تحدثتُ بوقت مبكـر وفي آب 2015 عـن مصيـر أسـود ينتظـر تركيا في ظـلّ نظـام حكـم الأخـوان الذي يقـودهُ الإرهابي أيردوغـان.
اليـوم 17.03.2016، موقـع الخارجيـة الألمانيـة يؤكـد إغلاق السـفارة الألمانيـة في أنقرة والقنصلية والمدرسة الألمانية في اسـتنبول عبـر القنـاة الرسـمية الألمانية الأولى، وتحذير الرعايا الألمـان من التجـول حول مبنى السفارة لمسافة 1 كلم، ولم يقتصـر الأمر على ذلك، بـل تعداه إلى نصـائح بمغـادرة الأراضـي التركيـة كاملة.
الإغـلاق جـاء حسب المخابرات الألمانية بناءً على تهديدات إرهابيـة من حزب العمال الكردستاني عقب تفجيرات أنقرة. لكنّني وبقراءة سريعة للأحداث أرى:
ـ هنـاك خـلافٌ حقيقـي بين تركيـا والاتحـاد الأوروبي بشـأن اللاجئيـن، وتصريح السيدة ميركل أنّ انضمـام تركيا للاتحـاد غير مطروح على جـدول الأعمـال. أي أنّ سـياسـة العصـا التي تتبعهـا الدول الأوروبيـة مـع أيردوغـان ونظامـه لم تعـد تنفـع، ولا بد من اسـتخدام سـياســة “العظْمَـة”.
ـ إعـلان مجموعـة من الانفصالييـن الحالميـن بكنتـون مخنـوق في الشـمال السـوري، يُرشـحُ الأوضـاع لتدهـور حقيقي هنـاك، وسـيول من الدمـاء سـيدفعُ ثمنهـا الانفصاليـون أولاً وتركيـا ثانيـاً.
ـ إنّ دور أيردوغـان انتهـى أو شـارف، ولا بد من تغييـره. ووصف الخارجيـة الألمانيـة بأنها تدرسُ “قيم الديموقراطية” في تركيا وطريقة محاربة المعارضـة بيد من حديـد، هذا دليل على أنّ أيـام الرجـل المعتوه باتت معـدودة.
ـ هنـاك تلميحـات أنّ تفجيـر استنبول، الـذي قتـل 12 سـائحاً ألمـانيا، كانت أجهزة مخابرات نظـام الإرهـاب التركـي، على علمٍ به قبل وقوعهِ…
الأيـام قادمــة، وسـنرى انقلاب السـحر على السـاحر، وما علينا سـوى الجلوس أمام الشاشات ومشاهدة نقل حيّ ومباشر للنيران تلتهـم كلّ مَنْ ضمر الشرّ وعمـل على تفتيت وتخريب سـوريا، سـواء في شـمالها أو في دولـة الإرهـاب تركيا. وعلى أوروبـا الاسـتعداد ونصب خيـام جديدة لقوافـل لاجئيـن من بلاد الأناضـول…
د. جميل م. شاهين ـ برلين 17.03.2016