أكثر من 72400 لاجئ سوري للترحيل من ألمانيا.





في خبر مفاجئ قد يكون لأهداف انتخابية، وزير التنمية الألماني Gerd Müller  من حزب CSU البافاري، يصرّح لصحيفة “Welt am Sonntag” الأحد الماضي: “نصف اللاجئين السوريين على الأقل، سيعودون إلى بلادهم”.  

إجراءات الترحيل القسري للاجئين السوريين لم تُتخذ بعد، لكن تلميحات الوزير كانت واضحة عندما قارنهم بلاجئي يوغسلافيا السابقة، وهذه إشارة متعددة الاتجاهات، خاصة عندما قال أن استتباب الأمن في البلقان وصربيا تحديداً، عجّل من عملية إعادتهم، مستخدما تعبير “الطرد” وليس العودة من تلقاء أنفسهم. فماذا سيحدث للاجئين السوريين؟

يعيش في ألمانيا وفقا للحكومة الاتحادية الألمانية أكثر من 550 ألف لاجئ من جنسيات مختلفة دون إقامة طويلة الأمد، والأصح دون إقامة، أو كما وصفتهم “لاجئون مرفوضون”، يحملون تصريح إقامة مؤقت. عندما سأل مركز فيريل للدراسات مركز الهجرة الرئيسي في برلين عن معنى “إقامة مؤقتة” كان الجواب مفاجئاً: “تصريح الإقامة المؤقت في ألمانيا للاجئين يتراوح بين 3 أشهر وثلاث سنوات!”. أي أنّ اللاجئ السوري الذي حصل على إقامة لمدة ثلاث سنوات، لا يعني أنه ضمِن إقامة دائمة في ألمانيا، حتى الـ 3 سنوات هي إقامة مؤقتة، تزول باستتباب الأمن في سوريا، وهنا لب الموضوع وما كان يقصده الوزير مولر بتصريحه.  

رغم أنّ كلام الوزير مولر حديث التاريخ، لكنه جاء بعد البدء بالترحيل، ففي ولاية ساكسون ارتفعت نسبة ترحيل اللاجئين 400% في عام 2016 عنها في عام 2015، حيث رُحّل خلال النصف الأول من هذا العام، 2245 لاجئاً إلى بلادهم. أما في ولاية شمال الراين فالرقم كبير؛ 8356 لاجئاً. ومعظم المُرحّلين كانوا من بلدان المغرب العربي وألبانيا، وهي الولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان وباللاجئين أيضاً، لهذا نصيبها كان الأعلى بالترحيل.

مقابل الترحيل القسري، ارتفعت طلبات إنهاء اللجوء والعودة طواعية للبلد الأصلي، ففي ولاية هامبورغ عاد خلال النصف الأول لعام 2016، 2066 لاجئاً، ومن برلين 1068، ومن ساكسونيا السفلى 4605 لاجئين، من بايرن 6200 لاجئاً، من هيس 4234 لاجئاً… وحسب وزير الداخلية رالف جاغر من حزب (SPD): “أنصح اللاجئين المُقرر ترحيلهم بالعودة طواعية إلى بلادهم.”.

كانت ألمانيا قد استقبلت العام 2015 حوالي مليون ومائة ألف لاجئ، بينهم 442000 لاجئ، قالوا… ونؤكد هنا على كلمة “قالوا” أنهم سوريون، مع أو بدون وثائق شخصية بعضها طبعاً مزور، بينهم 72 ألفاً لم يستطيعوا اثبات جنسيتهم السورية.  

وحسب ما علمه مركز فيرل للدراسات في برلين يكون الرقم الإجمالي للذين تمّ ترحيلهم قسراً خلال النصف الأول من عام 2016 حوالي 70 ألف لاجئ، والذين عادوا لأوطانهم برغبتهم 48 ألفاً، بينهم 9 آلاف لاجئ سوري. والخطة الألمانية تقتضي بترحيل 550 ألف لاجئ من مختلف الجنسيات خلال الشهور القادمة وحتى آذار 2017، الأهم أنّ بينهم 72400 لاجئ سوري ستتم إعادتهم طواعية أو قسراً إلى تركيا.

keine-zahlen-foto-bjoern-kietzmann-660x440

نعم، اللاجئون كانوا وما زالوا مجرد أرقام في سجلات الدول السياسية، فدعكم من هراء حقوق الإنسان و… الكفاءات…

د. جميل م. شاهين 23.09.2016