالمية الثالثة مؤجلة؟

عندما يتحدّثُ صحفيٌّ أو محلل سياسيٌّ عما جرى في المحادثة الهاتفية بين فلاديمير بوتين وجو بايدن، يُعطينا الانطباع بأنه مُستشار للزعيمين ويستمع للمحادثة شخصياً! 

ما يجري في أوكرانيا حتى اللحظة ونحن في 13.02.2022، هو بروباغندا إعلامية تسيرُ لصالح الولايات المتحدة وروسيا بآن واحد، ولصالح دول أخرى. الخاسر الأكبر هي الدول الأوروبية الغبية والتابعة لواشنطن ومعها أوكرانيا دون شك. أسعار البترول ارتفعت ومعها الغاز وهذا في صالح الدول المُصدّرة وبينها روسيا. أسعار الشحن والسلع ارتفعت وهذا لصالح أكبر منتج وهي الصين.

حسب تصريحات البيت الأبيض؛ أوضح بايدن: (في حال توغلت روسيا مجدداً في أوكرانيا فإن الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها سيردون بشكل حاسم ويفرضون عليها عقوبات فورية ومؤلمة). إذاً، الحد الأقصى هو عقوبات اقتصادية ولا حديث إطلاقاً عن رد عسكري.

لدى موسكو دوافع كبيرة للقيام بعمل عسكري ما، أهمها الدفاع عن أمنها القومي بعد أن باتَت قوات الناتو على أبوابها وتحيط بها من كل جانب، وحتى أوكرانيا التي حاولت فرنسا وألمانيا ضمّها إلى الحلف منذ عام 2008 وفشلت بسبب التهديدات الروسية، دخلتها قوات من الناتو تحت غطاء تدريبات عسكرية مشتركة.

اليوم انسحب الجميع من أوكرانيا بما في ذلك الديبلوماسيين الغربيين. المخابرات الأميركية حددت موعد الهجوم الروسي خلال ثلاثة أيام، أي 16 شباط 2022، ولم تتحدث عن حرب عالمية ثالثة أو رابعة، والذي تحدث هو وسائل الإعلام اللاهثة وراء “الأكشن”. 

ختاماً ومعذرةً على الإطالة

ليس هناك من أسباب كبيرة لنشوب حربٍ عالمية ثالثة حالياً، فإن كان القصد تحريك الاقتصاد، فتكفيه حرب إقليمية واسعة مع الحروب الطائفية والعنصرية المشتعلة في كل مكان، وإن كان القصد تخفيف عدد السكان، فالفيروسات والأمراض والمجاعات، والأخطر، التغيير المناخي، كفيل بترحيل مئات الملايين خلال السنوات القادمة بانتظار عام 2030. ما قد يحدث؛ كحد أقصى هجوم روسي على شرقي أوكرانيا مع عقوبات اقتصادية ضدها وإلغاء مشروع السيل الشمالي 2، وهنا تتضرر روسيا ومعها أوروبا. لكن روسيا وجدت نصف الحل مع الصين، وللصين حديث طويل وهي بيت القصيد من كلّ ما يجري وهناك يمكن أن تكون الحروب الكبيرة. 

الدكتور جميل م. شاهين Firil Center For Studies, FCFS أين ستكون الحرب العالمية الثالثة “إن حصلت”؟ لا يمكن الجزم، فساحات الصراع العالمي تمتدُ من بحر الصين إلى الشرق الأوسط، إلى أوكرانيا والبحر الأسود وشمال أميركا اللاتينية، لتنتهي في “القطب الشمالي”. وللقطب الشمالي حكاية خفية. ظهور أول 18.12.2018. تم إضافة الفقرة الأخيرة 13.02.2022. مع تحياتي.