أسرار حرب لبنان، من انقلاب بشير الجميل إلى حرب المخيمات الفلسطينية. باسل قس نصر الله، مستشار مفتي سوريا

أسرار حرب لبنان، من انقلاب بشير الجميل إلى حرب المخيمات الفلسطينية. كتاب من تأليف آلان مينارغ، اختيار وتعليق المهندس باسل قس نصر الله، مستشار مفتي سوريا. التعريب لمجموعة من المترجمين بتنسيق غازي برو – المكتبة الدولية – بيروت – لبنان – 2006



الحرب الأهلية اللبنانية هي حرب متعددة الأوجه، استمرت منذ عام 1975 إلى عام 1990، حيث بدأ القتال بين الموارنة والقوات الفلسطينية، لكن تغيّر المعطيات أدّى إلى تغيّر التحالفات خلال هذه السنوات، فأصبح أصدقاء الأمس أعداء اليوم، أما الغد فكان مجهولاً بين الجميع. المؤلف هو آلان مينارغ Alain Ménargues. صحفي فرنسي ومُدير سابق لراديو فرنسا الدولي، كتب عن هذه الحرب كتابين نستعرض اليوم الكتاب الأول بشكل موجز.


بدأت (الحرب اللبنانية) يوم الأحد 13 نيسان 1975
في 17 كانون الثاني 1975، عَبَرَ “حافظ الأسد” للمرة الأولى الحدود السورية اللبنانية ليلتقي رسمياً الرئيس “سليمان فرنجية” في فندق “بارك أوتيل” في شتورا.
في 12 نيسان 1976 ، صرّح “حافظ الأسد” علناً أنه سيكون جاهزاً لنجدة المسيحيين: “سوريا جاهزة للتحرك نحو لبنان للدفاع عن المقهورين فيه دون تمييز بين الطوائف”.
أُوقِفَ “بشير” (الجميّل)، في نهاية تموز (1978)، على حاجز سوري في الأشرفية (بيروت) وأحتُجِز لبضع ساعات. كان رجال “آل الجميل” يحملون لقب “شيخ” أباً عن جد، إذ كان الأمير “بشير أحمد أبو اللمع”، الأمير الحاكم آنذاك، قد مَنَح جد “بيار الجميّل” هذا اللقب لقاء “خدمات أسداها” له، حوالي عام 1855.
حظي “بشير الجميل” بدعم رهبان الكسليك الموارنة، إذ أنّ إثنين من مسؤوليهم، الأباتي “شربل قسيس” والأباتي “بولس نعمان” أعلنا تأييدهما لقيام “فضاء حيوي مسيحي”.
تعود الاتصالات الأولى بين الإسرائيليين وبعض اللبنانيين في لبنان إلى عام 1951. طلب حزب الكتائب آنذاك مساعدة مالية لحملته الإنتخابية التشريعية… وافق (رئيس وزراء إسرائيل) “موشيه شاريت” على منحهم مبلغاً متواضعا وقدره 3000 دولار أميركي.
توجه “جورج عدوان”، زعيم مجموعة التنظيم المسيحية القومية إلى سفارة إسرائيل في باريس، الكائنة في شارع “رابليه”، وطلب بعد التعريف عن نفسه، مقابلة “شخص مسؤول” فوجد نفسه بحضور “دافيد كمحي” الذي عرّف عن نفسه كأحد أفراد البعثة.



أوضح كريم بقرادوني في 30 آب 1981 “بوسع إسرائيل أن تجعل منه ربما قائداً عسكرياً، بينما بوسع سوريا أن تجعل منه زعيماً سياسياً. اليوم أصبح بشير زعيماً سياسياً”.



في اليوم الخامس على اندلاع الحرب (الاجتياح الإسرائيلي) في الحادي عشر من حزيران 1982 اتصل سفير الولايات المتحدة عند الساعة الثانية ليلاً بـ (رئيس وزراء إسرائيل) “مناحيم بيغن” طالباً وقف العمليات العسكرية باسم الرئيس الأميركي رونالد ريغن، وأبلغ الدبلوماسي رئيس الوزراء الإسرائيلي أن (الزعيم السوفيتي) “ليونيد برجنيف” اتصل بالرئيس “ريغن” على الهاتف الأحمر مشيراً بأن المضي قدماً بالعمل العسكري في لبنان قد ينجم عنه صراع بين الدولتين العظميين في مناطق أخرى من العالم.



وصل “شيمون بيريز” إلى قصر المختارة (لبنان في حزيران 1982). طَلَب مقابلة “وليد بيك جنبلاط” مؤكداً أنه مُرسل من جانب “ويلي براندت” رئيس الأممية الإشتراكية التي يَشغل فيها الزعيم الدرزي أحد مراكز نائبي الرئيس. اجتمعا… ولم يكد بيريز يرحل حتى اتصل “وليد جنبلاط” هاتفياً بـ “ويلي براندت” في ألمانيا الذي قال له أن النائب الإسرائيلي لم يكن مكلفاً بأية مهمة.
قال بشير الجميل في 23 حزيران 1982 في اجتماعات لجنة السلامة العامة: (السرعة عند الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات تعني عشر سنوات. ياسر عرفات يتنفس ستين مرة في الدقيقة، لكنه يكذب مئة وعشرين مرة في الدقيقة).



عُقد في 16 حزيران 1982 اجتماع سري في مقر السفير الاميركي في اليرزه (لبنان). أمسك (المبعوث الأميركي فيليب حبيب) القائد المسيحي (بشير الجميل) بيده وحدّق في عينيه قائلاً: (قرّرت الولايات المتحدة أن تدعم ترشيحك لانتخابات الرئاسة. سنتولى أمر العربية السعودية والمسلمين هنا. ونطلب منك أن تساعدنا بسلوكك… دعني أُقبِّلك، وليكن الله معك).

دخل أمين الجميل في الأول من تشرين الثاني 1982 في مفاوضات سرية مع الإسرائيليين أسفرت يوم 17 ايار 1983 عن عقد معاهدة صلح، وأقرّت الحكومة الإسرائيلية هذه الاتفاقية كما صوّت لصالحها نواب البرلمان اللبناني باستثناء بضعة نواب. لكن (الرئيس اللبناني) “أمين الجميل” امتنع عن نشرها ولم تُنفذ فقط.